من الذي " يتعاطى " ؟!


خاص - كتب أدهم غرايبة - لخصت تصريحات رئيس الجامعة الاردنية " خليف الطراونه " على شاشة التلفزيون الاردني " قرأت الخبر و لم اتابع اللقاء و لا التلفزيون " عن بؤس التعليم العالي في الاردن و بلوغه قمة ازمته التي هي جزء من كرنفال ازمات يعانيها المجتمع الاردني نتيجة تسليم مناصب قيادية حساسة لأشخاص لم تكن الكفاءة معيارا لاختيارهم .

ما الصفات التي يتحلى بها " خليف الطراونه " عن دونه ليتم اختياره رئيسا للجامعة الاردنية , اذا استثنينا علاقاته و قربه من " مقاولين " متنفذين إستطاعوا هم ايضا النفاد لمواقع اكثر حساسية " بطرق ما " ؟!

التعليم العالي في الاردن نال نصيبه – هوالاخر – من الاضعاف و الاخلال الممنهج الذي دفع بقدرات اكاديمية موزونة نال منها اليأس و دفعها ليس فقط لترك التعليم الجامعي فحسب , لا بل لترك بلدهم برمته ليبدعوا خارجه , بعد ان ضرب زلزال الفساد اركان المجتمع ووصل لدرجة 10 على مقياس الخراب !

في كل مره يسافر الملك لاوروبا و امريكا يحدثهم هناك عن " الديمقراطية " في الاردن و يتغنى بالابواب المفتوحة امام الاحزاب و النقابات للمشاركة بالعمل العام . اذا كانت هذه الاحزاب و النقابات – على هزالتها – " متهمة " بدعم احتجاجات الطلبة المشروعة فما هي المجالات التي يسمح لها العمل بها ؟! هذا اذا افترضنا ان جهات حزبية تحرك فعلا كل هذه الجموع !

يتحرك الطلبة – اخيرا – بعد ان وصلت اوضاع عائلاتهم المعيشية لدرجة لا تحتمل تدفعهم إما لصرف كل مدخراتهم – ان وجدت – او لتعليم بعض ابنائهم دون الاخرين , او بيع ما ورثوه , او لتأخير تعليمهم بسبب ارتفاع كلف التعليم غير المبررة . الغريب ان سوريا التي تواجهة حملة ارهاب دولي ما زالت تتكفل بمجانية التعليم , فهل وضع سوريا و العراق افضل من وضعنا ؟!

دول العالم المتحضرة تتفاخر بنسب التعليم و تشجع مواطنيها لمزيد من التطور, و اكتساب المهارات , و توفر لهم كل اسباب الرقي العلمي , ما يحدث في بلدنا – منذ زمن لا اليوم فحسب – عكس ذلك .

فهل نحن ازاء حملة تجهيل عبر رفع كلف التعليم مضافا لها رعاية خطابات طائفية و حملة مخدرات شعواء و فوق كل ذلك انعدام فرص العيش الكريم !

بدل ان يحرض رئيس الجامعة الاردنية وزارة الداخلية على الطلبة المحتجين و بدل اتهامه المعيب – و الذي يدينه هو لو كان صحيحا - لبعض الطلبة المشاركين بالاحتجاج بتعاطي المخدرات عليه ان ينسجم مع مسؤولياته في ضمان تعليم نوعي و مجاني و تطوير الجامعة و تحديثها , بدل الانخراط في حملات تسحيج لضمان الكرسي !

من الواضح ان موازنات جامعاتنا الرسمية باتت " قربه مخزوقه " ! , كم مره رفعت هذه الجامعات رسوم الساعات خلال السنوات العشر الاخيرة ؟ و هي برغم ذلك , و مع ان مدخولها من برامج التعليم الموازي لم تكتفي و لم تشهد اي تطور او تحديث حتى على مستوى الابنية المتآكلة و الكئيبة .

ليس معيبا لاحتجاجات طلبة " الاردنية " ان يكون بعضهم حزبيا , المهم في الامر ان مطالبهم المتعلقة برسوم التعليم تلقى ترحيبا شعبيا واسعا و تحظى بالتعاطف , و هي مشروعة حتما طالما انها تتعلق بذلك الامر دون محااولة تمرير اجندات سياسية , و هو امر يستطيع مجلس الامناء افشاله اذا وجد عبر الاستجابة لمطلب التراجع عن رفع الرسوم و انهاء الامر .

الغريب اننا نسينا تماما الغاية من تأسيس الجامعات الاردنية التي من المفترض انها لتطوير المجتمع و تدعيم قدرات الدولة عبر تزويدها بأجيال متعلمة و مثقفة ما يعني ان الطلبة هم الاولوية لا تحقيق ارباح مادية على حسابهم !

لم يعد مطلوبا اليوم التراجع عن حملات رفع الاسعار الجامعية فحسب , لا بل تخفيضها جديا , ما لم يكن مجانيتها . و بموازاة ذلك انهاء حقبة اختيار القيادات بناء على علاقات مع جهات متنفذة دون النظر لقدراتها الادارية و العلمية و السياسية و تماهيها مع المجتمع الاردني و غيرتها الوطنية.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات