"ابريل"السجل الحافل بالإجرام الصهيوني ولم يتعلم العرب الدرس بعد


جراسا -

يحفل شهر نيسان الجاري بالكثير من سجلات الإجرام الصهيونية التي لا زالت تحفر جروحا عميقة على جبين الإنسانية ، والتي رسخت حقيقة لا يمكن أن تتبدل وهي أن الكيان القائم على الدماء والأشلاء لايمكن في يوم من الأيام أن ينقلب الى حمامة سلام وديعة.

مجزرة دير ياسين في 9-4-1948 و من منا يستطيع نسيان المجزرة الأبشع في تاريخ الإنسانية المعاصر ، والتي مر على ذكراها 68 عاما ، ففي هذا اليوم استيقظ أهل دير ياسين الواقعة على بعد 5 كيلومترات عن القدس الغربية ،وأطفالها الآمنون ، في تمام الساعة الثانية فجرا على أزيز رصاص القتل لعصايات الهاغناة الصهيونية بقيادة مناحيم بيغن الذي اصبح رئيسا لوزراء الكيان الصهيوني في العام 1977، حيث طالت تلك المجزرة 250 فلسطينيا من الرجال والنساء والأطفال والشيوخ.

وقد تفاخر بيغن بهذه المذبحة في كتابه فقال: "كان لهذه العملية نتائج كبيرة غير متوقعة، فقد أصيب العرب بعد أخبار دير ياسين بهلع قوي فأخذوا يفرون مذعورين.. فمن أصل 800 ألف عربي كانوا يعيشون على أرض "إسرائيل" الحالية - فلسطين المحتلة عام 1948 لم يتبق سوى 165 ألفا ." وتابع قائلا "لقد خلقنا الرعب بين العرب وجميع القرى في الجوار. وبضربة واحدة، غيرنا الوضع الاستراتيجي."

وبالفعل، فقد نجحت تلك العصابات التي شكلت فيما بعد نواة الجيش الاسرائيلي الحالي، باجبار ما يربو عن 750000 فلسطين على هجر أراضيم وممتلكاتهم خشية من القتل .

وفي هذا اليوم قبل 46 عاما إستيقظ المصريون على هذا البيان ""أيها الأخوة المواطنون ، جائنا البيان التالي .. أقدم العدو في تمام الساعة التاسعة و 20 دقيقة من صباح اليوم علي جريمة جديدة تفوق حد التصور، عندما أغار بطائراته الفانتوم الأمريكية على مدرسة بحر البقر الإبتدائية المشتركة بمحافظة الشرقية و سقط الأطفال بين سن السادسة و الثانية عشر تحت جحيم من النيران"

وفقدت مصر في هذه المجرزة 30 زهرة من زهورها راحوا ضحية الغدر الأثيم، وأُصيب 50 آخرون ، بالإضافة إلي 11 من العاملين، ونددت مصر حينها بالحادث المروع، وصفته بأنه عمل وحشي يتنافى تمامًا مع كل الأعراف والقوانين الإنسانية، واتهمت "إسرائيل" بأنها شنت الهجوم عمدًا بهدف الضغط عليها لوقف إطلاق النارفي حرب الإستنزاف بينما بررت "إسرائيل" أنها كانت تستهدف أهدافًا عسكرية فقط، وأن المدرسة كانت عبارة عن منشأة عسكرية مخفية وهي ما اصطلح على تسميته الخطة دالت.

وأثار الهجوم حالة من الغضب والاستنكار على مستوى الرأي العام العالمي، وبالرغم من أن الموقف الرسمي الدولي كان سلبيًا ولم يتحرك على النحو المطلوب، إلا أن تأثير الرأي العام تسبب في إجبار الولايات المتحدة ورئيسها نكسون على تأجيل صفقة إمداد "إسرائيل" بطائرات حديثة، كما أدى الحادث إلى تخفيف الغارات الإسرائيلية علي المواقع المصرية، هذا كل ما استطاع العالم أن يفعله تجاه "إسرائيل" في هذه المجزرة إلا أن المصريين استطاعوا أن يأخذوا بثأرهم من "إسرائيل" في نصر أكتوبر 73.

إلا أن "إسرائيل" لم تنتهي عن أفعالها الإجرامية في حق أطفال العرب، فتمر الأحداث علي الفلسطينيين ويتساقط المئات منهم ففي انتفاضة الأقصي عام 2000 قتلت إسرائيل 928 طفلا بدم بارد، وكان أشهر هؤلاء الأطفال هو الطفل محمد الدرة الذي هز مشاعر العالم ولم تتوقف "إسرائيل" عن قتلها لأطفال العرب في حربها علي غزة عام 2006 تحت مسمي" غيوم الخريف " حيث  قتلت الآليات  العسكرية 90 طفلا أخر.

وفي حرب إسرائيل على غزة عام 2008 تحت مسمي "الشتاء الساخن " قتلت 400 طفلا ولم تتعلم إسرائيل من بحر البقر تلك المجزة البشعة التي لا يقرها أي عاقل علي وجه الأرض بأن تضرب الآليات العسكرية مدرسة لايوجد بها إلا أطفال ، فقامت قوات جيش الاحتلال بقصف مدرسة الفاخورة التابعة للأنروا راح ضحيتها 43 شهيداً.

وكانت آخر حروب الكيان الصهيوني علي قطاع غزة "الجرف الصامد " حيث  قتلت قواته 530 طفلا فلسطينياً وأصابت منهم 3303 وكأن دم العرب رخيصا لاقيمة له لان "إسرائيل" قامت بهذه الحرب من أجل قتل ثلاثة من مستوطنيها، وراحت تروج في جميع أنحاء هذا العالم لمقتلهم الذي أعلن عن تعاطفه مع "إسرائيل" ودعمه ضد الفلسطينين ... أذًا درس "إسرائيل" لم ينتهي للعرب بقتل أولادهم الذين مازالوا يقومون بلم أبنائهم في القبور والعالم مازال يغمض عينه.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات