الانتخابات النيابية ليست مسخرة


لكل شخص الحق في ان يرشّح نفسه للانتخابات النيابة أو غير النيابية ولكن أن نقزّم هذه الانتخابات ونحوّلها الى مسخرة من خلال اعلان أشخاص لا يمتلكون الحدود الدنيا من الثقافة او الخبرة او المعرفة عزمهم خوض الانتخابات أو من خلال (تفليمهم) ) بأنهم يتعرضون لضغوطات من قواعدهم الانتخابية لخوض الانتخابات مع أنهم في قرارة انفسهم يعرفون أن ذلك يضعهم في دائرة السخرية من المحيطين بهم فالأمر جد معيب .

ورغم عدم تفاؤلي من مخرجات الانتخابات القادمة وعدم قدرتها على افراز نواب قادرين على تمثيل الشعب الاردني تمثيلا حقيقيا يليق به في ضؤ المعطيات المتوفرة وشاهدي على ذلك القانون الذي ستجري بموجبه الانتخابات وهو قانون يولّد الفرقة والشحناء ويفتّت المجتمع ويمزقه كل ممزّق ويجعل من الصعوبة بمكان ان يعرف كل مرشح على حدة عدد الأصوات التي حصل عليها فرغم ذلك كله فأنا أطالب بمشاركة فاعلة في الانتخابات وان يتقي المواطن ربه وينتخب الأصلح لكيلا تبقى المجالس النيابية مجرد كليشيهات وصبغات لتجميل عروس شمطاء.

مرة ثانية أجدد تأكيدي بأن الترشح حق وحرية شخصية ولكن هذا لا يعني ان تتحوّل الانتخابات الى ( حسبة ) او سوق مركزي لبيع وعرض الغث والسمين .

ان (هوس ) الانتخابات أعمى كثيرين ممن لا يدركون خطورة المرحلة القادمة وما يكتنفها من تحديات قد تضطرنا كأردنيين لتقديم تنازلات غير مسبوقة سياسيا واقتصاديا وهؤلاء ( المهووسون ) ما يزالون ينظرون الى الانتخابات من منظور اجتماعي صرف فالنيابة عندهم صورة فضلى للوجيه او كبير العائلة .

أيها الاردنيون الكرام سيأتي وقت تتحولون فيه الى مجرد ( مكوّن ) مثل بقية المكونات التي فرضت نفسها على ارض الواقع وأخشى عليكم من الذوبان اذا لم تتنبهوا جيدا الى كل ما يجري من حولكم خاصة وانكم وحدكم الحارسون للوطن ولمقدراته ولأمنه وأمانه مقابل رواتب بالكاد تكفي تلبية ضروراتكم وغيركم ينعم بالثراء الفاحش والرواتب الخيالية وانتم تعرفون جيدا ان من يتحكم بثرواتكم ويتنغنغ على حساب شقائكم وتعبكم ومنذ تأسيس دولتكم عائلات وأشخاص لا يبلغ تعدادهم مجتمعين عدد عائلة اردنية كبيرة او عشيرة اردنية صغيرة ولكن هذا هو الواقع الذي نعيشه ويجب علينا التعامل معه بما يضمن بقاءنا والحد من مخططات تجويعنا ليصبح اكبر همّنا الحصول على لقمة عيشنا.

أرجوكم يا اردنيين أن تنظروا بعين الحكمة الى مستقبلكم ومستقبل ابنائكم في خضم كل ما هو
( معمّى) عليكم من قرارات ستدفعون ثمنها لأن الفساد ما زال قائما وان الفاسدين هم هم ومعظمنا يعرف اسماءهم وأسماءهن وأتحدى مجلس نوابكم القادم ان يمتلك الجرأة لكي يحاسب مسؤولا من العيار الثقيل او يفتح ملفا اغلق بقرار حكومي او بقرار قضائي .

قلبي على الاردن وعلى النظام وعلى كل مؤسسات الوطن ولكن هذا القلب يتمزق حزنا على شعب تم ( تجويعه) وللأسف هناك من بيننا من يصفق لجوعنا ويغض الطرف عن الفاسدين والمفسدين ويتناسى الاية الكريمة التي تقول بعد بسم الله الرحمن الرحيم ( واتقوا فتنة لا تصيبّن الذين ظلموا منكم خاصة ) .. كنت اتمنى ألا تتبعزق أموالنا وثروات بلدنا على مناسبات احتفالية وخزينة الدولة بأمس الحاجة لها .

الحياة صارت لا تطاق وتأكدوا ايها الاردنيون الصابرون انكم ستدفعون وحدكم ثمن كل الاختلالات الاقتصادية التي خلقتها سياسات حكومات رعناء طيلة السنوات المنصرمة وان الحل سيكون من جيوبكم انتم ايها الطفارى وعليكم من الان مزيدا من شد الأحزمة وربط البطون والتوقف عن الانجاب فكلفة المعيشة ستصبح فوق قدراتكم وفوق امكانياتكم واسأل المولى عز وجل ان يزيل عنا وعن ابنائنا موجة الاكتئاب التي تفتك بنا ونلمس مظاهرها بهذا الكم الهائل من العنف وجرائم القتل غير المبرر وحالات الانتحار المتزايدة لدى أشخاص يعاني غالبيتهم من ظروف اقتصادية سيئة .
اذن المرحلة القادمة خطيرة جدا جدا والتحديات فوق طاقة الجميع والشعب الاردني قطعا هو الضحية في كل الظروف وافراز نواب غيورين ومدركين لخطورة المرحلة امر في غاية الاهمية والمواطن اذا ما احسن الاختيار يكون قد أبرأ ضميره امام الله .

رضينا بالهاشميين حاكمين لنا ومن حقهم علينا اخلاص النصيحة لهم ومن الرشد ان يستمعوا الينا فنحن منهم وهم منا والواجب على مجلس النواب القادم وعلى الحكومة ان تتفهم (كريزما ) الاردنيين الذين يعيشون على الكرامة ويموتون من اجلها وأن توقف نزيف الضعوطات النفسية التي يتعرضون لها بحجة ايجاد حلول للمشكلات الاقتصادية من جيوبهم المنهكة والمخزوقة بمزيد من رفع الأسعار وفرض الضرائب رغم ان هناك الكثير من الثروات الباطنية القابلة للاستثمار ومئات الملايين التي نهبها لصوص معروفون لكل صغير وكبير .

وأدعو الله الكبير العزيز القوي ان يمنح قيادتنا السداد وان يرزقها البطانة الناصحة وأن يلهمنا الصبر والسلوان على ما آلت اليه أحوال الامة العربية والاسلامية من ذل وهوان.

mkatishat@yahoo.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات