صراع السيادة الفلسطينية ومفهوم الأمن الإسرائيلي


 لقد تغير مفهوم تعريف تهديدات الأمن ومتطلباته بشكل محسوس بعد أن بدأت الاتصالات المباشرة بين إسرائيل والفلسطينيون وإلى جانب ذلك فإن الهيكل الأمني الناشئ يحتوي على مكونات أساسية سياسية واقتصادية إلى جانب المكونات العسكرية الأكثر تقليدية.

 فأولاً وقبل كل شيء فإن الجانبين قد دخلا فقط في ترتيبات مؤقتة لم تحدد فيها بعد النتائج النهائية كما لم يتفق عليها وبتحديد أكثر فإن الفلسطينيون لا يحظون بالسيادة السياسية ولا وحدة الأراضي ولذلك فهم معرضون لضغوط هائلة وبالتبعية فإن قدرتهم على تحديد احتياجاتهم الأمنية محدودة للغاية وبعبارة أدق فإن تعريف الأمن والتهديدات يصبح متعدد الوجوه ومتداخلاً بدرجة لم يسبق لها مثيل في أي علاقة ثنائية فلسطينية إسرائيلية أخرى. حيث يزداد عدم الاستقرار في حالة عدم تحديد الأهداف النهائية وهكذا فإن كل حركة تدفع الأطراف المعنية وجمهور اتباعها إلى طرق مجهولة وهكذا يصبح من المحتم أن يتصارع الجانبان حول أدق التفاصيل التكتيكية والمادية بهدف تحقيق الحد الأقصى من التفوق حين تبدأ المفاوضات حول الأوضاع الدائمة وبذلك فإن الموقف يصبح مهيئاً للصراع والألاعيب والإكراه بل وحتى العنف ولذا فإن الانتقال في حد ذاته يوسع مفاهيم التهديد وعدم الأمان وهو ما يؤدي إلى حالة عدم الاستقرار يمكن أن تؤدي إلى المضي قدماً باتجاه تسوية سلمية نهائية. والأهم من ذلك هذا هو إمكان أن تزداد مرونة المواقف تجاه قضايا أكثر تفجراً مثل الدولة الفلسطينية- تعديلات الحدود- وضع القدس حق اللاجئين في العودة- مستقبل المستوطنات- المياه والأمن ووجود دلائل على الروح العملية يشجع على البحث عن مداخل هندسية وعلى تخفيف شدة القواعد الأيديولوجية.

 إن احتمالات دخول دائرة عنف مفرغة ونشأة علاقة عقابية ثنائية تشمل إسرائيل وحماس تضع السلطة الوطنية الفلسطينية بين شقي كماشه وهي في النهاية لا تملك سوى سيطرة سياسية محدودة على شروط علاقات السلام والأمن مع إسرائيل كما أنها تفتقر إلى معظم الموارد المادية كذلك فإن انعدام السيطرة تشكل في حد ذاتها تهديداً واضحاً للسلطة الفلسطينية وتشكل في ذاتها إلى إغلاق الأراضي المحتلة أو فصل القدس الشرقية عن بقية الضفة الغربية.

 وعلى أي حال فإن حماس تواجه في هذه الفترة مشكلات أكثر إلحاحاً تتمثل في تأمين حقهم في العمل السياسي داخل منطقة الحكم الذاتي وهي ما تقوم به السلطة الفلسطينية من حرمانها من هذا الحق بالإضافة إلى تعاونها في ذلك مع إسرائيل وقوى خارجية مثل الولايات المتحدة.

 talal_gerasa@yahoo.com             
                                                                         



تعليقات القراء

لا يوجد
مقاله تفسيريه لمعنى الصراع وجذوره في اعقد قضيه في الشرق الاوسط .
10-11-2008 04:40 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات