ثقافة الحرب والسلام


 إن الحروب تتولد في عقول البشر وفي عقولهم يجب أن تبنى حصون السلام وأن جهل الشعوب بعضها لبعض ولد الريبة والشك وأدى تحول الخلافات بينها إلى حروب دموية وأن الحروب نشأت عن التنكر للمثل العليا للديمقراطية التي تنادي بالكرامة والمساواة والاحترام للذات الإنسانية. ويسبب العزم على إحلال مذهب عدم المساواة بين الأجناس محل هذه المثل العليا عن طريق استغلال الجهل "والانحياز" وترتيباً على ذلك أعلنت الدول المحبة للسلام عزمها على تأمين فرص التعليم تأميناً كاملاً متكافئاً لجميع الناس وضمان حرية الإنصراف إلى الحقيقة الموضوعية والتبادل الحر للأفكار والمعارف وعلى هذا الأساس حددت الدول المحبة للسلام أهدافها في تسهيل حرية تبادل الأفكار عن طريق الكلمة والصورة وتنشيط التربية الشعبية ونشر الثقافة واقتراح الأساليب التربوية المناسبة لتهيئة أطفال العالم أجمع للاطلاع بمسؤوليات الإنسان الحر وصون وحماية التراث من الكتب والأعمال الفنية وغيرها من الآثار التي لها أهميتها التاريخية أو العلمية وتشيجع التعاون بين الأمم في جميع فروع النشاط الفكري وتبادل المشتغلين في مجالات التربية والعلم والثقافة على النطاق الدولي وتبادل المطبوعات الفنية والمواد العلمية وسائر المواد الإعلامية وعلى الرغم من أنه لم يكن بوسع أحد من الدول المثقفة بثقافة الحرب الاعتراف بتلك المبادئ العامة السامية والأهداف النبيلة وقد قوبلت بتحفظات أو فتور وهو ما يؤكد صحة الافتراض القائل بأن الحرب تولد في عقول البشر وبناء عليه تصبح خطة الدول المحبة للسلام الرامية إلى تنشيط التربية الشعبية للقضاء على النزعة العدوانية في عقول البشر وبذلك لا يتعين البحث عن مثيري الحروب في تلك الأوساط الشعبية وإنما يتعين عن تأثير دول تملك وسائل وأدوات الدعاية الحديثة والتي تستخدمها لتحقيق أهدافها التوسعية والعدوانية أن النتيجة هو البحث عن إطار لحوار خلاق يقوم على أساس أن لدى كل منها ما تعطيه للأخرى بقدر ما تحتاج لأن تأخذ منها كانت تحتاج إلى نوع من التأهل الفكري حتى لا يظل شعاراً أجوف ويتحول إلى قناعة مستندة إلى أسس علمية وتعني فكرة الحوار التسليم أولاً برفض أي ادعاءات بالتفوق الحضاري أو الثقافي واعتبار أن لدى كل ثقافة أو حضارة مهما كانت مغمورة، ما نعطيه للثقافات والحضارات الأخرى.

talal_gerasa@yahoo.com     
                                               

 




تعليقات القراء

لا يوجد
تفسيرات كثيرة حول ثقافة الحرب والسلام لكن تناول حفدتكم لمعنى التفسير جعلني انظر لمفهوم فن المقاله
10-11-2008 04:42 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات