نكسة إبن ال66


ليس هناك مهرب من تاريخ الخامس من حزيران بالنسبة لي شخصيا ، لأن الحكاية بدأت من قرية أبو ديس قضاء القدس وانتهت في مدينة الزرقاء أمام ساتر من القماش وقفت أمامه كي تؤخذ لي صورة من قبل عمي ، وهي لقطة شابها التضليل لأنني كنت في الشهر التاسع من عمري وأحاول ممارسة أولى خطوات السير ، وترافقني حكايات والدتي رحمها الله منذ خرجت من قرية أبوديس وعبورها منطقة الفشخة في الغور قطعها لمياه الشريعة " النهر " بمساعدة عدد من جنود الجيش العربي الذين وقفوا ينتظرون نساءهم وأطفالهم يعبرون النهر الى الضفة الشرقية ، وقصة اليهودي الذي أوقف والدتي رحمها الله في منتصف الطريق الى الغور وقال لها " أرجع يا حبيبي نحن أحسن لك من الملك حسين " ؛ وأمي لم ترجع بل إستمرت في السير ومن خلفها ثمانية أطفال أكبرهم يبلغ من العمر عشر سنوات وأصغرهم أنا .

الوصول الى مدينة الزرقاء بعد مسيرة يوم وليلة سيرا على الأقدام كان في صندوق شاحنة تكدس بها العشرات من النساء والأطفال ، وفي المدينة الصغيرة سابقا الزرقاء استقبلتنا ساحات مدرسة نهاوند في حي الحسين ومن هناك وبعد أن جاء والدي رحمه الله إنتقلنا لمنزل مشترك مع عائلات تربطنا بهم قرابة، وكانت الزرقاء هي المستقر والبيت والوطن بعد ذلك .

ومنذ ذلك الوقت ولمدة 46 عاما ووالدي وعند كل صباحية عيد الفطر أو الأضحى ينهي كلماته بجملة العيد القادم إنشاء الله ونحن في القدس ، والصورة التي أصرت زوجتي على إخفاءها عن عيوني قبل ثلاث سنوات كانت لاتفارق مدخل منزلي وكلما عبرت من أمامها أكرر جملة واحد فقط ولن أنساها ورغم أن زوجتي قد قامت بإخفاء الصورة من أمام عيوني ووضعت بدلا منها صورة لأطفالي وهم صغار ويقفون أمام كاميرة التصوير بملابسهم الملونة ؛ يا إبن ال66 مازلت تقف على قدم ونصف ولم تسقط



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات