الرئيس الفرنسي يزور عمان الثلاثاء


جراسا -

يصل الى عمان بعد غد الثلاثاء الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند في زيارة إلى المملكة يلتقي خلالها جلالة الملك عبدالله الثاني، لبحث سبل تعزيز علاقات التعاون والصداقة الأردنية الفرنسية، والشراكة التي تجمع البلدين في مختلف المجالات، ودعم الاستقرار الإقليمي، وجهود محاربة الإرهاب.

ويحضر الرئيس أولاند، خلال الزيارة التي تأتي ضمن جولة له في المنطقة تقوده الى لبنان ومصر فعاليات المنتدى الاقتصادي الأردني الفرنسي، الذي تستضيفه غرفة تجارة عمان عصر الثلاثاء حيث سيلقي الرئيس اولاند كلمته الرئيسية ، بمشاركة رجال أعمال واقتصاديين من كلا البلدين.

ويزور الرئيس اولاند قاعدة الأمير حسن الجوية ، التي تقلع منها الطائرات الفرنسية المشاركة في الحملة ضد تنظيم داعش الإرهابي في العراق وسوريا. وعلى هامش الزيارة تقيم السفارة الفرنسية في عمان «معرض صور حول المشاركة العسكرية الفرنسية في الثورة العربية الكبرى» يوم الثلاثاء حيث يحضر افتتاح المعرض وزير الدفاع الفرنسي جان-ايف لودريان ووزيرة الثقافة الفرنسية اودري ازولاي. ففي إطار الاحتفالات بالمئوية الأولى للحرب العالمية الأولى (1914-1918) وللثورة العربية الكبرى، للعام 1916، ستعبّر السفارة الفرنسية ، عن قدم العلاقة الفرنسية الأردنية من خلال إبراز المشاركة العسكرية الفرنسية في الثورة العربية الكبرى إلى جانب الحلفاء.

سيقدّم هذا المعرض الذي سيقام من 20 إلى 30 نيسان الجاري 2016 في المتحف الوطني للفنون الجميلة في عمّان، حوالي 50 صورة فوتوغرافية معظمها بالأسود والأبيض حول تقدّم القوات الفرنسية إلى جانب القوات العربية التابعة للشريف حسين من 1916 إلى 1918. وقالت السفارة الفرنسية في بيان لها حصلت «الدستور» على نسخة منه انه منذ العام 1915 ودخول الامبراطورية العثمانية الحرب إلى جانب دول المحور، كانت منطقة الحجاز الخاضعة آنذاك للسيطرة التركية والتي تضم كلّاً من المدينة المنورة ومكة المكرمة، تشهد عدة حركات تمرّد. في الأيام الأولى من حزيران 1915، قطع الشريف حسين، شريف مكّة، علاقاته مع السلطات العثمانية والتي اعتبر أنها مسؤولة عن الاضطهاد الممارس على القوميات العربية في بلاد ما بين النهرين وسوريا.

وتفجرت عدة اضطرابات، خصوصاً في المدينة المنورة. ولم يكن بوسع فرنسا أن تدير ظهرها لهذه الأحداث،إذ يجب أن يتمكن رعايا شمال أفريقيا من تأدية فريضة الحج في مكّة. وبما أن فرنسا كانت في حالة حرب مع الامبراطورية العثمانية، كما كان حال بريطانيا العظمى، كان من مصلحتها أن تدعم حركةً من شأنها إضعاف العثمانيين، حلفاء الألمان.

قررت فرنسا دعم ثورة الشريف حسين ابتداءً من آب 1916، من خلال ارسال بعثتين: بعثة سياسية مكلفة بتجميع الحجاج الراغبين في الذهاب إلى مكة وتمثيل الحكومة الفرنسية لدى الشريف حسين، وبعثة عسكرية، انطلاقاً من مصر، من أجل الاطلاع على المساهمة التي يرغب بها الشريف حسين.

في هذا السياق، قامت البعثة العسكرية الفرنسية في مصر، تحت أمرة المقدّم إدوارد بريمون، بإرسال مفرزة إلى الحجاز.

وتوزّع الكوادر المرافقون للمفرزة (12 ضابطاً، 48 ضابط صف من وحدات من السكان الأصليين من شمال أفريقيا الفرنسية، ووحدات القناصة والخيالة، كلهم مسلمون( مزودون ببطاريات مدافع عيار 80 مم و2400 بندقية) بين قوات البدو وعملوا على تدريبهم. استفاد الضباط الفرنسيون من وجود عدد من الضباط المسلمين، مثل النقيب محمد ولد علي راحو، كلود بروست ولوران دوبوي (اعتنق هذان الأخيران الإسلام خلال إقامتهما في الجزيرة العربية).

وبصفتهم مطّلعين بشكل ممتاز على الثقافات المحلية وعلى السكّان، فقد لعبوا دوراً هاماً كأخصائيين متمرسين وضباط تدخّل.

وقد اضطلع النقيب روزاريو بيزاني، من الجيش الفرنسي، بدور بارز في الثورة بصفته ضابط هندسة ومدفعية في الجيش العربي الشمالي، تحت أمرة الأمير فيصل.

بناءً على نصيحة من العقيد لورانس، أمر الأمير فيصل، نجل الشريف حسين، جيشه بالتحرّك نحو الشمال. واتجه الجيش شمالاً على طول ساحل شبه الجزيرة العربية انطلاقاً من ينبع والعويج وشن هجمات على سكة الحديد التي تربط بين دمشق والمدينة المنورة، بمساعدة عناصر من سلاح الهندسة الفرنسي، وسيطر على العقبة، آخر مرفأ عثماني على البحر الأحمر، وذلك في تموز 1917.

وقد شكل الاستيلاء على العقبة محطةً هامّةً في استمرار الثورة: فقد أتاح للبريطانيين أن يوصلوا المؤن للثوار بفضل الميناء وعزل القوات التركية المرابطة في المدينة المنورة. عام 1918، حلّ العقيد كووس مكان المقدّم بريمون وقام بتسليم فصيل المدافع عيار 65 مم الفرنسي إلى الجيش العربي. وقد تكللت القوات التي كان يقودها بيزاني بعديد الانتصارات خلال المسير الطويل إلى دمشق والتي دخلتها في نفس التوقيت مع القوات العربية والبريطانية يوم 7 تشرين الأول 1918.

بالرغم من مساهمتها الحاسمة، لم تتمكن البعثة العسكرية الفرنسية من الاستفادة إلا من القليل من المعدات وظلت تقاتل بعدد محدود من القوات خلال الثورة العربية الكبرى. في 1 آذار 1917، كانت تضم 47 ضابطاً و 1127 جندياً. على الرغم من ذلك، شكّل جهدها اللوجستي وتدريب القوات العربية على السلاح ومهاجمة القطارات عنصراً مهماً في النجاح الذي حققه جيش الأمير فيصل.

وقد أبدى الأمير إعجابه بالانضباطية التي تمكّن الفرنسيين من غرسها في هذه القوات.الدستور



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات