عيد بأية حال عدت يا عيد .. !!!


يعود بي الذكرى للماضي القريب وفي نهاية القرن الماضي تحديدا لاتذكر العالم العربي بدوله التي زادت عن العشرين، وجميعها كانت ولا تزال تحتفل باعياد الاستقلال رغم تغير انظمتها او قياداتها.
فأتذكر سوريا قلعة الصمود والتحدي بالامس والتي انقذتها سايكس بيكو من الدويلات الطائفية حين كانت تضم (دولة الدروز ودولة العلويين ودولة حلب ودولة دمشق ودولة جبل لبنان ثم اصبحت سوريا بفضل سايكس بيكو دولتين هما الجمهورية السورية والجمهورية اللبنانية، واحتفلوا بعيد الجلاء واستقلوا لنراهما اليوم لبنان دولة بلا رئيس وسوريا دولة بلا شعب أو بقايا شعب يتعرض للابادة والتهجير تحكمها قوات حزب الله وقوات النظام وقوات داعش وقوات النصرة وقوات بلاد الشام وغير ذلك من التسميات التي لم ولن تسمن من جوع او تؤمن من خوف.
مثلما اتذكر العراق التي استقلت وتعاظمت، حين كانت بلاد الرافدين بجدارة ايام الحكم الملكي وعادت من جديد لتقوى وتتعاظم الى أن اشتبكت مع الفرس ودخلت باشتباك مع دول الخليج نتيجة مخطط امريكي صهيوني فارسي الى ان سقطت بغداد على يد المحتل الامريكي الذي حل جيشها والذي كان واحدا من أعظم امالنا في مواجهة الاعداء لاسترجاع ما سلب منا من اوطان ، واليوم اصبحت العراق لقمة سائغة للامريكان وللايرانيين مثلما اصبحت مهددة بالتقسيم الى دول طائفية اقلها ثلاثة واكثرها خمسة وربما أكثر من ذلك.
مثلما اتذكر ليبيا في عهد الجنون والمجون الذي هو أفضل من ايامها هذه بكثير وكذلك اليمن السعيد الذي اصبح تعيسا عن جدارة واستحقاق ويقتل شعبه صباحا مساءا وكذلك تونس الخضراء التي ازدهرت بعهد بورقيبه وتلاشت في عهد السبتي وغنوش.
ولا نسى بلد المليون شهيد وجارتيها ولا اريد أن اخوض في دول المغرب العربي وما يجري على ساحاتها لاعود للمشرق العربي وقلبه اردن الحشد والرباط التي كانت ميزانيته بالملايين تكفيه وتكفي شعبه الذي اعتاد على أن القناعة كنز لا يفنى واعتاد ان يربط مصيره بشقيقه التوأم فلسطين.
يحتفل الاردن اليوم بعيد الاستقلال وشعبه مكبل بالديون التي زادت على أكثر من ثلاثين مليار دينار دون ان نعرف كيف تراكمت وكيف ستنقضي.
وكذلك فلسطين التوام بالامس شهدت احتفال المغتصب باستقلاله واحتفال شعبها بنكبته وبأن ما تبقى له من فلسطين هو جدار الفصل العنصري وصورة الاقصى المتربع على النفق الصهيوني بحثا عن الهيكل المزعوم، وسلطة وطنية تحتاج الاذن من المحتل لتجتمع في مقاطعة رام الله وشعب يعيش في غزة هاشم حقل تجارب للاسلحة الصهيونية التي تقتل منهم ما تريد وتبقي ما تريد وتهدم ما تريد وتسمح باعادة بناء ما تريد.
وخلاصة القول اصبح العربي البائس يتمنى عصر الازدهار في القرن الماضي الذي فرضه الاستعمار علينا من خلال سايكس بيكو، مثلما اصبح العربي يتمنى ان لا يقسو علينا الامريكان والصهاينة وحلفائهم ويطبقوا علينا الشرق اوسط الجديد الذي يتقاسمة الصهاينة والفرس والامريكان ليقسمونا الى دوا طائفية ومشيخات وليقضوا على تاريخنا القومي والدينى ويعيدونا الى ايام الغساسنه والمناذرة تبع للفرس والرومان وننتظر نهاية الزمان لتفرجها علينا سورة الاسراء والمعراج وتخلصنا من شذاذ الافاق قتلة الانبياء والمرسلين.
حمى الله الامتين العربية والاسلامية
وان غدا لناظرة قريب



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات