دمشق بيروت وبالعكس


في تقرير صحفي أمريكي طرح أحد المحللين الأمريكين حلا للقضية السورية التي وضعت ضمن القضايا العربية الصعبة الحل والتي تقف كالعظمة في حلق التاريخ العربي التحرري ؛ تمثل في تطبيق بنود الطائف على الوضع السوري ، من خلال ثلاث مكونات تستند في أصلها على أن لا خاسر في الحرب الحالية ولامنتصر أي أن الجميع يتوهمون بأنهم رابحون وأن الجيمع بخلافهم خاسرون ، وتعطى الأغلبية السياسية للمكون العلوي كما أعطيت للمكون المسيحي اللبناني ويتم التوافق على طائفة رئيس الحكومة ورئيس الدولة ، ولابد من وجود مكون ثالث يتمثل بمكون الجيش السوري في لبنان سابقا ، وهو مكون جاهز من قبل دول غربية وروسيا وبعض الدول العربية التي أستعدت للتواجد البري في سوريا .

وهذا الطرح السياسي ليس بالجديد لأن مخرجات ما يحدث في سوريا هي التي قدمت مثل هذا الحل القائم على ترسيخ طائفية سوريا كما رسخت طائفية لبنان ، وجعلت من العراق في نفس الوقت مشروع أخر للطائف اللعين الذي أبقى الوضع اللبناني في ثلاجة الحياة العربية مجمدا وكانت النتيجة دولة دون حكومة أو رئيس لأكثر من ثلاث سنوات ، وهي ستكون نهاية سوريا والعراق كذلك مع فارق تركيبة مكونات تلك البلدين " سوريا والعراق " .

والمفارقة الجغرافية هنا أن لبنان بطبيعة الجغرافية ونتيجة لزيادة الطول فيه عن العرض تمت الموافقة على التقسيم بناءا على المسافة ما بين الجنوب الى الشمال اللبناني على امتداد الشريط الساحلي ، ولكن سوريا يوجد بها عمق جغرافي واسع جدا مما يعطي إحتمالات تسويق طوائف أخرى للدخول في التقسيم السياسي الجغرافي من مثل الأكراد وبقية الطوائف بخلاف العلوية والسنية والمسيحية ، وهنا يصبح لدينا نموذجا أكبر حجما من لبنان وقابل للتطبيق في الكثير من الدول العربية التي تخفي بين ضلوعها مكونات طائفية عجيبة غريبة ، ونتيجة لفشل تطبيق الدولة المدنية ورغم مرور ستين عاما ويزيد عن الاستقلال ستكون فرصة تطبيق اتفاق الطائف اللبناني ممكنة وبل ستكون الحل الأمثل للخروج من آزمة الوطن العربي، ويطرح هنا سؤال ؛ هل يوجد خطيئة للأوطان ويمكننا القول أن خطيئة سوريا في لبنان كطرف ثالث من حل الطائف القديم تدفع سوريا ثمنها اليوم ؟



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات