اضاءه على قانون الانتخاب الجديد


تم اقرار الصيغة النهائية لقانون الانتخاب الجديد ووشح بموافقة النواب والاعيان , ولا اريد الدخول في تقييم وتصويغ ما تم اقراره , ولكن يجول في خاطري سؤال : هل المشكلة تكمن في قوانين الانتخابات ؟ وهل تعديل القانون سيعمّق البعد الديمقراطي , ويوسع دائرة المشاركة , ويخلق تحالفات تحقق المطلوب .

ام المشكلة تكمن في فكر الناخب , اوما اسميه (ثقافة الانتخابات السائدة ) .

وهل القانون الجديد ( قانون القوائم النسبية المفتوحة ) , قد يفتح افاق الناخبين لرؤيا جديدة في اختيار النائب الذي نريد بناءً على الطروحات الجماعية لافراد القائمة . وهل هذا القانون سيجعل الراغبين في الترشح اعادة حساباتهم في ظل اشتراط الانضواء ضمن قوائم , واختيار قائمة تتضمن شخوص لهم ثقلهم من خلال طرح برامج مقنعة للقائمة قادرة على استقطاب الناخبين . ام ستبقى الامور كما كانت , وسيحكُم المال , والفئوية , والمناطقية , والعشائرية مخرجات اللعبة الانتخابية؟ ونعود من جديد للمربع الاول في افراز نواب لا يشكلون الاجماع المطلوب والحقيقي لعامة الشعب للنائب الذي نريد . فجُل اعضاء المجلس الحالي قادهم ثقلهم المالي للقبة , والبقية الا القليل قادتهم العشائرية والمناطقية والفئوية , والجهوية . ونحن لا نستطيع ان ننكر دور العشائرية والمناطقية في اختيار النواب , ولكن المطلوب اختيار الانسب والاحق والاقدر على تحمل هذا الدور بوعي وخبرة وتأهيل وتمكّن , ليستطيع هذا النائب ان يحاور بعلم واقتدار , ويطرح هموم الوطن بعقلانية , ويفند ويناقش القوانين بفكر واعي , وليس بالعاطفة وغياب القدرة على الطرح , وبالتالي الانجراف والتبعية للبعض ممن يعتقدون انهم اصحاب الرياده والفكر في المجلس .

فالقائمة النسبية المفتوحة , تطبقها كثير من الديمقراطيات في العالم , وهي ليست ابتكار ريادي للحكومة ممثلة بوزارة التنمية السياسية , ومحورها توسيع قاعدة التمثيل والاختيار من خلال القوائم وليس الافراد مستقلين , بمعنى اخر التصويت للقائمة فقط .
والسؤال المطروح هنا , ما هي المعايير التي ستجمع التحالفات لتشكيل القوائم , وما هي القواسم المشتركة , التي سيُتفق عليها , والتي بناءً عليها تشكل القوائم .

في الديمقراطيات التي تستخدم هذه الالية في الانتخابات , الاحزاب السياسية هي التي تشكل القوائم ,

بناءً على قاعدة حزبية عريضة تحمل فكر سياسي , تفرز شخوص يتم اختيارهم من خلال الحزب بالاجماع , والمعيار قدراتهم وامكاناتهم وتجاربهم التي تؤهلهم لخوض الانتخابات وبالتالي تمثيل القاعدة الحزبية التي اختارتهم خير تمثيل . اما عندنا كيف سيتم خلق تحالفات وتشكيل قوائم , وهل احزابنا المتواضعة قادرة على القيام بهذا الدور ؟ اسئلة كثيرة تدور في الخاطر , وسيتم الاجابة عليها من خلال التجربة , والتي نأمل من كل قلوبنا ان تكون ناجحة , وتفرز نواب يستطيعون الاضطلاع بدورهم لخدمة الوطن والمواطن , وليس خدمة انفسهم , نواب يدركون ان العمل العام تكليف وليس تشريف . 



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات