ستبقى البتراء العجيبة الاولى


 وادي الحارث الرابع بالقرب من عيون الخالدة , بجوار مدينة البتراء , العجيبة الاولى في العالم , والتي نحتها العرب القادمون اليها من الجزيرة العربية قبل اكثر من الفي عام , ووجدوا فيها موطنا امنا , رسم بعناية لكي يكون مدينة محمية , يسهل الدفاع عنها في وجه المعتدين مهما كانوا , وقادرا على ان يكون عاصمة لدولة قويّة وذات حضارة تبقى على مر التاريخ , رسموها على جبال ظلّت على مر السنين تخبرنا عن قدرتهم الفائقة في اتمام عمل فني رائع , وجعلوا من يأتي لزيارة عاصمة مملكتهم , ينبهر ايّما انبهار للهندسة عالية الدقة في كلّ شيء , وهي التي كتب عنها الكتّاب الشرقيون والغربيون , انها من اروع المواقع في العالم وأهميتها أكثر من اهرامات مصر لأنّها منحوتة بالأيدي وليست بناء عاديا .
جمالية البتراء وروعتها كنز من كنوز الاردن , وعلى الاجيال الحالية ان تحافظ عليها كما حافظت الاجيال السابقة , والذود عن حماها , وابعاد كلّ ما يمكن ان يعكّر صفو سماءها وحياة ابناءها , وأن لا نجعل من بعض من افسدوا عليها وعلى جارها الوادي , الوضع الطبيعي بأن تكون المدينة السياحية الاولى في المنطقة , لتجذب الزائرين من كلّ العالم , اللذين لن يأتوا اليها ان سمعوا عن منطقتها أنّ فيها أحداثا كان يمكن أن يتجنّبها الجميع , لأنها لا تعدوا غيمة صيف تأتي لتذهب مبتعدة , ولا أظن انها ستخلّف مطرا اسود , بل قطرات من ماء زلال تنفع العباد والبلاد وتزيل الغمّة , وتبعد الألم الذي خلّفته تجارة كانت خاسرة من بداياتها .
من الطبيعي في التجارة أن يكون فيها ربح وخسارة , وفيها نوع من المغامرة احيانا , خصوصا اذا كانت تجارة غير معروفة النتائج , ولكن التجارة التي تكون مع عجيبة اولى في العالم , لا أظنّ انها تخسر ابدا , فلنلتفت الى ما يمكن أن يجعل وادي الحارث الرابع , ومدينة البتراء , آمنه مطمئنة , لكل من يدخلها , وجاذبة لكل سكّان العالم , لا أن نكون منفّرين , مشوّهين للوجه الجميل للمدينة وأبناءها , اللذين نعلم جيدا , أنهم يحبّون الخير لعاصمة الانباط , ومحافظين على تاريخ اجدادهم , اللذين دافعوا عن ما يملكون , بكرامة وعزّة , وبقوا صامدين في وجه كلّ من حاول تشويه صورتها الناصعة البياض .
أتمنّى أن تزول هذه الغيمة السوداء سريعا , وأن يجد المعنيين طريقة لإرجاع الحقوق الى أصحابها , وأن لا يقف كلّ منّا في وجه الآخر وكأنّه عدو له , ونسمح بذلك للمغرضين ممن لا يحبّون الخير لبلدنا , أن يفقدونا القدرة على الالتقاء , والحوار وتجاوز الحواجز فيما بيننا , لكي تبقى البتراء أعجب عجيبة في العالم .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات