إرحموا هذا الوطن .. !!


** أكثر من مشهد ... أكثر من حكاية ... أكثر من (خطيئة) تتجسّد على حائط هذا الوطن ... لقد أفسدوا شهده حتى حوّلوه الى (علقم) , واغتالوا فرحة (الغلبان) حتى حوّلوها الى (حشرجات) , وتلاعبوا بمقدرات الوطن حتى حوّلوها الى (مقاعد) يورثونها لمن بعدهم , او يبتاعونها حينما يرتفع (الثمن) .

كفى نزفاً بهذا الوطن ... وكفى تجريحا بخاصرتيه ... كفى نهباً لخبزه وثمره وملحه , اذ لم يعد هذا الوطن (الغالي) يحتمل مزيداً من الفاسدين والمفسدين واللّصوص والرّاجمين لأمنه وأمانه , لم يعد هذا الوطن يقبل بالمنافقين الذين (يمزجون) ما بين الولاء والاستيلاء , او ما بين الانتماء والاحتواء ... ارحموا ترابه وعرشه وشعبه ودوحه , ارحموا حبّات عرق الكادحين , وخبز الجوعى والمساكين ... هذا الوطن للاحرار والاطهار والصالحين ... هذا الوطن لاولئك الذين صبروا وتقاسموا مع اخوتهم لقمة الخبز وحبّات الزيتون ... هو لكل من عشقوه و(لثموا) ثراه بافواههم وقلوبهم ... هو لاولئك الذين جبلوا ترابه بدمائهم وعرقهم ومسك وفائهم, وللّذين تحمّلوا الالم والجوع ليظلّوا اردنيين انقياء اتقياء يرفضون ازدواجيّة الولاء وازدواجيّة الانتماء , وازدواجيّة الهويّة و(العشق) .

نقبل أن (نجوع) دون أن (يستثري) فاسد على ظهورنا , ونقبل أن (نتجلّد) دون أن (يضحك) متكسب على عقولنا , ونقبل أن (نحرث) الارض وحتى البحر , ولكن دون أن (يحطّم) متنفذ رؤوسنا ... ولن يقبل أحد فينا أن (يتاجر) البعض في حدقات عيوننا , او في نبضات قلوبنا ... ولن يقبل واحد فينا أن (تجوع) أمّة ليحيا (صعلوك) ... أو (يجرؤ) عابر سبيل (عاق) على ان يزيل أثر الرّاحلين المخلصين , ويعيق دروب القادمين الأبرار .

وحتى لايتحكّم فينا منافق أو فاسد أو فاسق , ولكي لا يتحوّل هذا الوطن الى (مزرعة) تفرّخ لحسابات الجانحين والصيّادين , او الخارجين الذين يغرّدون خارج السرب ... يأكلون هنا ويغدقون هناك ... (يتلوّنون) هنا , و(يتنكّرون ) هناك ... وحتى لا تظّل لقمة (عيشنا) نهباً للنّاهبين , يتوجّب علينا ان نعزّز (عشقنا) لهذا الوطن , ونجدّد ولاءنا وانتماءنا ... نتجلّد ونصمد ولانرقد ... ننطلق ونحلّق , ونبحث عن المحراث والمشكاة والآلة والقلم ... نتبرّأ من العابثين والمفسدين والمحبطين والنمّامين , ونشدّ على أيدي الرّاجلين الأوفياء والمخلصين ... نجود لهذا الوطن بقلوبنا وأرواحنا ونحميه بأهداب عيوننا ... ونردّد معاً انشودة المتآلفين العاشقين .



تعليقات القراء

زيتون برمة داشر
مفهوم الوطن عندهم يعني الدينار و الدولار ,, بينما مفهومه عندنا يعني مصطلحات بالية عفى عليها الزمن مثل الكرامة الوطنية و الرجولة والشهامة فهذه المصطلحات لا تسمن ولا تغني من جوع , صحن رجولة او طنجرة شهامة ,,, ايها الكاتب المحترم يبدو انك لا تزال تعيش خارج هذا الزمن ,, لم يعد شيء عندنا اسمه مواطن له كرامة ,, هات لنا معك اثنين كيلو كرامة
12-02-2010 11:23 AM
الحجايا
من أروع المقالات التي قرأتها هذا العام ... لغة" ومحتوى" وفكرا" وتصويرا" فنيا" وقوة" .... عبرت عن رأي الملايين وألمهم في الأردن الحبيب ....
12-02-2010 11:25 AM
صابر
من اروع ما قر












من أروع ما قرأت في حياتي كاتب متمكن اين انت من قبل؟






ا
12-02-2010 05:22 PM
ليلى راجي
مقالتك مميزة جدا تستحق عليها وساما رفيعا
13-02-2010 12:11 AM
الأردن بلد الأمن والأمان ومكان للإستثمار/US
وزيدك من الشعر بيت ,بدئة تظهر على المجتمع الأردني عوارض لم تكن في السابق , من كثرة الهم والغم والفقر والضغوط النفسية 1- حالات الإنتحار ولا سيم بين الشباب2- جرائم القتل إبن يقتل عائلتة او والدتة 3- السرقات واليلطجة في وضح النهار4- الإختلاس والهروب للخارج5- بيع المواطن أبنائة او تركهم عند الجوامع بيع المواطن أعضائة البشرية مثل كليتة


13-02-2010 11:21 AM
عمر سند
انت تعبر عما في نفوسنا لقد ابدعت كثيرا شكرا لك
14-02-2010 02:14 PM
المواطن حمدان
ما في حكي بعد هاظ حكي يسلم ثمك
14-02-2010 06:46 PM
ريحان
شكررررررررررررررررررررراااااااا ابدعت
15-02-2010 01:43 AM
احمد يوسف
اين هذا الكاتب ارجو ان يكون له عمود عندكم
15-02-2010 11:00 AM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات