كوب دافىء .. هل أصبح حلم عصرنا ؟!


قد بدأ الشتاء يقترب ، و أبواب الصقيع تدق جدران البيوت بيتاَ بيتاَ ، ليخبر سُكانه بأن الزائر قادم .

كوبٌ دافىء ، هل أصبحت حلماً لذلك الشعب ؟!!

تتعالى قطرات الماء على تلك النافذة ، بينما الريق تنتظر كوباً دافئاً يطَري تلك الشرايين اليابسة أطفالٌ لم يعودوا قادرين على تحمل ذاك الجو القارس . لقد أصبح ذلك الكوب حلماً لهم ، يجرون حفاةً من هناك إلى هناك مرتدين تلك الثياب الباليةِ الرثة ، ابتسامتهم غطت معايير صقيع قلوبهم و أجسادهم ، لتعطي عبقاً دافئاً يغنيهم عن ذلك الكوب .

يا إلهي !! لم يعد عبدك الفقير يتحمل مشقة العناء ، و لكنها ضحكة ، ابتسامة ، أمل ، تنتهي في حكايةٍ لتغيَر ما هو أجمل إلى أسوء .

يدٌ مجروحة تنتظر شعلة نارٍ تدفىء شقوق الزمن المنتشرة على سطحها ، ريق متحجرة تقف في ذلك البلعوم على أمل أن يسيل ذاك الشيء الدافىء في أروقتها لتبدل ما قد أصبح ذابلاً إلى ما هو أكثر نضرة .

من يتحمل مسؤوليتهم ؟ّ! هل من مجيب !!

ماذا عن هؤلاء الذين يسكنون تحت قبة البرلمان ؟! ألديهم أدنى فكرة عمَا يجري خارج جدران قبتهم ؟ أم الطمع و الجشع قد أعمى بصيرتهم ! ألا يعلمون أن البرد قد انهك ذلك الشعب المسكين !

السبب تلك البذلة التي أصبحت تعنيهم أكثر مما يجري خارجاً ، ماذا ؟! هل نسيتهم أن من أوصلكم لتلك القبة هو من فضل شعبكم الفقير ؟!

كوب دافىء ، تتراقص أمنيات الوصول إليك ليصبح حلم كل فقير .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات