نتائج الثانوية العامة بين الفضيحة المفتعلة والحقيقة الوطنية لجودتها
كفانا رقصا على جثة الوطن , فلقد بنينا في الاردن نظاما تعليميا حديثا يماثل الدول المتقدمة رغم النواقص الكثيرة التي اعترضت طريقنا في الماضي , هذا النظام الذي ادخل الكثير من التغيرات الهامة في النظام التعليمي الاردني , ابرزها حوسبة التعليم ومخرجاته لتحسين الاداء والذي تأطراستجابة للتقدم الذي احرزته تكنولوجيا التعليم, وتأكيدا للرؤية الهاشمية في الانطلاق الجاد نحو التطور المعرفي, ايمانا بقول الفيلسوف جون ديوي " المعرفة لم تعد شيئا متحجرا بل اصبحت مرنة", حيث اخذت وزارة التربية والتعليم زمام المبادرة وانطلقت بقوة حتى باتت ملتقى ومحج الكثيرين من الاشقاء العرب والاجانب للاطلاع على التجربة الاردنية في مجالي استخدام الحاسوب وحوسبة المناهج.
ومع انطلاق التحقيق بتلك الفضيحة رسميا, وبعد هذا المدح للذات الوطنية, فاني اعتقد جازما بأن هناك اياد خبيثة تلعب فيما تبقى من الصالح في مؤسسات الدولة , وما حدث بالامس بعد اعلان نتائج الثانوية العامة من خطأ شنيع لم يسبق له مثيل في تاريخ التعليم الاردني, يمكن ادراجه ضمن التلاعب بمقدرات الدولة ذات المساس المباشر باقتصاده , ويجب ان لا يمر دون محاسبة او معرفة الاسباب على اقل تقدير, لانه وكما هو معروف قطع الاردن اشواطا عملاقة في الاستثمار التعليمي والبشري كان , والذي يقوده شخصيا وينادي به الملك والملكة في كل من مناسبة ومحفل محلي وعربي ودولي.
دعونا نناقش موضوع ما حصل في نتائج الثانوية العامة بمنتهى الجدية والمصداقية والامانتين المهنية والوطنية, ونتساءل هل ما جرى في تلك الوزارة من لخبطة مقصودة او مفتعلة تصب بمصلحة الاردن وشعبه؟, ام جاءت بناء على توجهات مريبة لافساد ركائز الوطن وافراغها من مضمونها؟.
بالامس القريب طلت علينا ظاهرة الشهادات المزورة في وزارة التربية والتعليم , والتي اساءت الى مكانة المعلم الاردني بعد ان كان لوحده يمثل الركيزة الاولى لمدارس ومناهج دول الخليج, لنتسائل باثر رجعي :هل كان قرار الوزير يومها بنبش الامر يصب في مصلحة الوطن ؟, ام جاء لتخريب سمعة التعليم الاردني بقصد او بغير قصد؟.
ولم تكد تغادرنا الفضيحة المفتعلة الاولى , حتى طفت على السطح فضيحة نتائج الثانوية العامة, والتي زادت من الشرخ الكبير الذي احدثته القضية الاولى في الجسم التعليمي, مما اثر على مصداقية المعلم والتعليم الاردني, بعد ان كانا قبل الفضيحتين المدويتين السابقتين يتمتعان باعلى درجات المهنية والكفاءة .
انها الحقيقة المرة التي لا يدرك خطورتها الا من كان يملك ذرة غيرة على الوطن وسمعته, وهنا يجب ان نفرق كثيرا بين "الام الثكلى والنائحة المستأجرة", فمن خلال خبرتنا نقول بان الخطأ من خارج الوزارة يمكن اعتباره نادرا ونسبته لا تتعدى 1% , لان القرصنة لو عزينا ما حدث لها من الصعب تاكيدها ,لان المقرصن بحاجة لوقت ليس بالهين للدخول على الموقع واقتحامه.
وعليه فاني ارى بان تلك الفضيحة هي مفتعلة للاساءة للاردن تعليميا واقتصاديا , واجد من واجبي الوطني ان ادافع بمنتهى القوة عن الثانوية العامة كمجرب وممارس وعامل فيها والتي يتم تصحيح دفاتر الاجابة فيها وتدقيقها باعلى درجات الدقة والنزاهة والشفافية والمهنية, ولا ادل على ذلك من تلك المصداقية التي اثبتت وجودها عند العدو قبل الصديق.
ولا يسعني هنا ونحن في غمرة اصلاح ما فسد من سمعة للتربية والتعليم, الا ان اتذكر واذكر وزير تربيتنا الذي لم يكن مقصودا من الضربة التي وجهت لجسم الوزارة , بان اكفأ معلم في اللغة الانجليزية في الاردن في السبعينات ومطلع الثمانينات وحتى بداية التسعينات كان يدعى فهمي ربيحات في كلية الحسين , وكان يحمل مؤهلا علميا هو ( المترك). في الوقت الذي تعتمد فيه وزارة التربية اليوم في تعيينها للقيادات التربوية على المؤهل العلمي كالماجستير والدكتوراه كوسيلة لاختيار هذه القيادات , ضاربين بالكفاءات التي لا تحمل مثل تلك المؤهلات عرض الحائط , وهذا يدفعني الى طرح السؤال التالي على وزيرنا الاكرم : منذ متى كانت الشهادات هي التي تقود الادارات؟.
معذرة ,فانا هنا لا ادافع عن اشخاص , بل ادافع عن الوطن الذي كلما اشرقت شمسه انبرى له ثلة من المارقين لاخفائها, رغم ادراكهم ومعرفتهم بان خيوط اشعة شمسه ستعود للاشراق وسط جهلهم مرة اخرى, لايماننا المطلق بان الله متم لنوره ولو كره الحاقدون.
هذا ما لزم بيانه والله ولي الصالحين.
وقفة للتامل" إن معشر المعلمين كانوا ولا زالوا , وهم في غمرة انغماسهم بحثا عن احتواء الازمات وآثارها لا ينظرون الى اللحم الجديد الذي بدأ ينمو تحت الجلد من واقع الالم , واذا كان كما قال شوقي ان الالم عبقري, فلعل عبقرية هذا البلد تكمن بقيادته وقدرتها على الملاحة وسط الاعاصير , والتي حولت الالام السابقة وستحول الالم الحالي والقادم الى رصيد وفرصة لمزيد من البناء والاعتماد على الذات".
Quraan1964@yahoo.com
*عضو اتحاد الكتاب والادباء الاردنيين
كفانا رقصا على جثة الوطن , فلقد بنينا في الاردن نظاما تعليميا حديثا يماثل الدول المتقدمة رغم النواقص الكثيرة التي اعترضت طريقنا في الماضي , هذا النظام الذي ادخل الكثير من التغيرات الهامة في النظام التعليمي الاردني , ابرزها حوسبة التعليم ومخرجاته لتحسين الاداء والذي تأطراستجابة للتقدم الذي احرزته تكنولوجيا التعليم, وتأكيدا للرؤية الهاشمية في الانطلاق الجاد نحو التطور المعرفي, ايمانا بقول الفيلسوف جون ديوي " المعرفة لم تعد شيئا متحجرا بل اصبحت مرنة", حيث اخذت وزارة التربية والتعليم زمام المبادرة وانطلقت بقوة حتى باتت ملتقى ومحج الكثيرين من الاشقاء العرب والاجانب للاطلاع على التجربة الاردنية في مجالي استخدام الحاسوب وحوسبة المناهج.
ومع انطلاق التحقيق بتلك الفضيحة رسميا, وبعد هذا المدح للذات الوطنية, فاني اعتقد جازما بأن هناك اياد خبيثة تلعب فيما تبقى من الصالح في مؤسسات الدولة , وما حدث بالامس بعد اعلان نتائج الثانوية العامة من خطأ شنيع لم يسبق له مثيل في تاريخ التعليم الاردني, يمكن ادراجه ضمن التلاعب بمقدرات الدولة ذات المساس المباشر باقتصاده , ويجب ان لا يمر دون محاسبة او معرفة الاسباب على اقل تقدير, لانه وكما هو معروف قطع الاردن اشواطا عملاقة في الاستثمار التعليمي والبشري كان , والذي يقوده شخصيا وينادي به الملك والملكة في كل من مناسبة ومحفل محلي وعربي ودولي.
دعونا نناقش موضوع ما حصل في نتائج الثانوية العامة بمنتهى الجدية والمصداقية والامانتين المهنية والوطنية, ونتساءل هل ما جرى في تلك الوزارة من لخبطة مقصودة او مفتعلة تصب بمصلحة الاردن وشعبه؟, ام جاءت بناء على توجهات مريبة لافساد ركائز الوطن وافراغها من مضمونها؟.
بالامس القريب طلت علينا ظاهرة الشهادات المزورة في وزارة التربية والتعليم , والتي اساءت الى مكانة المعلم الاردني بعد ان كان لوحده يمثل الركيزة الاولى لمدارس ومناهج دول الخليج, لنتسائل باثر رجعي :هل كان قرار الوزير يومها بنبش الامر يصب في مصلحة الوطن ؟, ام جاء لتخريب سمعة التعليم الاردني بقصد او بغير قصد؟.
ولم تكد تغادرنا الفضيحة المفتعلة الاولى , حتى طفت على السطح فضيحة نتائج الثانوية العامة, والتي زادت من الشرخ الكبير الذي احدثته القضية الاولى في الجسم التعليمي, مما اثر على مصداقية المعلم والتعليم الاردني, بعد ان كانا قبل الفضيحتين المدويتين السابقتين يتمتعان باعلى درجات المهنية والكفاءة .
انها الحقيقة المرة التي لا يدرك خطورتها الا من كان يملك ذرة غيرة على الوطن وسمعته, وهنا يجب ان نفرق كثيرا بين "الام الثكلى والنائحة المستأجرة", فمن خلال خبرتنا نقول بان الخطأ من خارج الوزارة يمكن اعتباره نادرا ونسبته لا تتعدى 1% , لان القرصنة لو عزينا ما حدث لها من الصعب تاكيدها ,لان المقرصن بحاجة لوقت ليس بالهين للدخول على الموقع واقتحامه.
وعليه فاني ارى بان تلك الفضيحة هي مفتعلة للاساءة للاردن تعليميا واقتصاديا , واجد من واجبي الوطني ان ادافع بمنتهى القوة عن الثانوية العامة كمجرب وممارس وعامل فيها والتي يتم تصحيح دفاتر الاجابة فيها وتدقيقها باعلى درجات الدقة والنزاهة والشفافية والمهنية, ولا ادل على ذلك من تلك المصداقية التي اثبتت وجودها عند العدو قبل الصديق.
ولا يسعني هنا ونحن في غمرة اصلاح ما فسد من سمعة للتربية والتعليم, الا ان اتذكر واذكر وزير تربيتنا الذي لم يكن مقصودا من الضربة التي وجهت لجسم الوزارة , بان اكفأ معلم في اللغة الانجليزية في الاردن في السبعينات ومطلع الثمانينات وحتى بداية التسعينات كان يدعى فهمي ربيحات في كلية الحسين , وكان يحمل مؤهلا علميا هو ( المترك). في الوقت الذي تعتمد فيه وزارة التربية اليوم في تعيينها للقيادات التربوية على المؤهل العلمي كالماجستير والدكتوراه كوسيلة لاختيار هذه القيادات , ضاربين بالكفاءات التي لا تحمل مثل تلك المؤهلات عرض الحائط , وهذا يدفعني الى طرح السؤال التالي على وزيرنا الاكرم : منذ متى كانت الشهادات هي التي تقود الادارات؟.
معذرة ,فانا هنا لا ادافع عن اشخاص , بل ادافع عن الوطن الذي كلما اشرقت شمسه انبرى له ثلة من المارقين لاخفائها, رغم ادراكهم ومعرفتهم بان خيوط اشعة شمسه ستعود للاشراق وسط جهلهم مرة اخرى, لايماننا المطلق بان الله متم لنوره ولو كره الحاقدون.
هذا ما لزم بيانه والله ولي الصالحين.
وقفة للتامل" إن معشر المعلمين كانوا ولا زالوا , وهم في غمرة انغماسهم بحثا عن احتواء الازمات وآثارها لا ينظرون الى اللحم الجديد الذي بدأ ينمو تحت الجلد من واقع الالم , واذا كان كما قال شوقي ان الالم عبقري, فلعل عبقرية هذا البلد تكمن بقيادته وقدرتها على الملاحة وسط الاعاصير , والتي حولت الالام السابقة وستحول الالم الحالي والقادم الى رصيد وفرصة لمزيد من البناء والاعتماد على الذات".
Quraan1964@yahoo.com
*عضو اتحاد الكتاب والادباء الاردنيين
تعليقات القراء
بلكي صار هذا المتسلق مدير اداري او فني
انشرو يا جراسا
الرد على المشاركة 2(البلقاوي)
سؤالي : لماذا انت تخبئ نفسك بهذا الاسم ؟ الكاتب لم يخبئ نفسه وقال مايملي عليه ضميره هكذا هي الكتابة يفسرها كل على ليلاه انت تفسر بانه يهز الذنب ، اخي هل تتوقع من هذا الكاتب الحصول على واسطة من وزير التربية هل دخلت الى قلب الكاتب وقلب الوزير .
اخي ما هي المشكلة في ان يوم من الايام تم تعيين هذا الكاتب المخلص لوطنه مديرا في وزارة التربية
اسئلك بالله لو كنت وزيراً هل كنت تعيين من هو كفؤ لمنصبة ؟
اذا كان هذا الكاتب كفؤ لمركز في الوزارة تستفيد منه الوزارة بحكم انه كاتب لماذا لايعين مثل غيره فهذه ارزاق الا تعلم ذالك
واخيرا سلامي الى الكاتب ، لاتتوقف عن الدفاع عن هذا الوطن ، وعن مكان عملك .
يكفيك تخندقا وراء الاسماء المزورة فالتخندق سمة الخفافيش والخفافيش لا تخرج الا في الليل لخوفها من المواجهة.
تحية لجراسا على روحها الاعلامية التي تقبل الرأي والرأي الاخر, والى الامام
لا اخفيك بانني عشت مقالتك حرفا بحرف وكم سرني مدحك لامتحان الثانوية الذي يجب على الكل ان يعرفوا مدى المنهجية والدقة والشفافية التي ترافق الامتحان منذ الوهلة الاولى وحتى استخراج النتائج.
ولكن ما جرى من وجهة نظري كان فعلا متعمدا خاصة ان الوزارة لم تجري الفحص الختامي للقرص الممغنط كما تجري العادة للتأكد من مصداقيته, وهذا ما يجعلني اضم صوتي لصوتك بان ما جرى كان متعمدا,
واضيف بانه ومن خلال تجربتي لمدة 30 عاما ان الوزارة تخطئ كثيرا باعتماد الشهادة معيارا في اختيار القيادات, ولعل مثالك للمعلم الذي كان يحمل شهادة المترك وكان قياديا نشهد له بحكم التجربة لهو افضل مثال على الوزارة ان تعمل به في المرات القادمة.
تحياتي للكاتب على جودة تحليله وطرحه, راجيا ان لا يبقى المعلم هو الحائط الواطي في وزارات الدولة.
الذي لا يرحم. مجتمع الاتكاليه والفوضى.مجتمع الخليط المؤلم لواقعنا المر.
شكرا مره آخرى لانك تضع النقاط على الحروف في مكانها علما بأن غيرك يعلم جيدا
اين يضعها لكنهم متخاذلون..
اين الخطأ الذي تراه في المقاله للتهجم على الكاتب.بلقاوي اصلي
لا تلتفت يا احمد الى هولاء الذين يريدونك جلادا للوطن لكي يصفقوا لك ثم يطردك الوطن من قاموسه فتلك الالاعيب يجب ان لا تنطوي عليك.
تحية لقلمك الحر.
شكرا اختي العزيزة وامنى ان اكون قد اجبتك اجابة مقنعة, والسلام الشاكر لك احمد القرعان
محمد الخلايله.
اشكرك من كل قلبي.محمد الخلايله
هذه حادثه من الالاف ...ولكني شاهدتها ....فلم تدوير الحقائق ...والبحث عن اساليب محامي الجاني
أكتب تعليقا
تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه. - يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع |
|
الاسم : | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : | |
أرجو أن تتحدث بنبض الشارع وليس بنبض سمير وإبراهيم أستاذ أحمد فالوطن سيبقى وسيذهب الجميع ؟؟؟