المواطن فـي ظل ارتفاع الأسعار


من الهموم اليومية المؤرقة للمواطن هي ارتفاع أسعار المواد الضرورية الاستهلاكية التي يحتاجها في قوته ومعيشة أولاده، ولا يخفى على أحد معاناة المواطن الذي يكد ويكدح للحصول على أدنى متطلبات الحياة المعيشية الضرورية لحياته، ولا فرق بين من يعمل في مؤسسة عامة أو خاصة، بغض النظر عن الأجرة التي يتقاضاها، أما المواطن العاطل عن العمل لعلة أو لغيرها، فأحواله في قمة الحرج والمشقة، حتى ولو كان يُعطى مساعدة من جهة حكومية او مؤسسة خيرية.
وهناك فئة من الناس لا تدري ان كان الوطن يعاني من ارتفاع وغلاء في معيشة ابنائه، او ان المواطن يعيش ضائقة لقمة العيش، لان ثقافة هذه الفئة لا تمت للوطن بصلة، وهي ليست مستعدة ان تثقل سمعها بأخبار الوطن، لأنها تعيش الغربة الحقيقية.
لقد بات هم المواطن والشغل الشاغل له هو توفير لقمة العيش الحلال لأسرته، خاصة ونحن في بلد موارده المادية قليلة، والذي يلحظ ان متطلبات الحياة تزداد يوما بعد آخر، لأننا في عصر تزاحمت فيه الأولويات، ولا تخلو حوارات الناس اليومية في مجالسهم الخاصة او العامة، عن الحديث عن أزمة ارتفاع أسعار السلع الضرورية، والخضراوات الضرورية اللازمة، لمعيشة المواطن، تلك الطبقة الفقيرة، والتي تشكل النسبة الغالبة في بلدنا الأردن، ولأن الموظف مهما كان راتبه بات في ظل هذه الظروف من هذه الطبقة الكادحة، ناهيك عن ارتفاع أسعار المحروقات وعلى رأسها الغاز والكاز الضروريان.
لقد أصبح المواطن في هم وغم تجاه رزقه ومعيشة أولاده، يسمع من هنا وهناك ان ثمة رفع للأسعار، وتعويم لأثمان السلع الضرورية، بحيث اصبحنا نعيش تحت رحمة وعطف التجار، وأصحاب رؤوس الأموال، الذين يتحكمون في حركة الأسعار والأسواق وأرزاق الجميع، وقد غاب عن اذهانهم ان الله هو واهب الرزق الحلال، والمال الحلال، وأيما لحم نبت من سحت فالنار أولى به، وهذا بلا شك يقطع الصلة بين الإغنياء والفقراء، ويقتل روح التنافس والابداع، ويقلل العمل من اجل الانتاج، لان ظلال الازمة تخيم على المواطن، وتحيط به احاطة السوار بالمعصم، لأنه يعلم ان كثيراً من الأزمات مفتعلة، وحتى يكون لها الغطاء القانوني لا بد ان تثار زوبعة مثلما نسمع عن أزمة الغاز وغيرها.
ان الذي ثبت في أذهان المواطنين ان انتاج بلده من الخضار والفواكه يصدر خارج الوطن من خلال التحريات، وتبين للقاصي والداني، ان المزارع لم يستفد إلا القليل، لأنه باع انتاجه لأصحاب رؤوس الأموال المصدرين، واصبح المواطن يبحث بين الركام عن شيء يسد رمقه وحاجة أولاده من البواقي الباقية التي يتحكم بها صغار التجار والباعة.
ان مشكلة ارتفاع وغلاء الاسعار تحتاج الى وقفة جادة من الحكومة، وذلك لدعم القطاع الكبير من مواطني هذا البلد، بالتعاون مع اصحاب رؤوس الأموال على دعم الوطن والمواطن خاصة في هذه الأزمة الخانقة التي يمر بها الوطن، وذلك للتخفيف عن كاهل الأسر الفقيرة وما أكثرها، كما ان الحكومة مدعوة الى تشجيع الأغنياء لاخراج زكاة أموالهم واعطائها للفقراء، ولذلك مساهمة للتخفيف من حدة المعاناة، كما انها مدعوة ان تبحث عن البدائل الايجابية لزيادة رواتب الموظفين بنسب معقولة، تتناسب مع حجم الغلاء الذي تتأزم حدته يوماً بعد يوم، وهي مدعوة مع قطاع رؤوس الأموال لفتح المشروعات الانتاجية لاستيعاب أكبر عدد من العاطلين عن العمل، وفي المحصلة لا بد وان يشعر المواطن بالاهتمام والرعاية الكاملة من اصحاب القرار، ولا يخفى على أحد مواقف جلالة القائد حفظه الله ورعاه ودعمه المتواصل للمواطن في كل ناحية من أنحاء الوطن، وحثه لحكومته ان تبذل قصارى الجهد والطاقة من أجل التخفيف عن المواطن الذي هو أعظم رصيد لوطنه وأمته، وبدونه لن يكون تقدم أو بقاء أو كرامة.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات