إنفلونزا الفساد في الاردن


في التقرير السنوي لمنظمة الشفافية الدولية حول الفساد لعام ٢٠٠٩ احتل الاردن المرتبة٤٩ من بين ١٨٠ دولة واحتل المرتبة السادسة بين الدول العربية وهذا يعني ان الاردن قد حصل على٥/ ١٠وهذه نتيجة على الحفه على قول ختيارية البلاد. ناجح وبدفش.

الفساد موجود في كل مكان ولكنه في الاردن له خصوصية مختلفة حتى اني اسميه بانفلونزا الفساد الاردني الذي يحتاج الى ايجاد الفاكسين المناسب للقضاء علية او الحد منه، الفساد واقع استشرى بمختلف اشكاله في الاردن وخلق الكثير من المشاكل السياسية والاجتاعية والاقتصادية والثقافية والامنية ولايمكن للاردن والمجتمع الاردني ان يتقدم او يرتقي طالما انتشر هذا الوباء.

الفاسدون وغالباً ا يكونوا مسئوليين او سياسيين اشد خطراً على الاردن والمجتمع الاردني بما يقوموا به من نشر الفساد من خلال استغلال مناصبهم ونفوذهم او من خلال الثغرات القانونية الموجودة في القانون وخصوصاً مع كثرة القوانيين المؤقتة او من خلال سيطرتهم على مواقع اتخاذ القرارات من خلال مجموعات فاسدة تعمل معهم ولصالحهم.

تتعدد اوجه الفساد واساليبة المتنوعة ،فحجب المعلومات وانعدام الشفافية والتدخلات الرسمية وتغليب المصالح الشخصية والعائلية والتنظيمية والوساطة والمحسوبية وتراجع الاخلاق والقيم واالمبادئ وعدم التمسك بالشريعة السماوية والصلاحيات المطلقة التي يتمتع بها المسؤول حتى يصبح الناهي والآمر وتعيين المسؤوليين على مستوى واطي من الكفاءة والامانة والاخلاق.

هذه كلها مؤشرات مدركات الفساد التي اوصلت في النهاية منظمة الشفافية الدولية حول الفساد لتصنيف الاردن في المرتبة ٤٩، هذه المؤشرات في النهاية تلتقي حول سوء استخدام السلطة لتحقيق مصالح شخصية والابتعاد عن المصلحة العامة للاردن والاردنيين.

الفساد لا يرتبط فقط بالمنصب او الموقع، الفساد مرتبط بكل انسان لا يؤدي عملة بإمانة واخلاص ولكن حجم المسؤولية التي يتولاها مسؤولينا تزيد الطين بلة وتجعل الفرص متاحة لهم للفساد وكما يقول المثل "المال السايب يعلم السرقة". وخصوصاً في غياب الرقابة الحقيقية من المجتمعات المتمثلة في البرلمانات القوية والقضاء المستقل ووجود الهيئات المستقلة لمحاربة الفساد واعطاء المساحة الواسعة لوسائل الاعلام لتكون رقيباً على كل ن تسولّ له نفسه بالعبث في الموقع الوظيفي واستخدامة لغير المصلحة العامة.

يزداد الفساد ويكثر عندما تسؤ الاحوال الاقتصادية وعندما تزداد اعباء الحياة وعندما ترتفع الاسعارويرتفع معدل البطالة ويزداد عدد الفقراء. هذا مناخ مناسب للفاسدين لصناعة الفساد ، وبوجود هذه المشاكل الاقتصادية ينتج عنها مشاكل اجتماعية واخلاقية وغيرها تدفع الناس الى فساد اكبر ويصبح هدف الفاسدين هو الصراع من اجل البقاء والذي يدفع الثمن في النهاية هو الشعب الاردني المسكين.

ولكن السؤال الذي يطرح نفسه وهو كيف نواجة الفساد والفاسدين؟؟!!  والاجابة على هذا السؤال بسيطه. نتخلص من الفاسدين واشكال الفساد عندما يدرك المسؤول بان هناك مؤسسات قادرة على سن القوانيين والتشريعات التي تحمي الاردن والاردنيين من الفساد والفاسدين وان هناك مرجعية تحاسبهم على كل شكل من اشكال الفساد التي يقترفوها. اذا اردنا حقيقةً ان نتخلص من الفساد فلا بد من اعتبار الاقتراحات التالية:

اولاً: البعد عن شخصنة الشأن العام واستحدام القرارت الجماعية حتى تتجاوز هذه القرارت الذاتية لتعبر عن المصلحة العامة. ثانياً: وجود هيئات ومراكز لمحاربة الفساد لها استقلالية تامة. ثالثاً: مكافأة من يبلغ عن فساد مهما كان شكله. رابعاً: سن القوانيين والتشريعات التي تعاقب وتجرم الفاسدين وتحمي حقوق المجتمع الاردني. خامساً: تقديم كل مسؤول ذمة مالية قبل وبعد تولية المنصب. سادساً: ان يكون الجميع تحت طائلة القانون والمحاسبة. سابعاً: وجود برلمان قوي صاحب رقابة قوية. ثامناً: سلطة قضائية مستقلة. تاسعاً: اعطاء مساحة واسعة لوسائل الاعلام ( السلطة الرابعة). عاشراً: توفر الشفافية في طبيعة عمل وقرارات الحكومة واستخدام المؤسسات للقرارات الجماعية.

واخيراً ولاني اعلم بانة لانبي بعد محمد صلى الله علية وسلم فانه حري بنا نحن اتباع محمد ان نعمل على محاربة الفساد والفاسدين لان جميع الشرائع السماوية اتت برسالة واحدة لمحاربة الفساد واصلاح الارض بعد افسادها  فليكن عندنا الارادة والعزيمة على محاربة الفساد  بكل اشكاله وانواعة. الله عزوجل جعل جرم الافساد في الارض بمثابة محاربتة ومحاربة الرسول صلى الله علية وسلم (إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الارض فسادًا أن يقتّلوا أو يصلّبوا او تقطّع ايديهم وأرجلهم من خلافٍ أو ينفوا من الارض ذلك لهم خزيٌ في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب عظيم) سورة المائدة

فتخيل ا عزيزي القارئ كم مسؤولاً في الاردن يحق علية قول الله عزوجل في هذه الآية.



تعليقات القراء

Samer Ahmed - England
Influenza is an illness and people suffer with it for few days and then they can get better, though it is contagious, but it can be controlled,, i am afraid in our case the situation is more than an illness, its becoming like an epidemic
26-02-2010 01:11 PM
ابو صقر
السيد ابو قاعودusa
يلي فهمته وانا مش شد ايدك بلفهم انك بأحضان العم سام وغايب فيله .....................
والله لونك هون الا الامن الوقائي صار مقدم لك وجبتين فول باجويده والتهمه جاهزه اي هوه احد قادر يركب بلسم ويباع بصيدليه بدون تأمين صحي لمنع الفساد والنفاق
الله يستر تاليها
26-02-2010 01:48 PM
حميدو...US...
الانصاف الانصاف الانصاف..

تكتبون وتعلقون وتحبون وتكرهون وتسبون وتحشكون وتتهمون ولا يعجبكم أحد
26-02-2010 03:35 PM
نايف النوافعه
اخ محمد كل التحيه والاحترام . نحن هنا نهاجم اوكار الفساد ونترك الفاسدين اليس لطيف ما اقول قد طفح كيل الفقر فينا ووقفنا اسراب على تل مكاور نردد صمت غضب يافقر ارحل عن حوارينا اطفال عراة حفاه وهم خالدون بلا هم ولكنهم واهمون نحن احزامة الحقيقه بدوننا يرحلون نحن بناة الداخل تحت المطرقه كنا الحماة والحراس والعسس وهم الزائفون وانا متاكد انهم لله راجعون
26-02-2010 08:53 PM
كاتبة عربية مقيمة في الولايات المتحدةUS
كثرت المقالات التي تتناول قضية فساد أفراد من الأمة العربية وماتركته من أثر سيء في نفوس العرب التي إخترقها اليأس من إنتهاكات تلك المجموعة الموبوءة. لذلك فإنه أصبح من الواجب أن توجه المواضيع نحو أمور أكثر إفادة، قد تستطيع أن تمحو من ذاكرتنا ولو القليل من العطب الذي ألم بها من جراء هذه الشلة الفاسدة. فوجود مثل هذه الفئة التي تمثل نفسها في مجتمعاتنا، لا يمنع من أن هذه الامة، كانت وما زالت تحتضن الكثير من أفاضل القوم وخيرة البشر التي تبعث الأمل في النفوس، والتي تستدعي منا وقفة إحترام وإجلال وتقدير,,ففي الوقت الذي يوجد عملاء من أناس دناءة نفس وإنعدام ضمير ، نجد في المقابل فئة تحاول جاهدة بكل ما آتاها الله من قناعة نفس، ويقظة ضمير أن تؤصل هوية وتراث في نفوس براعم تتفتح وتحافظ على أخلاق سامية وموروثات قيمة من الضياع وتثبيت أخلاق سامية. بارك الله فيهم وفي مجهودهم بالرغم من محدودية الميزانية، فنحن لا ننسى كم تجود به أمتنا العربية من أناس على قدر من الأخلاق السامية والنفوس القانعة والضمائر اليقظة، فكل تحية وتقدير وإحترام لتلك الفئة الزاهدة النبيلة، وكل تقدير وإحترام لكل من جاهد ويجاهد في سبيل الرقي بهذه الامة وهذه البشرية.
27-02-2010 04:46 AM
جعفر عمايره
بعد التحيه للأخ محمد ولكن القضيه شكلها غيره وحسد يعني الفاسد الجديد يغار من القديم وانتم بتعرفوا الدم كيف لما يغار من اخر و من بعض المفسدين للأخرين
28-02-2010 04:45 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات