لكي الله يا سوريا فهو حسبك


طالعنا وزير خارجية الكيان الصهيوني بحلقة جديدة من مسلسل العربدة التي تمارسها حكومته في الأرض تمثلت هذه المرة بتهديد صريح لسوريا الحبيبة ورئيسها متجاوزا بذلك ابسط أشكال التهذيب والدبلوماسية بين الدول حتى وان كانت في ساحة المعركة. بهذا التهديد استحضرت ما مرت به امتنا في السنوات الاخيره والتي كان افجعها اغتيال بغداد ورئيسها .

لقد استمرأ أعداء ألامه اغتيال بلداننا واغتيال قادتها بعد الاستفراد بهم واحدا تلو الأخر, فاغتيل الرئيس صدام حسين والرئيس ياسر عرفات رحمهما الله ليكونا عبرة لمن لا ينفذ مخططات أمريكا والصهيونية وكان الغريب بل المستهجن في الأمر أن كل ذلك يحصل وإخوانهم من الحكام العرب يتفرجون بل أن بعضهم كان فاعله في تنفيذ تلك المخططات.

لقد كانت المادة الخاوية التي لا تنطلي حتى على الأطفال لدى نظامنا العربي الرسمي أثناء حصار ومن ثم اغتيال بغداد وقائدها هي أن العراق كان السبب في جلب أمريكا وحلفائها للمنطقة والمادة الخاوية المطروحة الآن والتي قد تكون ذريعة لدى أعدائنا وماده إعلاميه لحكوماتنا العربية هي أن سوريا وحزب الله وحماس تنفذ مخططات إيرانيه وعليه فلتخليص المنطقة من تأثيرات إيران يجب بتر اذرعها.

بالأمس كانت إيران - الذريعة الحديثة- حليفة لأمريكا والصهيونية في احتلال وتدمير العراق (استذكر هنا ما قاله أحد خبثاء السياسة الامريكيه أثناء الحرب العراقية الايرانيه بان أمريكا تريد الاثنين المتحاربين مهزومين لكن كانت نتائج الحرب على غير ما تريده أمريكا لذلك جاءت (مضطرة ) لتقاتل من داخل المنطقة بعد أن فشلت في القتال من خارجها) .

لقد مرت العلاقة بين إيران وأمريكا بالكثير من الشد والجذب ولكنها اجتمعت على احتلال العراق واغتيال رئيسه ومن ذلك نستخلص بان إيران تعاملت وفق ما يخدم أهدافها فهي تجابه إعلاميا وأحيانا سياسيا لتحافظ على خط معاداة الصهيونية ففي ذلك خدمة لامتدادها خارج حدودها .

لقد قدمت إيران خدمة عظيمه لأمريكا والصهيونية في احتلال العراق وإبقائه نازفا منذ الاحتلال وحتى الآن وبالمقابل قدمت أمريكا والصهيونية خدمة عظيمه لإيران بفتحها أبواب العراق الذي كان العقبة في وجه تصدير ثورتها .

أمام هذا كله لم يكن للنظام العربي الرسمي دور في إيقاف هذا الدمار بل كان مشاركا وكل حسب دوره وقدرته.

وفقا لكل ما ذكر فأن بدأت الصهيونية تنفيذ هدفها المعلن في الأيام الاخيره بضرب سوريا فأنني لا استبعد تخلى إيران عن صداقتها لسوريا حتى أنها إذا رأت منفعة لها قد تكون فاعلة في تنفيذ هذا المخطط.

ولغرض التذكير لقد فترت علاقات العرب مع إخوانهم العراقيين إلى أن وصلت حد الإفصاح من قبل البعض عن سيره ضمن مخطط احتلال العراق وهاهي الأيام تعيد نفسها مع أن الفاصل الزمني قصير جدا فنرى علاقات بعض العرب فاترة مع سوريا فقد يكون ذلك تمهيدا للإفصاح عن دور ما ضمن ما يحاك ضدها والذريعة هي علاقة سوريا بإيران و هي نفس الذريعة التي غلفت الموقف من حماس وحزب الله.

وعودة لحقائق الأمور وان وضع الأعداء الغشاوة على عيوننا فان لإيران مخططاتها ولكن مواجهتها تقع ضمن إمكاناتنا أما المخططات الأصعب والأكثر تعقيدا فهي مخططات أعدائنا فهم من أقنعونا إلى الحد الذي طالب بعضنا بتنفيذ الفعل المضاد لما أقنعونا به باحتلال العراق واغتيال رئيسه وها هم يحاولون جاهدين لإقناعنا بخطورة إيران واخشي لا سمح الله أن نتخلى عن سوريا بناءا على ما يقنعوننا به .

يجب التعامل مع إيران ضمن حدود منطقتنا وإقناعها بالقول والفعل بان لا مجال لها في تنفيذ مطامعها وذلك بتصالحنا مع بعضنا ومد أيدينا لا خواننا الذين يتلقون دعمها, ومع أن ذلك يوقعنا بالمحذور كنظام رسمي لان دعم سوريا يعني بقائها خارج المصالحة مع إسرائيل ودعم حماس وحزب الله يعني موافقتنا على استمرار المقاومة ولكنني اطرح رأيا للخروج من هذا المأزق.

لقد دخلنا في مصالحه مع إسرائيل وانتقلنا إلى صفحة السَلم ( السيئة ) من الصراع وكان السبب المباشر لهذه الصفحة هو تغول أعدائنا وضعف نظامنا الرسمي وتمزقه إلى أن أصبح شعار كل منا - اللهم نفــــــسي- فضعفنا وصديقتنا أمريكا تعلم وترى ما أوصلتنا إليه من هوان ولكن بقيت لدينا بعض حالات الرفض المذكورة سابقا, لنقل لامريكا بأننا ونتيجة لخوفنا منها لم نساند قوى الرفض هذه فلجأت إلى إيران لدعمها فماذا ترانا أمريكا فاعلون؟ هل نقتل أبنائنا بأيدينا أو نقف متفرجين وأمريكا والصهيونية تقتلهم مرة ثانيه. لنقل لساسة أمريكا بان القتل حرام في ديننا ودينكم ونحن في الأشهر الحرم بعد أن دخلنا صفحة السلم , لنقل لأمريكا(من باب التغذية الراجعة) بأننا نفذنا كل أجنداتك ولكنها خلقت هذا الإرهاب( بحسب تعريفك له) ومن بين أسباب هذا الإرهاب هو أن صفحة السلم لم توصلنا للسلم حيث بقيت إسرائيل تلوح بالصفحة السابقة له فهي تطالعنا كل يوم بعصا جديدة (ترعبنا بها ) ولم تساعدنا نحن النظام الرسمي بشي نقوله ولو من باب( التلهية) لشعبنا, وتتمادى علينا إسرائيل وتحرج أكثرنا قربا منها كل يوم. خلال صفحة السلم قتلت إسرائيل أهلنا في لبنان وفي غزه بطريقة بشعة ووحشية ومنعتنا حتى من مساعدتهم على تضميد جراحهم. لنقل للأمريكان كفى فأن بعد ذلك الطوفان, لنقل لهم لقد فشلتم في كل مخططاتكم - ولأننا أصدقائكم- نخشى أن يأتى عليكم يوم لا تتمكنوا معه من لملمت عوراتكم.

لقد خاطب جلالة الملك عبدا لله أمريكا وأوربا وإسرائيل بلسان صريح وباللغة التي يفهمونها بان لا حل لمشاكل المنطقة وما أفرزته من إرهاب إلا بحل القضية الفلسطينية. وكان جلالته يتحدث بلسان كل أبناء ألامه بل بلسان كل الخيريين على وجه الأرض ولكن أيها الاخوه النظام العربي الرسمي نقول لكم بان اليد الواحدة لا تصفق وان الجهد الفردي لا ينفع مع هؤلاء القوم فلتتوحد كلمتكم وإنني لا أزايد عليكم فانتم خبراء السياسة ( وما عليكوا زود ) عندما أقول بان لا فعلا مؤثرا لنا من دون الموقف الموحد وأذكركم بان الوحدة كانت السبب الحاسم في تحرير القدس ذات يوم وان الفرقة كانت السبب في انهيار عزنا في أكثر من مرة وفي أكثر من مكان في الأرض .

إننا نحبكم يا حكامنا فنحن الشعب العربي الطيب الذي لا يحمل ضغائن وأحقاد ويعفوا عن كل أفعالكم وما أوصلتمونا إليه من هوان إذا ما وقفتم هذه المرة بوجه ما يحاك لامتنا لنهش قطعة أخرى من جسدها بعد بغداد ولا نطالبكم بما نطمح فنحن نقدر ظرفكم ونعلم جيدا بأنكم لن تقووا علية .

من ارثنا الرصين ولغرض تجاوز الإخفاقات التي قد يقع فيها الإنسان القول الرائع (من رد كأنه ما شرد) ونرجوكم اعتماده هذه المرة ليزداد حبنا لكم يا نظامنا العربي الرسمي ونرجوكم أن لا توصلوا شعبكم العظيم الذي عندما توفرت له القيادة غير وجه الأرض وصاغ قيمها النبيلة لتكون نبراسا يقتدي به الإنسان نحو الحياة الحرة الكريمة إلى مرحلة اللا ثقة المطلقة وهي المرحلة الأسهل على أعدائنا لتنفيذ ما تبقى من أجنداتهم وهي المرحلة التي تتداخل فيها الخنادق فلا يعرف فيها العدو من الصديق.

drabdullah63@gmail.com



تعليقات القراء

ابو حلا
اذا كانت اسرائيل حنجر مغموس في قلب الامة العربية فان ايران سرطان المنطقة وكلاهما قاتل
06-02-2010 09:23 PM
اردني للعظم
لو يفهموا العرب انو يوم سقوط بغداد كان بداية سقوط مدن اخرى بحسب خطة الاعداء لتوقعوا كل شي من امريكا واسرائيل , مقال جميل يا دكتور .
06-02-2010 09:56 PM
طالب بجامعة مؤتة
مقال قوي وجريئ يا دكتور عبدالله
08-02-2010 12:10 AM
مزعل
....مقال جميل جدا جدا .... ولكنني استميحك غذرا يادكتور لاستعير بعض من عنوان مقالك
واقول (( لك اللة يادكتور ((فانت تنفخ في قربة مخزوقة ))
08-02-2010 02:23 AM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات