ماذا سيحدث إذا نقل ترمب السفارة إلى القدس؟


جراسا -

ذرت صحيفة بريطانية الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترمب من أن نقل سفارة بلاده في إسرائيل من تل أبيب إلى مدينة القدس المحتلة من شأنه تأجيج الصراع في منطقة الشرق الأوسط.

ومع إقراره بأن إقامة سفارة أجنبية في القدس قد لا يعتبر في حد ذاته إعلانا صريحا ضد حل الدولتين، فإن نائب مدير تحرير صحيفة الإندبندنت ويل غور يرى أن خطوة من هذا القبيل قد يُنظر إليها أنها تدعم الموقف المتشدد لحكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

ورغم أن اقتراح نقل السفارة الأميركية إلى القدس قد لا ينطوي على مفاجأة كبيرة، فإنه سيثير القلق في أغلب دول العالم العربي.

ووصف ويل غور في مقاله بالصحيفة مسألة وضع القدس بأنها شائكة إذ تقع في لب ما أطلق عليه "اللغز الإسرائيلي الفلسطيني الأكبر"، فالمدينة في نظره إما أن تكون مفتاحا لسلام دائم أو سببا في استحالة إقرار ذلك السلام.
وقال إن مجرد اختيار ترمب سفيرا لبلاده في إسرائيل من قدامى المعارضين لحل الدولتين أقنع بعض المحللين بأن خطة نقل السفارة الأميركية ستجد طريقها إلى التنفيذ.

استيطان وإرهاب

ثم إن موافقة السلطات الإسرائيلية على بناء مئات الوحدات السكنية الجديدة في القدس الشرقية المحتلة التي جاءت بُعيد تولي ترمب زمام الأمور في الولايات المتحدة تُعد بمثابة مؤشر آخر على أن إسرائيل واثقة من أن لها صديقا حازما الآن في البيت الأبيض.

ويلفت الكاتب إلى أن ترمب لم يكن أول رئيس أميركي يثير احتمالية نقل مقر بعثته الدبلوماسية في إسرائيل، فقد سبقه إلى ذلك كل من بيل كلينتون وجورج بوش الابن اللذين تعهدا إبان حملتهما الانتخابية بوضع هذه المبادرة موضع التنفيذ.

غير أن الرؤساء الذين تعاقبوا على حكم الولايات المتحدة ظلوا يوقعون على قرارات كل ستة أشهر لعرقلة أي قانون يضفي شرعية على تلك الخطوة.

فهل سيشق عصا الطاعة على هذه المقاربة الحذرة والمتعقلة؟ يتساءل ويل غور قبل أن يجيب هو بالقول إن المشككين يرون أن الرئيس الجديد ومستشاريه سيدركون يوما ما أن من شأن خطوة رمزية مثل هذه تعريض احتمالات إبرام اتفاق سلام إسرائيلي فلسطيني للخطر فحسب، بل ربما تثير حفيظة شعوب الدول العربية ما قد يجعلها تتصرف كأداة تجنيد لتنظيم الدولة الإسلامية ومن هو على شاكلته.

ولعل ذلك إذا ما حدث سيفاقم لا محالة الإرهاب الذي يزعم دونالد ترمب أنه يريد استئصال شأفته من العالم كله.

وكما صرح الرئيس الأميركي الجديد بوضوح عندما تولى المنصب، فإن الفرضيات القديمة بشأن صنع السياسة الأميركية لم تعد قائمة، فمع وجود صديق مزعوم له في موسكو، فإن العلاقة الحميمة مع السعودية ومصر قد تصبح أقل أهمية في النهج الذي ستختطه واشنطن فيما يتعلق بالشرق الأوسط الكبير.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات