بركات الشيخ افيخاي


" (عليكم بالصِّدق، فإنَّ الصِّدق يهدي إلى البرِّ، وإنَّ البرَّ يهدي إلى الجنَّة، وما يزال الرَّجل يصدق، ويتحرَّى الصِّدق حتى يُكْتَب عند الله صدِّيقًا. وإيَّاكم والكذب، فإنَّ الكذب يهدي إلى الفُجُور، وإنَّ الفُجُور يهدي إلى النَّار، وما يزال الرَّجل يكذب، ويتحرَّى الكذب حتى يُكْتَب عند الله كذَّابًا) ، كلمات حديث نبوي جعل منها إمام مسجد حارتنا درس لخطبة يوم الجمعة بمناسبة بداية شهر نيسان والبدء بالكذب عند الناس في هذه المناسبة ، وكذلك هي نفس الكلمات التي نطق بها المتحدث بأسم الجيش الاسرائيلي "افيخاي " على صفحة على الفيس بوك .

وكل من الحالتين متوافقتين بمعنى ماطرح بهما ، ولكنهما متعارضتين من حيث التغطية الإعلامية لكل منهما ، فكلام افيخاي إخذ بقوة وتم تدواله من خلال الوسائل الاعلامية من باب أن افيخاي يهودي ولايحق له أن يتحدث بكلام المسلمين عن الكذب وبنص من حديث نبوي صحيح ، وكلام أبو عبدو ذهب أدراج الرياح بمجرد خروجنا من المسجد وتجمعنا معا أمام بوابة المسجد وغادر كل منا الى بيته .

والكذب السياسي العربي ضخم جدا ؛ بل نجد أن دول عربية كاملة تم بناءها على كذبة وتم تصديقها من قبل الشعوب من باب إقتران القائد السياسي برجل الدين الذي يشرعن له مايقوم به من ممارسات كاذبة على شعبه ، والكذب السياسي الإسرائيلي يسوق للخارج من قبل القادة الاسرائيلين ولكن داخليا لايسوق بسبب وجود قانون يحاسب هذا القيادي أو ذاك على كذبه ، والقيادي الإسرائيلي ليس بحاجة لرجل دين كي يلتصق به ليشرعن له كذبه .

والمفارقة هنا أننا كمسلمين وعرب نقوم بالاستناد على الكثير من جمل الفلاسفة والحكماء الغربين لتفسير ما يقوم به الغرب من سلوكيات سواء سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية ، ولانجروء على الرجوع لنصوص الانجيل لديهم ، وكذلك لانجروء على الاستناد لنصوص توراتية كي نفسر سلوكيات الإسرائيلين معنا ، وكلذلك من باب أن ما لديهم من نصوص دينية هي محرفة ، ولكن كلمات فلاسفتهم وحكماءهم صادقة ؛ بل هي نظريات نأخذ بها عند تفسير الكثير من أمور حياتنا السياسية والاقتصادية والاجتماعية .

وبهذه المفارقة نجد أن بركات الشيخ افيخاي وكلمات إمام مسجدنا أبو عبدو مصدرها واحد وهدفها واحد ، ولكن قدرتنا على الفهم بعيدا عن اللسان الناطق بهذه الكلمات هي التي تحدد حجم الكذبة الكبيرة التي نعيش بها كشعوب تقاد بلجامين " لجام القادة ولجام الشيوخ " وكلاهما بيد خفية نعجز عن معرفتها ولانحاول التفكير بها كي لانكتشف حجم الكذبة الكبيرة التي نعيشها من عشرات العقود .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات