استفاقة من سبات


يبدوا أنّ مجلس النوّاب قد أستفاق من سباته , لأنّ السادة نوّاب الامة في السنوات الاربع الماضية , ناقشوا كثيرا من القوانين , ونسوا مناقشة تقارير ديوان المحاسبة التي مضى على أوّلها أكثر من سبع سنوات , ومع أنّ بعض النواب حاولوا أن يبقوا يقظين , متابعين لما يحصل في بعض مرافق الدولة من تجاوزات , وأرسلوا أحيانا للحكومة استفسارات وتساؤلات, ولكنهم لم يجدوا من يشف غليلهم بإجابة شافية وافية , ويبقى سؤالهم معلّقا بين من لا يريد أن يجيب , ومن يخشى الاجابة .

حضرات النواب , التقرير الذي لا ترغبون أن يعرض عليكم , ولا تحبّون مناقشة ما فيه من تجاوزات ادارية ومالية , اسمحوا لي أن أفنّد لكم بعض ما فيه , من دون أن تتعبوا أنفسكم , تقرؤونه , ثمّ تناقشوه , ثمّ ترفعوا أيديكم بالموافقة على ما جاء فيه , وهو لابدّ أمر عليكم عسير . فمن الصعب عليكم قراءة آلاف الكتب الرقابية والاجرائية وكتب الاستيضاح , بعضها بخصوص مخالفة اسس التعيينات , وهذا أشدّ ما تكرهونه , اذ أنّكم لم تخالفوا هذه الاسس في التعيينات الاخيرة في مجلس النوّاب ولا في غيرها , كما تكرهون من يتغيّب عن دوامه بغير عذر , وجلسات مجلسكم الكريم تشهد على ذلك, اذ أنّها لم تفقد النصاب ولا مرّة واحدة . والمشكلة الصغيرة التي يثيرها تقرير ديوان المحاسبة بخصوص زيادة عشر كتب مدرسيّة في كلّ مبحث في مدارس المملكة , يمكن أن نتصدّق بها لدول ليس لديها مقدرة على طباعة الكتب , أو نضيفها الى المكتبات العامّة في مدننا وقرانا التي لا يدخلها زائر واحد في اليوم .

أو ليس من التجنّي أن تقول التقارير أن وزارة التربية والتعليم لم تستفد من الموظفين ذوي الدرجات العليا والمدراء الذين تمّ ابتعاثهم للتدريب في المانيا , لمعرفة كيفية العمل على الاجهزة الحديثة التي أشترتها الوزارة , والذين تقاعدوا بعد فترة قصيرة من تدريبهم , مع أن الأجدى كان ابتعاث مهندسين وفنيين شباب . ثم أنّكم يا سادتي النوّاب تذهبون في زيارات مكوكيّة الى كلّ دول العالم الشرقيّة والغربية , لتتدربوا على اسس العملية الديمقراطية , وستتقاعدون قريبا ولم نستفد من تدريبكم .

وليحمد الله القائمين على ديوان المحاسبة ,لأن مرض أنفلونزا الخنازير انتهى ولم تنتهي عملية توريد المطاعيم , حتّى ولو كان سعرها بالملايين . وما دخل الديوان بالجمعيّات الخيرية ان كان لها مقرّات أو لم يكن , فمعظمها أسس على جلب المنفعة للعاملين فيها , وليس لعمل الخير . والموظفّة المديرة لمشروع تطوير جبل عجلون تستحق هذا الراتب الكبير , فستّة آلاف دينار في الشهر قبل عشر سنين لا تعني الكثير ,لأنها كانت ستطوّر المنطقة كلّها وليس الجبل وحده , لو أنّها لم تكن مديرة على ادارة من غير موظفين.

أيّها السادة النوّاب , ليس في تقارير ديوان المحاسبة ما يستحق المحاسبة , فالموظفين الذين تدربوا في المانيا أكثرهم توفّاهم الله , والاجهزة على رفوف المستودعات , والتعليم في وطننا على أعلى المستويات . الانفلونزا لم تعد موجودة , والمطاعيم جاهزة في المستشفيات . مديرة مشروع تطوير جبل عجلون تطوّر جبالا وسهولا في أماكن أخرى الآن , وبراتب أكثر بكثير من راتبها القديم , فارجعوا الى سباتكم الى أن يحين موعد الفراق .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات