واشنطن بوست: هجمات الهواة فصل جديد في الحرب بين أوروبا و"داعش"


جراسا -

اعتبرت صحيفة الواشنطن بوست الأمريكية أن الحرب بين تنظيم الدولة وأوروبا دخلت على ما يبدو مرحلة جديدة؛ من خلال تكثيف الهجمات التي يشنها التنظيم داخل أوروبا، مستخدماً مَن وصفتهم الصحيفة بالهواة، على الرغم من التنسيق الكبير الذي يبدو في تلك الهجمات، كما حصل في كل من بروكسل وباريس، وأخيراً في ألمانيا.

طبيعة الهجمات الأخيرة التي شهدتها عدة عواصم أوروبية تؤكد من جديد أن التنظيم نجح إلى حد كبير في استقطاب العديد من المقاتلين الموجودين أصلاً في أوروبا، خاصة في أعقاب الهجوم الأخير الذي استهدف كنيسة في فرنسا، كما أن التنظيم نجح أيضاً في تجنيد من يعانون اضطرابات عقلية أو نفسية.

العشوائية في الهجمات- بحسب خبراء- تجعل من الصعوبة بمكان الاستعانة بالخدمات الأمنية لكشف الجريمة قبل وقوعها؛ لأن الأهداف غير المحتملة لمثل هذه الهجمات غير محدودة، وكذلك الوسائل التي يلجأ إليها المهاجمون.

يرى رافايللو يانتشي، خبير الإرهاب في المعهد الملكي للخدمات المتحدة بلندن، أن "مثل هذه الهجمات تشكل أمراً مقلقاً، فأنت لا تعرف في أي اتجاه سيذهب القاتل، بعضها وقع في أماكن نائية، والله وحده يعلم أين ستكون الضربة التالية".

وكانت مراكز بحثية أمنية أمريكية قد توقعت بأن الضغط على تنظيم الدولة في أماكن وجوده بالعراق وسوريا سيدفع المتعاطفين معه في الغرب إلى مزيد من أعمال العنف، وخاصة في أعقاب التسجيل الصوتي لأبي محمد العدناني، في مايو/ أيار الماضي، الذي طلب من الأفراد المتعاطفين مع التنظيم زيادة الهجمات.

الملاحظ أن نظرية الذئاب المنفردة قد بدأت تزداد مع كل هجوم جديد للتنظيم في أوروبا حيث أصبحت الجماعة أكثر انتهازية في السعي لفتح منافذ جديدة لعناصرها في أوروبا لتنفيذ هجمات جديدة، حيث رصدت على سبيل المثال، أجهزة استخبارات غربية رسائل متبادلة باللغة البرتغالية لعناصر في التنظيم يخططون لشن هجمات خلال دورة الألعاب الأولمبية في ريو دي جانيرو بالبرازيل، وهو الأمر الذي ساعد الأجهزة الأمنية البرازيلية على إحباط المخطط، واعتقال 12 عنصراً من المتعاطفين مع التنظيم.

النمط الجديد من الهجمات التي شنها التنظيم خلال الفترة الماضية في العديد من العواصم الأوروبية، نشر حالة من الرعب والخوف رغم أن تلك الدول كانت أصلاً على درجة عالية من التأهب والترقب والانتشار.

ألمانيا، وفقاً لرئيس الشرطة الاتحادية راينر يندت، بحاجة إلى 20 ألف شرطي إضافي، مبيناً أنه إلى الآن لم يتم استدعاء هذا العدد، وأشار إلى أن المشكلة في أن المهاجمين لم يكونوا ذات يوم من الذين لديهم سجل إجرامي، مرجحاً أن يكون التنظيم قد بدأ بتفعيل عناصر موالية له لم تكن ذات سجل إجرامي، ومن ثم فإن مسألة مراقبتهم ستكون أكثر صعوبة.

وبحسب راينر فإن هناك ما بين 400-500 ألف مهاجر إلى ألمانيا دخلوا إما بوثائق مزورة، أو أنهم غير مسجلين لدى دوائر الهجرة أصلاً، ومن بينهم المهاجم الأفغاني الذي قتل أربعة وجرح خمسة أشخاص داخل قطار بافاريا، حيث إنه كان أكبر سناً مما وجد بوثائقه، 17 عاماً كما أشارت تلك الوثائق.

تحديات أخرى تواجه الشرطة في الدول الأوروبية في تصديها للهجمات التي ينفذها عناصر التنظيم؛ منها على سبيل المثال أن فرنسا سبق لها ومنذ عدة سنوات أن خفضت عدد شرطتها في إطار السعي لتقليص الإنفاق، فضلاً عن وجود وكالات أمنية في العديد من الدول الأوروبية تعاني ضعف التنسيق بينها وبين الشرطة المحلية.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات