قيم تتكسر على أبواب الانتخابات


الحمد لله الذي كرم الانسان و استخلفه في الأرض (( و لقد كرمنا بني آدم و حملناهم في البر و البحر...))

وقد بين الرسول صلى الله عليه و سلم أن الإسلام هو دين الأخلاق الطيبة الكريمة و القيم النبيلة فقال : ((إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق))

إني أرى – و أظنكم ترون معي – من خلال متابعاتي للسباقات الانتخابية و المناكفات و النقاشات و الدعايات في المجالس و عبر مواقع التواصل الاجتماعي أن هذه الفترة التي تسبق الانتخابات ما هي الا فترة عداء لقيم و أخلاق الإسلام، و هدم لكل قيمة جميلة لتقوم مكانها آفات اجتماعية خطيرة، و حتى أزيل الإبهام بشيء من الوضوح سأورد النقاط التالية:

أولاً : المال ينتصر على الفكر و المبدأ

الناظر الى المرشحين الذين يحصدون الأصوات غالباً يجد أن العقول المليئة بالفكر والقلوب المليئة بالايمان لا تزن كما تزن الجيوب المليئة بالنقود عند غالبية الناخبين، و ترى التطبيل و التزمير للأمي صاحب المال الذي لم يعرف عنه لا تقوى و لا علم تجد مطبليه و زواميره أعلى و أقوى أضعافاً كثيرة من الهامات العالية بفكرها و قيمها.. و كأننا نسينا أن من يستند على المال سيكون همه تحت القبة جمع المال ليقوى أكثر و أكثر و أول ما يبيع من باع نفسه له قبل الفوز.

ثانياً : أين مكارم الأخلاق

يفترض أننا مجتمع لنا قيم تحكمنا و تزرع المحبة بيننا بعيداً عن العنصرية و المناطقية و القبلية و المحسوبية المنتنة، فإذا بدأت الانتخابات نسي أغلبنا كل ذلك و إذا وقفت خلف مرشح هاجمت كل من ينافسه بأبشع و أسوأ العبارات و ابتدأت بالتحشيد ضده ، لا بل و بدأت بمهاجمة من يقف خلفه و يدعمه بأبشع العبارات و التهم الصادقة و الكاذبة، و المتابع للمجالس الآن و مواقع التواصل الاجتماعي و خصوصاً الفيس بوك يرى و يسمع من ذلك ما قد يجعله يشعر أنه يعيش في مجتمع فيه سبعون ملة و دين. أين الإسلام ؟

ثالثاً : النفاق الاجتماعي

من أكبر ما يعيب الرجل أن يكون بوجهين فيتزلف إلى المرشح هذا و يغدق له المديح ثم ينطلق إلى المرشح الآخر ليطري و يمدح من جديد و كأنه بوق يبحث عمن يشتريه. أين الرجولة و المبدا؟ أين الأمانة و قول الحق ؟

رابعاً : التبعية و الإمعية

عندما جعل الله تعالى لكل منا جسد و روح و عقل هذا ليكون لكل منا طريقته و فكره و أسلوبه و رأيه لا لنكون إمعات كما نرى الآن، فلان يدعم فلان لأن محبوبته تدعمه. و فلان سيصوت لفلان لأنه وعد أستاذه أن يصوت له. و فلان سينتخب فلان لأنه يرى أن أتباعه كثر. و فلان يمدح فلان و يثني عليه ثم يقول : و لكني لن انتخبه لأنه لن يفوز. الأمثلة السابقة و غيرها الكثير و التي تملأ مجتمعنا هي المعنى الحقيقي لكلمة "إمعة" .

ختاماً أقول :

قال تعالى : ((إن خير من استأجرت القوي الأمين)). و قال تعالى: ((ولا يغتب بعضكم بعضاً))

و قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : (( ليس المسلم بالطعان و لا اللعان و لا الفاحش و لا البذيء))

وقال صلى الله عليه و سلم : ((مثل المسلمين في توادهم و تراحمهم و تعاطفهم كمثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر و الحمى

إخواني : الصوت أمانة ((ستكتب شهادتهم و يسئلون))

و الخطاب مع الآخر يكون بالحكمة و الموعظة الحسنة و بمحبة و احترام دون ذم و لا قدح و لا انحدار بالقيم
و إن كنت لا بد مختاراً فاختر من يتق الله لأنه الوحيد الذي إن لم ينفعك فلن يضرك سواء فاز أم لم يفز
و تذكر أن زوبعة البرلمان ما هي الا شهرين و لا داعي لأن أعادي أخي لأمر لا يستحق العداء و لمنصب لا يستحق العناء
((و العصر إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا و عملوا الصالحات و تواصوا بالحق و تواصوا بالصبر))



تعليقات القراء

محمود عبابنه
صح السانك
بس بدك مين يسمع
03-08-2016 01:40 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات