علاقاتنا الخارجية ! هل اثرت ألرخاء الوطني ام قوضته ؟!


في كثير من ألدول تكون العلاقات الخارجية مقياس دقيق لمؤثرات الوضع الداخلي ولما يعصف بها من احداث وتغيرات تعود نتائجها على مجرى السياسات الداخلية بمختلف انواعها من اقتصادية واجتماعية وحتى امنية , فلو تطرقنا لعلاقات الدول الخارجية التي اثرت مايسمى بالعمل الوطني الجاد والايجابي وخاصة بدول الاتحاد الاوروبي مثلا للاحظنا ان المواطن بتلك البلدان ينظر لمجمل سياسات بلاده الخارجية على انها رافد هام من روافد التنمية المستادمة التي تتشكل اطرها وحدودها خارج الوطن , والسبب في تلك النظرة ان مصوغات العمل الخارجي لتلك الدول تنطلق من عدة مفاهيم هامة تبدأ من الجدية بخلق العلاقات التي توازي بين الحاجة الوطنية الدؤوبة وبين متطلبات السياسات الداخلية لتلك الدول , فموازين ابرام البروتوكولات بمختلف انواعها يشوبه دائما حاجة تلك البلاد لتطوير البنية الاقتصادية وزيادة انتعاش اسواقها الداخلية والخارجية ,

ومن جهة اخرى خلق وزيادة توسيع افقها الاجتماعي والسياسي الذي يعمل دوما على توطيد مفهوم الوطن والمواطنة , لذلك نجحت تلك الدول الى حد ماء باستقطاب رؤوس الاموال الضخمة من مختلف بلدان العالم وسحبتها طوعا أو وقسرا من خلال خطابها الاعلامي الدولي المتمثل بعنواوين مختلفة اهما الرخاء الامن نحو بيئة استثمارية امنة ومستقرة ...

لذلك مازال نجاح تلك الدول متواصل من خلال علاقاتها الخارجية التي ماعادت مجرد سياسات متبعة ببلادهم بل اصبحت ركيزة هامة تستند عليها اعمدة البناء لمؤسساتهم الوطنية بمختلف انواعها واتجاهاتها , فالقاريء لتلك السياسات الخارجية يستشعر ان المصالح الوطنية لتلك الدول لاتبنى على المجاملات والالتزامات الجبرية الدولية انما بنيت على المحافظة على الاطر والنواحي العقائدية والتاريخية لتلك الدول ,

وبنظرة سريعة مقارنه لما تقوم عليه علاقاتنا الخارجية في الاردن او حتى ببلادنا العربية للاحظنا ان صانعوا السياسات الخارجية لايملكون حرية الاختيار الطوعي بتسيير عجلة الاهتمام والتوجيه نحو المصالح الاستراتيجية البحتة التي تقنع المواطن بجدوى تلك العلاقات ,

وللاحظنا ايضا مدى الفوارق بين متطلباتنا الوطنية التي توطد قوة المواطنة وبين رسم سياساتنا على المدى البعيد , فمجمل سياسات الدول العربية الخارجية وبلا استثناء لم تقم على اسس ممنهجة وطنيا ولم تنطلق من طموحات الشعوب لدينا بل كان جل انطلاقها نتيجة لتطورات الاوضاع الخارجية ونتيجة للخوف من الهواجس الامنية التي ظهرت بتزايد نتيجة لتلك السياسات والعلاقات الخارجية الغير مقنعة للشعوب العربية ,

ففي الغرب وامريكا بالتحديد لعبت علاقاتهم الخارجية كميزان الاتزان بالرخاء واثراء السياسات الاقتصادية الداخلية لديهم لهذا كانت قناعات شعوب تلك المنطقة راسخة بصانعوا سياساتهم المختلفة ,

اما نحن ببلادنا وللاسف اتخذنا من تلك العلاقات مجرد جسور تواصل لا اكثر مع دول العالم الاخرى على امل اقتناص بعض الدعم المالي والاقتصادي حتى لو كان ذلك على حساب تغييب الاثر العقائدي والتاريخي لمخزوناتنا الثقافيية التي اسست عليها بلادنا منذ قرون مضت , لذلك فان مجمل علاقاتنا الخارجية لم تبنى على اسس راسخة وثابتة توازي بين الاستراتيجيات على مختلف انواعها ... وولدت قناعات لدى شعوبنا كافة بأن ما قامت به حكوماتنا العربية من رسم للسياسات الخارجية لم نجني من ثماره اي نتيجة طيبة ولم تثري تلك السياسات العمل الوطني الملح دائما بل عملت على تقويضه واضعافه.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات