دمقرطة الفكر


سؤال طرح بكل عفوية من أحد طلبتي ؛ هل يريد الملك الإصلاح السياسي؟ ، وإذا ما كان يريده لماذا ما نزال نراوح مكاننا وأقرب نموذج لهذه المراوحة هو الانتخابات البرلمانية السابقة التي شكلت المجلس الثامن عشر ؟ ، سؤال رغم عفويته يؤكد على مجموعة حقائق أولها ؛ أن هناك فكر يتم تناقله وبشكل خفي بين جيل الشباب يقول ؛ أن الملك يريد الإصلاح السياسي ، ولكن عدم شعورهم بأن النماذج الديمقراطية الأردنية ليست ديمقراطية كما تعلموا في مناهج المراحل الدراسية الأولى والثانوية ومن ثم الجامعة يجعل سؤالهم مشروع الطرح .
وكمحاولة لترسيخ مجموعة من القناعات لديهم على أن الملك يريد الإصلاح ، وأن أدوات الإصلاح التنفيذية تعمل للوصول الى هذا الإصلاح السياسي المنشود ؛ كان لابد من التعامل مع الواقع الذي يعيشونه كشباب أردني يجدون في شخص الملك نموذجا شابا يدير دولة وسط محيط مرعب سياسيا واجتماعيا واقتصاديا ، وأن الواقع الذي يعيشونه اليوم يمثل جزءا من صيرورة الإصلاح السياسي التي ليست عملية بالمفهوم الفكري العربي الذي لايقبل منها سوى النهاية السعيدة والسريعة والمتوافقة مع فكرة أنه لابد وأن يعيش حالة النجاح تلك في زمنه اليوم وليس بعد سنوات قادمة يكون عندها قد بلغ من العمر عتيا .
وهنا نجد أن العقلية الموروثة تاريخيا هي التي تتحكم بفكر الشباب نحو عملية الإصلاح السياسي ، أي أنهم يريدون ديمقراطية كاملة وبكل مواصفاتها كي يعيشون في زمنها هم وليس غيرهم من أبناء الوطن ، ووجود مراحل تطور بطيئة في عملية الإصلاح تلك يؤكد لديهم حقيقة أن لا إصلاح وفي نفس الوقت أن كلام الملك عن الإصلاح بعيد عن أرض الواقع الذي يعيشون في زمنها هم فقط ، وتكبر الفجوة الفكرية لديهم وقد تتحول الى نماذج فكرية محبطة ومحطمة تنعكس على كافة تعاملاتهم اليومية مع مراحل التطور السياسي ، وفي النهاية يصبح لدينا حالة سياسية اجتماعية متمسكة بالتقاليد الفكرية الموروثة والتي تتمثل بسيطرة العشيرة والمال على واقع الحياة الديمقراطية ، ويضيع كلام الملك في زخم تلك العقلية ويصبح بالنسبة لديهم مجرد حبر على ورق جلسات وورشات ونقاشات واجتماعات تحاول أن تفسر ما يدور في ذهن الملك فقط .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات