الاردنيون الاتراك


في مقولة لصديق لي وضع بها الأصبع على الجرح كما يقال وقام بنشرها على صفحته الفيس بوك " الذي يكره جدك لن يودك حتى لو عبدته عبادة ربك " ، والسؤال هنا بعد مساء يوم الجمعة التركي وصبح يوم السبت ؛ ماذا يريد الأردنييون من أوردوغان ؟ ، هم وبكل بساطة ونتيجة لفقدان الرمز الوطني أو لتوقف صناعة الرموز التاريخية عند وصفي التل وهزاع المجالي لم يعد لديهم رمزا يتخذون منه ماكنة لصنع التاريخ الوهمي اليومي على أمل أن يتعض من يتصدر الحياة السياسية في الوطن من بعد وصفي وهزاع المجالي .

وتأكيدا لحالة التناقض في الفكر السياسي الفردي والجمعي الأردني أن بهجة الاحتفالات بالثورة العربية الكبرى على الدولة العثمانية لم تبرد ، وما زالت اصداء كلمات كتاب المقالات والمتغنين بها تصدح في الوطن ، وصباح اليوم وبدون مقدمات طلبت مقدمة البرنامج الصباحي على إذاعة الجامعة الأردنية من كل الأردنيين أن يرتدوا ما يرمز لتلك الثورة ولوطنهم الأردن ، وأن يتركوا الباس الرسمي ليوم واحد فقط كما تركوا الأردن ليلة الجمعة على السبت وأصبحوا أتراك عثمانيين .

والمفارقة هنا أن ما بثته صفحات التواصل الاجتماعي الخاصة بالأردنيين في تلك الليلة واليوم التالي جعلني أتوقف عن الحديث عن الموقف ككل وعدم إبداء الرأي فيه ، ذلك لسبب واحد أنني سأكون كمن يقف أمام الموج الجارف لوحده ، وهو موج جارف من الجهل التاريخي والسياسي ممزوجا بعاطفة البحث عن الرمز في العقد الثاني من القرن الواحد والعشرين والذي شهدت بدايته إنهيار رمزا لهم " صدام حسين " ، وغاب عن ذهن الأردنيين أن القومية التركية العثمانية هي التي تسيير العقل الأوردوغاني بعيدا عن أية روح إسلامية ، وأن البراغماتية السياسية هي التي تتحكم به ، وهي براغماتية تقوم على خدمة القومية التركية من خلال أي تحالفات سياسية أو اقتصادية بغض النظر عن طرف هذه التحالفات .

وفي النهاية لابد من إعادة مقولة صديقي وبكل قوة التاريخ الاستعماري التركي لنا كعرب ، وهي فترة اربع قرون ونصف من الجهل والتسلط والجباية وبناء الإمبراطورية التركية العثماينة على ظهور جدودنا ، ورحلة السفر برلك الى بلاد البلقان واليمن وخوازيق جمال باشا السفاح وإعدامات باب العامود وساحات القدس ودمشق ، وأوكد على تلك الجملة التي تقول " الذي يكره جدك لن يودك حتى وإن عبدته عبادة ربك " ، وربنا واحد وشعبنا واحد ولغتنا عربية وليس تركية



تعليقات القراء

موسى العموش
الدولة العثمانية حمت الأسلام والمسلمين رغم الفساد باخرها من يهود ومنافقين كما اليوم نعم نحب اردوغان وحزبه والدليل كل الشعوب المتعشة للحرية تابعت وفرحت لأردوغان وكلامك يخالف الحقيقة فلا تفسد فرحتنا
18-07-2016 03:58 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات