العجوز وقبلة الحياة


المجلس النيابي في أخر نفس سياسي له ومن وراءه الحكومة ؛ إذا ما معنى تبادل الاتهامات بين الطرفين هذه الأيام ؟ ، وهي اتهامات ليست بالسهلة فأولها يتعلق بإزدواجية الجنسية لرئيس الحكومة وهذا مخالف للقانون بشكل واضح ، ونحن لم ننسى لحظة إقرار منع إزدواج الجنسية لأي مسؤول حكومي والاستقالات التي تبعت ذلك من قبل بعض الوزراء وأعضاء مجلس الأعيان ، والتهمة الأخرى تتمثل في عدم إفصاح رئيس الحكومة عن حسابته قبل توليه المنصب لمقارنتها برصيده البنكي بعد خدمة تقارب الأربع سنوات.

والمتتبع لمجريات العلاقة بين السلطتين التشريعية والتنفيذية خلال تلك السنوات الأربع نجد أن دولة الرئيس إستطاع أن يحقق انتصارات متتالية من خلال لعبه على توازنات المصالح الشخصية لأعضاء السلطة التشريعية ، وهذا اللعب وبحرفية عالية إدى إلى اعتراف عدد من النواب بأن الرئيس يتعمد حرق ورقة النواب أمام الشعب ، وعلى مدار تلك السنوات الأربع خرج الرئيس منتصرا من معركة سحب الثقة قبل أن تبدأ وبالتزكية النيابية .

وأصل القصة من وراء كل تلك التصريحات يعود إلى محاولة المجلس ومن خلال بعض أعضاءه المشاكسين سياسيا يريد أن يعيد جزءا من كرامته السياسي أمام الشارع تحضيرا للقادم من صناديق الإقتراع ، وهنا يغيب عن بال هؤلاء الأعضاء النواب بأن الرئيس ورغم أن تلك التصريحات تصيب موقعة بمقتل سياسي يعلم بأن توليه لمنصب سياسي رفيع بعد تركه لمقعد الرئيس هو كأمل إبليس في الجنة ، وان ما تبقى له في حياته السياسية فقط عضوية مجلس أعيان وربما يغامر ويقدم على عضوية مجلس نواب من باب المناكفة التي يتقن العجائز ممارستها في أواخر أيام عمرهم .

وخلاصة ما يجري اليوم بين السلطتين يؤكد على حقيقة أن دمقرطة الوطن لاتسير بالإتجاه الصحيح ؛ كونها ديمقراطية عرجاء تستند على هامش الخوف من التغيير للأفضل ، ولاتؤمن بوجود الطرف الأخر سياسيا وحتى ديموغرافيا من حيث التناسب المنطقي بين أعداد المقاعد وأعداد التجمعات السكانية ، وإن كانت هناك محاولات لخلق توازن من خلال رفع عدد مقاعد بعض المحافظات إلا أن هذه الخطوة تمثل قبلة الحياة لعجوز لاتريد من الحياة في أخر عمرها سوى هذه القبلة وإن ماتت بعدها



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات