فساد حكومي سيادي ام موضوعي ؟؟
اذا كنت تقراء يوميا عن "فساد في الاردن " و تتابع "اختلاس مليون و ربع في وزارة الزراعة " و "احالة بعض من مجلس ادارة المصفاة الى التحقيق " وانهاء عقد مديرها و تجميد رئيس مجلس ادارتها،و القاء القبض على متنفذين يزرعون المخدرات في الاغوار ، ومواقف هنا و هناك ، تعتقد ان حكومة "الرفاعي " قررت ان تسحب فيتامينات الفساد الحكومى من الاسواق بطريقة درامية . و هي تشكر على ذلك لانه اصلا دواء فاسد و تركيبة منزلية .
و لكن احساس المواطن العادي ، رغباته ، شعوره السياسي ، تقبع غصبا عنه في ثلاجة حائط المبكى ، و الذي يوضع به اوراق تدفن بين شقوقه ، و تبقى السحوبات تلك ممارسات و شعائر معنوية لا أكثر. المواطن يشعر احيانا بأن السلطات المتعاقبة سمحت بأنتاج تلك الفيتامينات و المنشطات الممنوعة على حساب المصلحة الوطنية العامة.
و على الرغم بأن فيتامينات الفساد معروفة و معتمدة و التقاطها سهل ، لكنها تحتاج الى وصفه ممهورة بتوقيع طبيب معتمد ، و سبق ان طلب في حكومات مرت الا تفتح ملفات الفساد في وقتها و منها حكومة د.عبد السلام المجالي، و هي نظرية و تجربة جديرة بأن تدرس جنبا الى جنب مع تجارب حكومات فتح الملفات .
و لقد اقر الدكتور المجالي في محاضرتين له الاولى مع مدراء البنوك ورجال الاعمال في "مجمع جبري التجاري ، و الثانية في فندق "الهوليداي ان " فاي ثناء تولية الرئاسة لمجلس الوزراء في العاصمة عمان بحضور رئيس الوزراء الماليزي ان هناك فساد و لكنه ضمن الحدود العالمية ، و حدد لها سقف الخمس بالمائة.
ومع العلم بأن مجلس النواب الاردني سن قانون لهذا في مجلس النواب تحت مسمى "قانون مكافحة الفساد " ، و تحدثت حكومة سابقة (د. معروف البخيت ) عن "منظومة النزاهة " في عام 2007 ، و حكومة د.احمد عبيدات عن "مكافحة الفساد " و قدم قضايا مجتمعية للمحاكم و منها قضية الاراضي و التى حوكم بها وزراء و مسؤولون في معسكرات الزرقاء ، و لكنها حكومة اصطدمت بسور برلين وخرجت بخفى حنين ، و كلتا الحكومتان ترأسهما رجال عسكرمن رحم المخابرات التى تصدت للفساد من خلال "لجنة مكافحة الفساد ".
الا أن كلمات بحجم رغم ، و علم ، و معرفة ، و غيرها من مصطلحات شفافية الحديث لا تزال لاتينية النطق بحاجة الى ترجمة و فهم في مجتمع عربي حامل شرعيا بالفساد في اجزاء منه من بالغين عاقلين جالسين في حضن و رعاية السلطة.
وما لم تفتح السلطة التنفيذية قوارير الفيتامينات و تبعث بها الى المختبرات ، فأن تجرع تلك الفيتامينات ينهك الجسد و يثير شهية الاخرين لتناولها .
لو قدر الانطلاق في المكافحة ، و المحاسبة لاصبح المجتمع على قدر مائة قدم من الشفافية المطلوبة ، و انتهى عصر "فتوات " السلطة ، و مبرمجي "مكملات الفساد ".
و اقصد هنا على سبيل المثال ، قصة برأة الذمة للوزراء و الاعيان ، و تقديم تقرير الذمة المالية ، لماذا لا ينشر على العامة ، كم يملك النائب او الوزير ، كم الدخل ، من اين المصدر ، المدة التى تحققت فيها الثروة و غيرها ، حيث بات تقديم التقرير عبارة عن شهاده اعفاء من مسوؤلية المحاسبة عما سبق و اعتماد الثروات لما هو لاحق .
انها في راي البعض تقارير تفيد و تحذرمن سرقة جديدة اثناء تولي المنصب ، او التوقف لفترة و تتغاضي عن فترا سابقة و تقفز عن السؤال :من اين لك هذا ؟.
و هذا هو الفساد السيادي ، هرمون يتعاطاه كل من يتقلد منصب. مكافأه غير معلنه .
اما الفساد الموضوعي فهو في المعاملات ، الاداب ، اخلاقيات العمل ، شرعية التعاقد ، الاحالات و الاستثناءات و الشراكات الباطنية ، المحسوبيات ، الشللية و غيرها من امور ادارية و مالية لا تخفى على احد و لكن ممنوعة من التناول الا بوصفة طبيب اخر .
الاردن ليس فاسدا كما يحلو للبضع ان يتناوله في جرائده و اعلامه لمجرد ان اعلنت حكومة محاربتها للفساد ، هناك الاف الحالات من شرفاء الوطن ، من رجالات و نساء يفخر بهم لامانتهم ، و لا يجب ان يسقط الاعلام في فخ مصطنع و يملاء الدنيا صراخا و عويلا بأن فاسد هنا و فاسده هناك ، و ان سارق هنا و حرامية هناك ، ترويجا لقرار حكومي او انتقاما من موظف حكومي ، لان من يسرق الدجاج يسجن عام و من يسرق ملايين يبرطع في صالات الافراح و الليالي الملاح و كلاهما فاسد.
نشر التوعية حول كيفية معالجة تلك الامور اعلاميا مهم و يسير جنبا الى جنب في المكافحة المنشودة على ارض الواقع .
دور الاعلام هو البحث و التحري والمكاشفة و ايجاد مواطن الخلل و الكتابة عنها و التصدي للممارسات الفاسدة في السلوكيات و الاخلاقيات ، اين تذهب الاموال و كيف يحاسب من اعتمدها للصرف ،التعيينات ، الاسقاطات الشخصية و التنفيذين المتسلطين وغيرها من الامور ، لا اظهار الحكومة بدور" المكافح البطل" في الصفحات الحكومية ثم ينتهي المسلسل بحكومة جديدة و صفحات ورقية يمسح بها زجاج الشبابيك فيما بعد.
اذا كنت تقراء يوميا عن "فساد في الاردن " و تتابع "اختلاس مليون و ربع في وزارة الزراعة " و "احالة بعض من مجلس ادارة المصفاة الى التحقيق " وانهاء عقد مديرها و تجميد رئيس مجلس ادارتها،و القاء القبض على متنفذين يزرعون المخدرات في الاغوار ، ومواقف هنا و هناك ، تعتقد ان حكومة "الرفاعي " قررت ان تسحب فيتامينات الفساد الحكومى من الاسواق بطريقة درامية . و هي تشكر على ذلك لانه اصلا دواء فاسد و تركيبة منزلية .
و لكن احساس المواطن العادي ، رغباته ، شعوره السياسي ، تقبع غصبا عنه في ثلاجة حائط المبكى ، و الذي يوضع به اوراق تدفن بين شقوقه ، و تبقى السحوبات تلك ممارسات و شعائر معنوية لا أكثر. المواطن يشعر احيانا بأن السلطات المتعاقبة سمحت بأنتاج تلك الفيتامينات و المنشطات الممنوعة على حساب المصلحة الوطنية العامة.
و على الرغم بأن فيتامينات الفساد معروفة و معتمدة و التقاطها سهل ، لكنها تحتاج الى وصفه ممهورة بتوقيع طبيب معتمد ، و سبق ان طلب في حكومات مرت الا تفتح ملفات الفساد في وقتها و منها حكومة د.عبد السلام المجالي، و هي نظرية و تجربة جديرة بأن تدرس جنبا الى جنب مع تجارب حكومات فتح الملفات .
و لقد اقر الدكتور المجالي في محاضرتين له الاولى مع مدراء البنوك ورجال الاعمال في "مجمع جبري التجاري ، و الثانية في فندق "الهوليداي ان " فاي ثناء تولية الرئاسة لمجلس الوزراء في العاصمة عمان بحضور رئيس الوزراء الماليزي ان هناك فساد و لكنه ضمن الحدود العالمية ، و حدد لها سقف الخمس بالمائة.
ومع العلم بأن مجلس النواب الاردني سن قانون لهذا في مجلس النواب تحت مسمى "قانون مكافحة الفساد " ، و تحدثت حكومة سابقة (د. معروف البخيت ) عن "منظومة النزاهة " في عام 2007 ، و حكومة د.احمد عبيدات عن "مكافحة الفساد " و قدم قضايا مجتمعية للمحاكم و منها قضية الاراضي و التى حوكم بها وزراء و مسؤولون في معسكرات الزرقاء ، و لكنها حكومة اصطدمت بسور برلين وخرجت بخفى حنين ، و كلتا الحكومتان ترأسهما رجال عسكرمن رحم المخابرات التى تصدت للفساد من خلال "لجنة مكافحة الفساد ".
الا أن كلمات بحجم رغم ، و علم ، و معرفة ، و غيرها من مصطلحات شفافية الحديث لا تزال لاتينية النطق بحاجة الى ترجمة و فهم في مجتمع عربي حامل شرعيا بالفساد في اجزاء منه من بالغين عاقلين جالسين في حضن و رعاية السلطة.
وما لم تفتح السلطة التنفيذية قوارير الفيتامينات و تبعث بها الى المختبرات ، فأن تجرع تلك الفيتامينات ينهك الجسد و يثير شهية الاخرين لتناولها .
لو قدر الانطلاق في المكافحة ، و المحاسبة لاصبح المجتمع على قدر مائة قدم من الشفافية المطلوبة ، و انتهى عصر "فتوات " السلطة ، و مبرمجي "مكملات الفساد ".
و اقصد هنا على سبيل المثال ، قصة برأة الذمة للوزراء و الاعيان ، و تقديم تقرير الذمة المالية ، لماذا لا ينشر على العامة ، كم يملك النائب او الوزير ، كم الدخل ، من اين المصدر ، المدة التى تحققت فيها الثروة و غيرها ، حيث بات تقديم التقرير عبارة عن شهاده اعفاء من مسوؤلية المحاسبة عما سبق و اعتماد الثروات لما هو لاحق .
انها في راي البعض تقارير تفيد و تحذرمن سرقة جديدة اثناء تولي المنصب ، او التوقف لفترة و تتغاضي عن فترا سابقة و تقفز عن السؤال :من اين لك هذا ؟.
و هذا هو الفساد السيادي ، هرمون يتعاطاه كل من يتقلد منصب. مكافأه غير معلنه .
اما الفساد الموضوعي فهو في المعاملات ، الاداب ، اخلاقيات العمل ، شرعية التعاقد ، الاحالات و الاستثناءات و الشراكات الباطنية ، المحسوبيات ، الشللية و غيرها من امور ادارية و مالية لا تخفى على احد و لكن ممنوعة من التناول الا بوصفة طبيب اخر .
الاردن ليس فاسدا كما يحلو للبضع ان يتناوله في جرائده و اعلامه لمجرد ان اعلنت حكومة محاربتها للفساد ، هناك الاف الحالات من شرفاء الوطن ، من رجالات و نساء يفخر بهم لامانتهم ، و لا يجب ان يسقط الاعلام في فخ مصطنع و يملاء الدنيا صراخا و عويلا بأن فاسد هنا و فاسده هناك ، و ان سارق هنا و حرامية هناك ، ترويجا لقرار حكومي او انتقاما من موظف حكومي ، لان من يسرق الدجاج يسجن عام و من يسرق ملايين يبرطع في صالات الافراح و الليالي الملاح و كلاهما فاسد.
نشر التوعية حول كيفية معالجة تلك الامور اعلاميا مهم و يسير جنبا الى جنب في المكافحة المنشودة على ارض الواقع .
دور الاعلام هو البحث و التحري والمكاشفة و ايجاد مواطن الخلل و الكتابة عنها و التصدي للممارسات الفاسدة في السلوكيات و الاخلاقيات ، اين تذهب الاموال و كيف يحاسب من اعتمدها للصرف ،التعيينات ، الاسقاطات الشخصية و التنفيذين المتسلطين وغيرها من الامور ، لا اظهار الحكومة بدور" المكافح البطل" في الصفحات الحكومية ثم ينتهي المسلسل بحكومة جديدة و صفحات ورقية يمسح بها زجاج الشبابيك فيما بعد.
تعليقات القراء
بس كله هاد حكي ظل(خيال) صح شايفينه وعارفينه بس دون جدوى
كان الله في عون المواطن الغلبان
هينا مفصولين من الزراعه وقاعدين بالبيوت مو لاقيين حدا يدينا اجار البيت والله
وبحكو المواطن اهم شي وبدنا نساعده ونامن اله كرامته والله مسحتو فينا الأرض
أغلب زوجات المسؤولين والمتصرفين اللواتي يسابقن الللقلق ومالك الحزين طيرانا الى بلاد الفرنجة ليضعن حملهن وأجنتهن من باب الغد الأفضل تاركين الشعب المنحوس يدوس على بعضه بعضا في غابات من صنف ان ام تكن ذئبا أكلتك الذئاب وحولتك الى شيش طاووك وكباب وان ارتفاع الاسعار العالمي والذي ادى الى استعار واجتياح تسونامي الفقر والجوع لكل أصقاع وبقاع عالمنا العربي الكبير والذي لن تنفع معه لا التمنيات ولا مسكنات ولا حتى الفتاوى المفبركه فاقده المصداقيه والبركه لأننا وخير اللهم اجعلو خير وببساطه شديده وصلنا الى مرحله الهياكل العظميه وماأشدها من بليه وان كان شر البليه مايضحك فان من يقصفون تلك الهياكل العظميه ضحايا الظلم في غابه النفاق والتسلط العربي بالمسكنات والمهدئات عبر وعود وأكاذيب مضى عليها الزمان والمصداقيه والصمود منذ أيام عاد وثمود وصل الجمهور الجائع والمقهور الى مرحله نهش الانسان لأخيه ووالدته وبنيه في غابه لايعلم الا الله تعالى مقدارها وفداحه خسائرها بين أجسام طريه وكرامات وأرواح تزهق في سبيل الرغيف والدرهم والدينار مابين تشرد وضياع وخراب للديار ممتدا كاحلا ومسودا على معظم أرجاء عالمنا العربي عالم الخيرات والثروات أصبح عالمنا العربي يرتح ويمرح بين قراصنه وقاطعي طرق ومهربين وسفاحين وحشاشه وشياشه ونويمه ومسلطنين ومشردين وهائمين وساحقين ومسحوقين حتى تندر أحدهم حين مروره بالطائره فوق أحد بلادنا العربيه بسؤال صاحبه أين هم العرب انني لا أرى أحدا فأجابه الآخر متهكما ألا تعرف أن الشعب العربي مسحوق؟المهم فان ضراوه التهام الانسان للانسان من حاكم لمحكوم والأخير لأخيه وذويه عبر قفزات وفهلويات وشطاره أذهلت المحششين والسكارى في عالم انتشرت فيه قرصنات الفضائيات ورسائل الغراميات وشحط ماتبقى من ثروات عبر بطاقات الائتمان والبورصات الاستثمار العقاري في حركات بهلوانيه لايعرف الا الله تعالى ومبرمجيها من كبار القراصنه ومفترسي الشعوب الى أين ستصل بالانسان العربي وان كانت هذه هي الحال فان من يتشدق بالتغيير والانقاذ من الأفذاذ نجد أغلبهم ينشدون ويغنون للتغيير وتقرير المصير من خلف ستائر الخمس نجوم وبعد أن تمتلئ بطونهم باللحوم
هدى الله أولياء الأمر عن النهي والنهر والقهر والفساد والمنفيين والمشردين الصابرين وحماهم من عاديات الزمان والسنين آمين يارب العالمين
أكتب تعليقا
تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه. - يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع |
|
الاسم : | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : | |
ما نأمله من حكومة الرفاعي ان تفتح ملفات الفساد التي نادى بها قبل عقد من السنين حكومة ابو الراغب وبدران ومن ثم البخيت
والاهم
وقف سيل القوانين المؤقتة التي تزيد عن 120 قانونا من عهد حكومات متعاقبة ولا زال النهر يجري.
تحياتي للجميل د.طوقان