عذرا ايها العرب .. لا نملك الا الأستسلام !!


لا ينبغي لمن يعرف الحالة التي وصل اليها العرب ان يطالب بانتهاج منهج المقاومة كوسيلة لاسترداد الحقوق العربية في فلسطين او الاسكندرونه اوجزر الامارات اوسبتة ومليلة اوالعراق او اي ارض عربية محتلة من قبل جيراننا من غير العرب او حتى من العرب انفسهم ، فالحالة التي وصلنا اليها لم تكن خللا في ثقافتنا او قيمنا او في العزة والمروءة التي خزناها في الذاكرة منذ ان ارسل صلاح الدين الأيوبي طبيه لمعالجة عدوه اللدود رتشارد قلب الأسد الجاثم بجيشه على الارض العربية المقدسة حين اصابه المرض وعناء السفر من اجل قتال المسلمين في اكثر من واقعة ! ومنذ ذلك الحين ونحن نعيش حالة من فوضى التسامح والكرم مهدت لقوات رتشارد اعادة احتلال بلادنا ومقدساتنا ومارسوا تسليتهم المعهودة باصطياد وقتل الفلاحين في ارضهم بالنبال كلما ارادوا التسلية، فأخذت علينا شعوب العالم " روح التسامح " وطمعت في بلادنا وادركت ان الكرم والجود والتهليل " بالضيوف " فرصة للانقضاض علينا وانتهاك بلادنا ،
واستمر مسلسل الكرم والتسامح حتى اواخر الخمسينات من القرن الماضي ووجدنا ان نصف بلادنا قد احتلت وانتفض الناس وقدموا الشهدا تلو الشهداء فرحلت الدول المستعمرة الا القليل منها ، وابقت حكاما عرب ومنهم عجم على رأس البلاد لكن بمنهج التبعية والذيلية لتحقيق اهدافهم ، فوصلنا الى ما وصلنا اليه بعد خمسينات القرن الماضي بسبب نجاح السياسات العربية الرسمية التي جعلت منا شعوبا ضعيفة " مترهلة " منقسمة على نفسها ، تتجاذبها الخلافات والانقسامات والطوائف وبتنا شعوبا وقبائل لا نتعارف الا في اوقات الأزمات التي تواجهننا للبحث عن مخرج " دبلوماسي متحضر " لما نواجهه من خلال ما يسمى بالجامعة العربية .
لقد عملت السياسات الرسمية العربية ومنذ لحظات اعلان استقلال دولها على فرض الحكم العرفي ومنع انتشار مظاهر الحضارة والمنعةوالتنمية الاجتماعية والاقتصادية وحاربت مظاهر الديمقراطية والحرية الفردية والاعلام بحجج عدم نضج الظروف الموضوعية وظروف المواجهة مع العدو ! ، وجعلت المواطن اسير ظروفه الخاصة ، فاغرقت الدول الغنية مواطنيها بفوضى النعمة وارتفاع الدخل وانفقت اموالها في مجالات لم تثمر عن نيل احد مواطنيها جائزة او براءة اختراع في اي موضوع صناعي او علمي او اجتماعي ، بل وحاربت كل اشكال النهوض والتنمية بشتى الوسائل وجعلت منهم عربا مغتربون كل الاغتراب عن اوطانهم وقضايا امتهم وافردت ثرواتها في المشاركة بحروب لا علاقة للعرب بها في مختلف دول العالم دعما للحرية والديمقراطية التي منعتها عن مواطنيها ! واعتبرتها محرمة شرعا !
في المقابل عملت الدول الفقيرة منها على اغراق مواطنها بفوضى الفقر والسعي نحو لقمة الخبز فجالوا بلاد العالم بحثا عن اللقمة وحاربت اي طموح او حلم بحياة كريمة يعيشها مواطنها ، فحرمت عليه الحرية في الرأي والفكر والمعتقد ونالت من ثقافته وقيمه .
في ضل تلك الفوضى وتلك السياسات الرسمية التي ابدعها الانجليز والامريكان لاحقا فقد انعزلت كل دولة عن دولة ، وحاربت الدول العربية بعضها بعض واحتلت بعضها اجزاءا كبيرة من اراض شقيقتها سهلت لدول الجوار من غير العرب التجروء علينا وانتهاك حرمة اراضينا وثرواتنا وصلت الى حد ان تتجرأ علينا اريتيريا الدولة الافقر والاضعف في العالم لاحتلال الجزر اليمنية !! فهربنا الى الامم المتحدة للمطالبة بحقنا وانتزعنا نصف تلك الجزر ! وسعت دول وشعوب اخرى قادمة من الغرب لاستعبادنا وتمريغ انوفنا في الارض وانتهاك حرماتنا ومقدساتنا وحاربت ثقافتنا وقيمنا وقسمتنا الى دول رجعية وتقدمية ، ينحاز كل طرف الى جهة لتوسيع الانقساك والشرذمة بين العرب ، يقتل كل منا الاخر ويحلل دمه لاعتقادات زرعها الغرب وتمسكنا بها وصارت من ثوابتنا التي نقاتل من اجلها ! فأنتهت موضة الدول التقدمية والرجعية في اواخر القرن الماضي ، ولحقت الدول التقدمية بقوافل الدول الرجعية ، فكان لا بد من ايجاد اداة انقسام جديدة تفتك بالامة وتعيد الفرقة لها باسماء ومواضيع جديده فانطلقت صيحات التشيع والعودة الى الامامية الاثني عشرية التي تهدد الكيانات العربية المعتدلة ! وانطلقت بمخططاتها بنجاح ويسر واستطاعت جذب الملايين من اتباعها في العالم العربي والاسلامي الى جانب السطوة والنفوذ الذي تمتاز به في العديد من تلك الدول سواء منها العربية او الاسلامية ، فتصدى لها التيار السني الاوسع والاعظم والاغنى في المنطقة معلنا حالة التأهب والاستعداد للمعركة ! وانطلقت الدعوات المنددة بالخطر الشيعي على بلادنا والتحذير من مخططاتهم دون ان يحركوا ساكنا لوقف ذلك الخطر الذي تحدثوا عنه في الاعلام فقط ، مقابل مشروع تنموي وصناعي وعسكري وتكنولوجي عملاق لا يهدد الكيانات العربية فحسب ، يتهدد الاستقرار والأمن في العالم اجمع على حد تعبير الامريكان والصهاينة انفسهم !
فماذا صنعنا نحن ! وقبل الخطرالشيعي كنا نتحدث عن الخطر الصهيوني سنوات طوال فماذا صنعنا لوقفه واحباط مشاريعه !
الدلالات والمؤشرات تقول ان لا حيلة لنا في الحرب ، سواء اكان لوقف المشروع الصهيوني الذي صرنا ندافع بل ونتدافع لحمايته ، او ذاك المشروع الشيعي ، ففي الوقت امتلك العدو الاول كل مقومات النصر تكنولوجيا وعسكريا وحضاريا وصار من المستحيل هزيمته لانه يمتلك مشروعا نهضويا استعماريا واضحا ، يستعد " العدو " الأخر لبناء ترسانة نووية وقوة عسكرية وعابرات قارات لأنه يمتلك كذلك مشروعا نهضويا كبيرا يواجه العالم من اجله ، فيما ندعو نحن العالم الى الاحتفال ببناء اطول برج على وجه الأرض ! او نتفاخر ان مواطننا عربيا استطاع الجمع بين رقمين متشابهين لسيارته وتلفونه الخلوي ! فيما يعاني شقيق له لا يبعد عنه بضع مئات من الكيلو مترات من الجوع والتقشف والحرمان ! بلاد تعاني من تخمة واخرى تعاني من فقر و عجز ومديونية قهرت الناس ، فأن كنا لا نملك حتى الساعة مشروعا نهضويا حضاريا لتطوير بلادنا وتحرير ارضنا المحتلة منذ عقود ، وان كنا نحارب حتى اللحظة حرية الكلمة والرأي ، ونحرم الناس حقوقهم حتى في العيش الكريم ! فهل لدينا القدرة على مواجهة الاعداء !!



تعليقات القراء

سهم
الى الكاتب الفاضل

هذا ما اوصل العرب الى ما هم عليه000 طرح المشاكل على الطاولة وانتظار الحلول من الغير000لقد ابدعت في طرح اسباب حال الامه العربيه00 الا انك كما الكثيرون من قبلك لم تقدم لنا اي اقتراحات او حلول للخروج من هذه الحاله المزريه000 لقد شخصت وللأسف لم تصف الدواء000و اصبحنا نكتب وا نحلل اما بهدف المعارضه او الشهره00وهذا لا يجوز من شخص مثلك00
كما ويسمح لي الكاتب الفاضل00 ان اذكره بان مثل هذه الكتابات هي من اوصل الامه الى حالة الركود والاستسلام التي هي عليه000حيث ولدت عنده حاله من اليأس والاحباط بل ومنعته من الابداع والبناء والنضر الى المستقبل بتفأول0
ان لا اقول ان ننتظر لحين الفرج ولكن علينا ان نحاول النهوض ونتكيف مع الواقع المرير وان ننضر الى الامام بتفأول00 وليبدع كل منا في مجال عمله00وان نتعلم من المضاي وان لا نبكي عليه0
اسمح لي ان اقول بأن وقع وتأثير مثل هذه الكتابات لا يختلف كثيرا" عن قناه الجزيرة في تحليلاتها التي تهدف الى زرع حالة اليأس والاحباط عند المواطن العربي0000
05-03-2010 01:46 PM
الاردن اولا
البحرين اولا السعوديه اولا العراق اولا الامارات اولا قطر اولا مصر اولا عمان اولا تونس اولا المغرب اولا الوحده العربيه عاشرا الاسلام تاسعا
05-03-2010 07:02 PM
رد على أولا أولا أولا
أولا أولا أولا أولا أولا / والله عيب كل العيب هالكلام الفاضي !!! هل أنتم جهلة أو مغروين يا من تقولون أولا ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ قال تعالى : إن أكرمكم عند الله أتقاكم / قال سول الله ( ص ) : لا فرق بين عربي على أعجمي إلا بالتقوى / كل العرب أمة واحدة لا فرق بينها ولا يفرقها عن بعضها إلا الحكام الذين يفضلون كراسيهم على أمتهم اتقو ا الله أولا وليس الأردن لأن الله هو الخالق وهو المنقذ لكم يوم القيامة إذا عبدتوه وطعتم أمره وعملتم بتعاليمه
05-03-2010 08:23 PM
Samer Ahmed-England
I dont understand what you are trying to say,, and i dont like the way you compare " Zionist project" and "Shiite project" and we should fight both equally. we have a neighbouring country called Iran and they are trying to build their own country and make it strong, but they are not our enemy, so please let us stop this business of Sunnies and Shiite, and also consider that we have alot of Shiite Arabs in Kuwait, Iraq, Bahrain, Lebanon,..etc,. We have one enemy and that's Zionists and their supporters.
Do we have the capabilities to fight the "enemies"?? No, now we dont, but when we learn for a start to join the ques properly, for buying bread, Buses,.. etc, and respect others , then we can say that we are in the right track
05-03-2010 10:57 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات