رفقاً بعقولنا


يصرح دولة الرئيس بين الفينة والاخرى ان اقتصادنا في حالة تعافي , ربما هي استراتيجية نفسية لبث روح الامل والطمأنينة لدى المواطن , بأن الوضع الاقتصادي مطمئن , وان الاجراءات التقشفية التي تتغنى بها الحكومة تؤتي ثمارها .

فلا يعقل رغم هذا الاجراءات , وانخفاض فاتورة النفط , وما يدخل الخزينة من ضرائب وعوائد خدمات وجمارك وغيرها والتي تُعد بالمليارات ان تكون المديونية بحالة من عدم التعافي .
فكل هذه المعطيات تقودنا الى ان النتيجة المرجوه بتعافي اقتصادنا وتقليص حجم المديونية .

ولكن القراءات الاقتصادية تؤكد ان حجم مديونيتنا في حالة ارتفاع مظطرد , وان معدلات الدين العام قد تخطت الحدود المسموح بها في قانون ادارة الدين العام , حيث تجاوزت 60% من الناتج المحلي , ووصل حجم المديونية الى ما يزيد على 27 مليار دولار في نهاية العام المنصرم , ويتوقع الخبراء زيادة الدين العام لهذا العام ليبلغ 90% من الناتج المحلي وخاصة مع التوجهات التي اعلنت عنها الحكومة للاقتراض الخارجي واصدار سندات بقيمة مليار دولار بهدف تخفيض فوائد الدين العام .
نحن ندرك حجم الاعباء التي مر بها وطننا العزيز من ارتفاع فاتورة الطاقة , واللجوء السوري , وعدم وفاء بعض الدول المانحة بالتزاماتها .

ولكن ما نستشعره قصور السياسات الاصلاحية التي تنتهجها الحكومة للحد مما نحن به من تفاقم للمديونية .

فالاجراءات المتّبعة لتحفيز الاقتصاد المحلي واستقطاب الاستثمارات الخارجية , قاصرة ولم تؤدي الدور المطلوب .

وعلى الحكومة مراجعة حساباتها وتقييم اداءاتها في هذا الموضوع , ووضع حزمة اجراءات تنفيذية على رأسها الاستثمار في قطاع الطاقة المتجدده , وهناك كما علمت ما يزيد على الثلاثين مستثمراً قد تقدموا للحكومة للاستثمار في الطاقة الشمسية والرياح , وان هناك توجهات للاستثمار في استغلال الصخر الزيتي بين الحكومة وبعض الشركات العالمية والاقليمية .

كذلك استغلال الخامات الطبيعية الاخرى في بلدنا ومنها مثلا معدن السيليكا , والذي يتواجد بكميات كبيرة في معان , واعادة النظر في الاستثمار الامثل في البوتاس والفوسفات .

كل هذا ان تحقق سيعود علينا بنمو اقتصادي مجزي , وتقليص في فاتورة الطاقة , التي اثقلت كاهلنا.

كذلك العمل على توفير النفقات الكمالية للدولة , والتي لا زالت تستنزف الكثير من الميزانية , وتقليص الهيئات المستقلة التي تستنزف ميزانياتها مبالغ كبيرة من الميزانية , والحاق مهماتها للوزرات المعنية , كل هذا من شأنه ان يحد من الهدر ويخفض المديونية .

وكلنا امل وترقب لما ستسفر عنه نتائج مؤتمر لندن لمساعدة الاردن والذي انعقد بجهد الملك الدؤوب لجذب الاستثمارات , وجلب المساعدات للاردن .

لقد تجاوز الاردن بأمر الله الكثير من العقبات , والمطلوب ان نُغلّب الامل على اليأس , والقادم بحول الله افضل .
د. نزار شموط



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات