المطران فنذكتوس والخوري مروان طعامنة


يجسد مطران الروم الارثوذكس في الأردن الأب فنذكتوس وراعي كنيسة الروم الأرثوذكس في مدينة السلط الخوري مروان طعامنة حالة من التصالح الحقيقي مع النفس ومع المجتمع الأردني بكل مكوناته ويمثلان حالة شفافة وصادقة ومشرقة في التواصل وحب الأخروالنأي بالنفس عن الدخول بالتفاصيل التي يستطيب اعداء محمد والمسيح عليهما السلام استغلالها ليبقى أتباع الديانتين في خصومة دائمة تضعف نسيج المجتمع وتفصم عراه ....
ومنذ أن تعرفت بالمطران فنذكتوس اليوناني الأصل وانا ازداد احتراما وتقديرا له فهو يحب الاردن بمسيحييه ومسلميه حبا حقيقيا ويرى نفسه مواطنا اردنيا له علاقاته الوثيقة مع شرائح واسعة من كل ابناء الوطن ..
وعلى مستوى السلط والمناطق المجاورة فللمطران مكانة سنية وموقعا اثيرا والفضل في ذلك يعود لراعي كنيسة الروم في السلط الاب مروان طعامنة الذي يعطي المثل الناصع لرجل الدين المنسجم مع ذاته والمحب لوطنه ومواطنيه وهو الذي فسح المجال للمطران ليتعرف عن قرب على الاردنيين وأخلاقهم وشيمهم وكرمهم وكرامتهم الى ان اصبح اردني الهوى عاشقا للاردن يبث هواه في كل البلدان الاجنبية التي يحل فيها ويحدثهم عن الاردنيين الذين لا يعرفون التفرقة ويعيشون حالة من الانسجام والعيش المشترك دونما تصنّع او استعراض ..
ما حدا بي ان اكتب هذا المقال جملة رائعة خرجت من هذا الرجل الكبير في اخلاقه وتواضعه ومحبته للاردن واحترامه للدين الاسلامي الحنيف حين كنا في مجلس ضمّنا وحشدا من أبناء مدينة السلط مسلمين ومسيحيين في مناسبة اجتماعية عندما قال اتمنى على زعماء الغرب ان يزوروا مدينة السلط ويتعرفوا على اهلها وعندها سيدركون ان لا ضرورة ولا قيمة لكل المؤتمرات واللقاءات التي يعقدونها لترسيخ العلاقة بين المسلمين والمسيحيين وجمع شملهم أو الاساءة اليهم
فهم في الاردن والسلط (نموذج على ذلك ) يعيشون اسرة متحابة لا فرقة فيها ولا تفريق.
مضيفا أنه يشعر بالارتياح كلما زار بيتا لمسلم او لمسيحي لأنه يجد الجميع اخوة بحق وحقيق..
وكان غبطته أسّر لي ذات مرة انه يشعر بالسرور والسعادة في السلط لان الجميع يرحبون به ولا يجد اثرا لأي عنصرية او استغلال سلبي للدين .. وأحب ان اشير هنا بأن المطران دخل بيوت مسلمين كثر و(مالح ) مسلمين كثر وفي كل مرة كان يخرج مبهورا مسرورا غاية السرور مثلما كان شعورهم وهم يبادلونه الزيارة و ( الممالحة ) ... و اعترف بأنني أحترم هذا الرجل واحبه لأنه ا نموذج مشرق للمسيحي المحب للمسلمين والمتواصل معهم والذي يشاركهم كل مناسباتهم لا بل اصبح ضيف الشرف في كل مناسباتهم . أما الاب مروان طعامنة خوري الروم في السلط فهو رفيق وصديق لكل ابناء مدينة السلط ومحافظة البلقاء يتواصل مع الجميع ويشاركهم افراحهم وأتراحهم.. وما يتمتع به من خلق ونبل سجايا رشّحه ليكون وجها اردنيا معروفا بالتسامح والتصالح وحب الاخر ويعرف ذلك عنه جيدا آهالي السلط وعيرا ويرقا والصبيحي وبقية مناطق المحافظة ...
قد يسأل سائل ما لماذا هذا الاطراء من شخص مسلم لرجلي دين مسيحيين فأقول ان ديننا الاسلامي الحنيف هو بالاساس دين يقوم على الرحمة والمحبة وحسن المعاملة وعبادة الله الواحد الاحد وهو جوهر الدين المسيحي ايضا فلماذا نفسح المجال لأعداء الأمة وبعض الذين نصبّوا أنفسهم أوصياء على الدين دونما معرفة او تبصّر لكي نزداد ضعفا على ضعف وتشرذما فوق تشرذمنا ,,, لقد آن الأوان لنرسّخ للعلاقة بين كل مكونات المجتمع الاردني ما تتسم به من ألق ومحبة واحترام حين كنا نعيش (عائلة ) واحدة مسلمين ومسيحيين واذكر ان بعض أعمامنا من عشيرة القطيشات كانوا يحافظون على كنيسة الروم في حارة الحدادين ويستضيفون زوّارها من خارج المدينة كما ان بعض المسيحيين لم يتوانوا عن تبرعهم بمواد عينية ونقدية لبناء وترميم بعض المساجد
كما فعل والد ابو سالم حتر حين اخذ الدية من ذوي سائق متهور دهس ابنته وتبرع بالمبلغ مناصفة لين ا لمسجد والكنيسة. .. والامثلة كثيرة لمدن اردنية كثيرة مثل الكرك ومأدبا .قبل عدة اشهر قامت السفيرة الامريكية بزيارة لمقام الخضر عليه السلام في السلط وطرحت اسئلة في غاية الدهاء على الخوري مروان الذي تصدّى لها بوطنيته الصادقة ويقطع عليها الطريق عندما قال لها اننا في الاردن نخجل من الحديث الذي تتحدثون عنه في الخارج وقال لها حرفيا نحن هنا في الاردن وفي السلط
( أهل ) والمقام مفتوح للجميع .
نحن الان احوج ما نكون للتصدي العقلاني لكل مثيري الفتن بكافة اشكالها ,, فالشعوب القوية هي التي تتوحد وتتماسك في اوقات الشدة .. ونحن في وقت عصيب شديد والقادم فيه
أخطر مما تتصورون ولن يترك أعداؤنا نقطة ضعف الا واستغلوها ولا يكاد مجتمع من المجتمعات يخلو من ضعفاء نفوس ومن جهلة يسهل استغلالهم ليكونوا حطبا لنار ان اشتعلت يصعب ا طفاؤها واللعنة على مثيري الفتن وعلى الجهلة وعلى كل يسيء الى الدين الحنيف.




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات