مبادرة أبشر والانتماء للوطن


مجموعة من الشباب الواعد , يدرسون في الجامعات الاردنية , أو تخّرجوا منها حديثا , اجتمعوا على حب الوطن والانتماء الية , وأقسموا أن يكونوا عونا لكل من يحتاج المساعدة , من دون أن يطلبها منهم , وتفتّق فكرهم النيّر قبل ثلاث سنوات , عن مبادرة شبابيّة اسموها أبشر , تعتمد على دمج الشباب في العمل التطوعي , وهي فعلا اسم على مسمّى , لأنهم دائما حاضرين في العمل من أجل أبناء وطنهم , مبشّرين بالخير والفرج القريب , لا يتعبهم عمل بعد الدراسة , ولا سهر من أجل تقديم خدمة لمن يحتاجها , يقتطعون وقتا ليس بالقليل من ساعات يومهم , من أجل عمل انساني يقومون به خالصا لوجه الله , ومعتمدين على قدرتهم في تجميع الاحتياجات الضرورية للمعوزين من ابناء وطنهم , ويكفيهم انها من المبادرات القليلة التي تنبع من الشباب انفسهم .
زارونا في معان , بعد سفر طويل من العاصمة , في جوّ بارد وماطر , محمّلين بكسوة شتوية استطاعوا أن يجمعوها من مصروفهم اليومي ومن فاعلي الخير , وهم كثر في الاردن , لتوزيعها على الأسر المعوزة , في مدينة أحبّوها قبل أن يروها , ولم يثنهم بعد المسافة , ولا وعثاء السفر , عن الوصول في الزمن المحدد , وبدأوا من دون راحة في عملهم المعروف لكل واحد منهم , من دون أن يأمرهم به أحد , مبتسمين مرحين , ولم يشعروا أحد بمنّة أو انتظار شكر وكانوا مثال الشباب المنتمي لوطنه, الذي يقدّم الخير للجميع , وادخلوا الفرحة على وجوه أطفال أسر هي بأمسّ الحاجة لها , وبعثوا الامل في قلوبهم التي اصبحت تعرف أنه يوجد من يفكر فيهم , وفي كيفية اسعادهم .
بعد أن قدّموا ما جلبوه معهم من كسوة الشتاء للأسر المحتاجة , التي استلمتها بنظام وابتهاج وشكر , شرحوا لنا أنّهم مبادرة شبابية بدأت عملها قبل ثلاث سنين , من طلبة جامعات كانوا يفكّرون بكيفية تقديم خدمة لأبناء وطنهم في أوقات فراغهم , وهم يبحثون دائما عن السبل التي بها يسهمون في خدمة المجتمع مثل دعم المسنّين وذوي الاحتياجات الخاصّة و توفير فرص عمل لطلبة الجامعات لتوفير رسوم جامعية لهم , وزرع الاشجار في مواقع بحاجة لذلك , ويقدمّون العون في ترميم منازل أسر فقيرة , وهم يثبتون بذلك انتمائهم لوطنهم من خلال مبادرتهم , و يساعدون في بناءه , ويغّيرون الفكرة السائدة عن الشباب بأنهم يأخذون ولا يعطون .
غادروا مدينتنا بعد أن تعرّفوا على تاريخها وعلى ملامح التطوّر فيها , ووعدوا بأن يزوروها مرّة أخرى للقيام بعمل تطوّعي آخر , بالتعاون مع الشباب المتطوّعين في المدينة وهم والحمد لله كثر , ليحققوا أحد أهداف مبادرتهم بجمع الطاقات الشبابية وتسخيرها وتوجيهها نحو العمل الخيري التطوّعي , لترسيخ الايمان بانتماء الشباب لوطنهم .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات