الدستور في الخُرّج


قبل اربع سنوات نزل القضاء المستعجل على عدد من المسؤولين ممن يحملون جنسية أجنبية بالاضافة الى الجنسية الأردنية ، ومنهم من أحترم الدستور وقدم استقاله حفاظاعلى امتيازات الجنسية الأجنبية كالوزير سماوي والعين أبو غزاله ، ومنهم من أصر وأنكر حمله للجنسية الأجنبية وقدم نفسه على أنه لايحمل ولاء سوى للأردن رغم أنه قد أقسم على الولاء لبلده الثاني وأخفى حقيقة إزدواجيته للجنسية .

وقبل أسابيع قليلة خرجت علينا النائب هند الفايز بتصريح يقول أن دولة رئيس الوزراء الدكتور عبدالله النسور يحمل جنسية أجنبية بالإضافة لجنسيته الأردنية ، وبذلك يكون دولته قد خالف الدستور بشكل صريح وواضح ، وكان دولته قد صرح لاحقا لتصريح النائب الفايز بأنه وفي عهد حكومته لايوجد أية قضية فساد بل وتحدى دولته الجميع وقال بأنه مستعد لتقديم استقالته في حال ثبوت أية قضية فساد في عهده .

ولكن يبدو أن دولته يعتبر الفساد متمثل فقط في المال والتطاول على أموال الدولة ، وهذا فساد يمكن استرداده بقوة القانون كما سبق وتم مع عدد من الفاسدين في الدولة، ولكن أكبر أنواع الفساد يتمثل في التلاعب بالدستور وبإعتباره ثوبا يتم تكيفه بناءا على جسم دولة الرئيس ، وعندما يكون المدعون لحفلة الفساد تلك كثر ومنهم من يجلس تحت قبة التشريع بغرفتيها ومنهم من يترعب على مقعد وزارة أو أمين عام وزارة ؛ فإن على الخياط دولة النسور أن يقوم بتكييف الدستور لكل هؤلاء ، وهؤلاء جميعهم يقفزون على الدولة ومن وراءها الشعب ويعدلون مادة الدستور التي لاتجيز إزدواجية الجنسية لكل من الوزير أو النائب أو العين ، وبذلك يكون دولته ومجلس التشريع قد وضعوا دستور البلد في الخرج الذي يوجد في الدوار الرابع .

وبمزيد من الدهاء السياسي يتم وضع تعديلات تمس صلاحيات الملك ضمن التعديلات التي سمحت بإزدواجية الجنسية للوزير والنائب والعين كي لايتحدث بها أحد من الشعب كونها تمس وبالمجمل وبالسياق العام جلالة الملك وصلاحياته ، وهنا نحن نفصل بين تعديلات الدستور الخاصة بصلاحيات الملك عن فساد الحكومة باللعب بالدستور وتكييفه كما تشتهي وتريد ، ولكن دولته النسور يريد التمسك بالمنصب لأخر رمق سياسي ولايفضل الخروج بشرف ، عن أية ديموقراطيات عظمى يتحدث دولته ؟؛ نحن بلد الى اليوم نحبو بالديموقراطية ونكب على وجهونا بين كل حبوة وأخرى " بين كل حكومة وأخرى " وأخيرا على دولته أن يلعب غيرها ويتوقف عن التمسك بالمصطلحات التي يعجز عن حملها وكما يقول المثل من كبر حجره لم يصب هدفه .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات