اللاءات الاسرائيله والقدس


ان من الاهمية القصوى وكمدخل عن حوار لصياغة اجندة تعايش فيما بين الفلسطينيون والاسرائيليون تعتمد على العدالة والمساواة فان هناك ضرورة لتحقيقها بالوقف والتجميد الفوري لاية تغييرات في القدس بالنسبة للاراضي والسكان والموسسات او الانظمة والقوانين وافعال السلطة الحاكمة واصلاح وتنفيذ برنامج اصلاح الفجوة التي احدثتها السياسات والممارسات الاسرائيلية ويجب ان يتضمن عدم التاثير على التطور الطبيعي للحياة اليومية للمواطنين واسقاط كل الحواجز السياسية والعسكرية التي تطوق وتحاصر القدس الشرقية وفتح ابوابها الى المجتمع في الضفة والقطاع والمهجر كحرية المرور والعمل والاقامة والعبادة واتخاذ اجراءات ضدالمتطرفين اللاسرائيلين الذين يهددون الحياة اليومية في المجتمع الفلسطيني والاسرائيلي والذين قد يفجروا الاوضاع في مذبحة داخل اسوار المدينة وعلى ابواب وساحات الحرم الشريف في القدس


لا يمكن فهم قضية القدس إلا في إطار تاريخي عام يتعدى حدود فلسطين إلى إطار المنطقة العربية ككل أو بالأحرى إلى إطار الوطن العربي الكبير الذي شاركت في صنع أحداثه كما كانت جسراً يربط شطرى هذا الوطن الإفريقي والآسيوي. وبالرغم من أن الموقع المركزي الذي تتمتع به القدس على مسار الصراع الذي يتحول الآن عن طريق العملية التفاوضية إلى علاقات تعاون وانفتاح إلا أن إعلان المبادئ الذي تم توقيعه لم يشر إلى وضع القدس بل وتم تأجيل الموضوع برمته إلى المفاوضات النهائية.

والتساؤل الذي يفرض نفسه هذا هو هل يمكن لإسرائيل أن تتنازل عن القدس خاصة في ظل الموقع المتميز والقوى اللذين تتمتع بهما إسرائيل راهناً. هنا يكون من الضروري العودة إلى الحقيقة التي ربما يغفل عنها الكثيرين وهي أن الوزارات والوزراء يتغيرون في إسرائيل ولكن تبقى المنظومة الاستراتيجية لها كما وضعت من إنشاءها دون تغير وأنه على كل وزارة أو حكومة بالأصح أن تواصل تحقيق أهداف هذه المنظومة طبقاً لمراحلها الزمنية الملائمة لها حتى وإن اختلفت مناهج وأساليب التنفيذ من حزوب لآخر.

نذكر أنفسنا بهذه الحقيقة بعد أن عادت استراتيجية اللاءات الإسرائيلية للظهور مرة أخرى بعودة الليكود إلى الحكم وتعد استراتيجية اللاءات تلك من ثوابت السياسة الأمنية لإسرائيل ببعديها الخارجي والدفاع وأهم هذه اللاءات هي لا لمناقشة موضوع القدس لا لإقامة دولة فلسطينية مستقلة لا لإزالة المستوطنات. مسألة الاستيطان الإسرائيلي بصفة عامة وفي القدس على وجه الخصوص إذن من ثوابت الاستراتيجية الحاكمة للإدارات المتعاقبة في إسرائيل يوضح ذلك بل ويؤكده الاقتراب من هذه المسألة والتعرف على السياسات الخاصة بها سواء من جهة حزب العمل أو من جهة تكتل الليكود.

في هذا السياق تأتي أهمية بل وضرورة الاقتراب من أبعاد مخطط الاستيطان الإسرائيلي في مدينة القدس لاستكمال تهويدها وإزالة ما تبقى بها من هوية عربية إسلامية.

talal_gerasa@yahoo.com


talal@almejharnews.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات