غضب الحليم .. السعودية نموذجا


السعودية لن تقبل بعد اليوم بأنصاف الحلول ؛ جملة كاتب وصحفي سعودي أصابت حقيقة الموقف السعودي من كافة القضايا التي تعصف بخارطة الوطن العربي المسلم السني السياسية ، ورغم أن أولى ضربات الغضب تلك قد أصابت دولة الروح لبنان إلا أنها بداية صحيحة لوضع الأمور في نصابها ، ورغم أن لبنان يعتاش سياسيا ولغاية اليوم على إتفاق الطائف السعودي الذي أخرجه من آزمة الدولة ومكوناتها ، إلا أن الإعلان السعودي عن وقف المساعدات العسكرية للدولة اللبنانية يقدم لقادم قد يكون أكثر مأساوية في تلك العلاقة الروحية وإن سيطرة عليها المصالح المتبادلة .

ويقال أن وزير الخارجية السعودي الجديد يقدم نفسه كممثل للدولة السعودية بعد مرحلة شيخ السياسة الخارجية السعودية سعود الفيصل ، وهي مرحلة جديدة تمثلت بقدوم وزير دفاع شاب شكل حالة من الرعب الفكري للكثير من دول الغرب ، وبوجود هذه الثنائية السعودية من شابيين يملكان ثقافة عالية ومستوى وعي سياسي قلبت طاولة السياسة الخارجية رأسا على عقب ؛ نجد أن طريق الغضب السعودي ستكون مفتوحة على مصراعيها .

وجاء عدم القبول بأنصاف الحلول من قبل الدولة السعودية لأن الواقع العربي المسلم السني هذه الايام لايسمح بالمجاملة السياسية وهناك حروب تشتعل نيرانها علانية ودون أية مواربة أو مجاملة سياسية وبكل قوة الطائفية ، والخطاب السياسي الإسلامي بشقيه السني والشيعي يحمل في طياته حجم ضخما من الكراهية ورفض الأخر والتشكيك في الولاية على الأمة الإسلامية ، ومع بدء الانفتاح الشيعي على الغرب ووضوح الخطاب المصالحي لديه ؛ نجد أنه لابد للسعودية أن تعلن وبكل شفافية رفضها لما إطلق عليه سابقا بالسياسة التسامحية مع هذا الطرف والابتعاد عن المواجهة ، ولأن شمس كراهية الأخر لاتغطى بغربال الدبلوماسية في هذا الزمن الذي يتم فيه إدارة المعارك على الساحة العربية المسلمة بالوكالة في كل من العراق واليمن وسوريا ؛ كان لابد للدولة السعودية أن تظهر الوجه الأخر الذي إذ ما غضب فإن غضبه لاحدود له.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات