تحطم قادة الرأي


تؤكد نظريات علم الاتصال واﻹعلام على أن قادة الرأي العام هم أول من يستقبل المعلومة من وسائل الاتصال ؛ ومن ثم يقومون بنقلها لقواعدهم الجماهيرية كل حسب طبيعة تلك الجماهير ، من جماهير سياسية او دينية او اقتصادية او اكاديمية وغيرها ، ويقوم هؤلاء القادة ومن خلال عامل المصلحة التي يسعون لتحقيقها لنفسهم بانتقاء الرسالة اﻹعلامية التي يعيدون بثها لتلك الجماهير وبناءا على تذكرهم اﻹنتقائي.

وما سبق هي نظرية ما زالت تستخدم في تحديد مفهوم قادة الرأي الى يومنا هذا في الدراسات الاعلامية ؛ دون اﻷخذ بعين الاعتبار حتمية التطور التكنولوجي وطغيان الانترنت وما يحمل من وسائل اتصال جديدة ، ورغم ان تلك الوسائل ممثلة بمواقع التواصل الاجتماعي قد ادى ظهورها لتحطيم تلك النظرية وخلعت من جذورها ، وذلك وبكل بساطة ﻷنه اصبح الجمهور هم من يوجهون هؤلاء القادة للتأثير على صاحب القرار السياسي ، ومن منطلق ان حجم النشر اﻹعلامي للكثير من القضايا التي تمس حياة هذه الجماهير اصبح كبير جدا ويتم من خلال هذا الجمهور، ويصل في بعض القضايا ﻷرقام تقترب من خانة الملايين ؛ مما يؤدي بتلك القضية ﻷن تطفوا على السطح ويستخدمها القادة للتأثير على صاحب القرار السياسي.

ونجد من ابرز اﻷمثلة على الحالة المتمثلة بتحطم نظرية قادة الرأي تلك ؛ المراسلات التي تمت بين رئيسي الحكومة ومجلس النواب ، وهي بدأت بالنشر لهذه الوثائق على مواقع التواصل الاجتماعي ومن ثم وصلت لﻹعلام اﻹلكتروني ومن بعده طرحت من قبل الوسائل التقليدية كالصحف ، وختمت باتخاذ قرار وبمرجعية عليا في البحث في تلك المراسلات كونها أصبحت تمثل قضية رأي عام .

والسؤال هنا الى متى يستمر البحث العلمي في القضايا اﻹعلامية يستند على نظريات وضعت في زمن الدهشة الذي كان مسيطر على علاقة الجمهور من الوسائل اﻹعلامية التقليدية ؟، وتلك النظريات بدأت تهدم نفسها ذاتيا نتيجة لتلك الحتمية من التطور التكنولوجي ؛ التي فرضت أسس للبناء جديدة ومتغيرة ومتطورة على مدار الساعة



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات