هل تترك إيران الدب الروسي وحيدا بالمستنقع السوري


نود الدخول في خضم الحديث بأريحية، فنقول إن ثمة خلافات بدأت تدب بين روسيا وإيران والطاغية السوري ومرتزقة حزب الله بكل الاتجاهات، إذ يبدو أن الدب الروسي القادم من آخر الدنيا من بلاد الثلج والصقيع، يود الاستئثار بالكعكة السورية بمفرده، حتى أنه بدأ يضيق ذِرعا بكل الحلفاء الآخرين من حوله.

ومِرْبَطَ الفَرَسِ، لا يتعلق بالدب الروسي والطاغية السوري، قاذف المدنيين بالبراميل المتفجرة، بقدر ما يتعلق بتصادم المصالح والخلاف المستحكم بين الإستراتيجية الروسية والتكتيكات الإيرانية، والذي بدأ يظهر جلّيا على السطح. نعم، فهناك خلاف واضح في ما بين الروس والإيرانيين بما يهم النفوذ في سوريا.

فإيران بدأت تشكك بالموقف الروسي تجاهها وتجاه الطاغية الأسد في سوريا، وهذا ما يجعل القوات الإيرانية تبدأ بالانسحاب من الأراضي السورية بشكل تدريجي مخلّفة وراءها ميلشيات مرتزقة سبق أن جاءت بها لتحرس مرقد

جدتنا زينب عليها السلام، خشية أن ينشأ لحجارته أجنحة، فيطير. هذا على اعتبار أن ضريح جدتنا زينب موجود هناك.

إذاً، تركت إيران مرتزقتها المستأجرين لمصيرهم في سوريا، فبدأت الفوضى تدب في صفوفهم، وخاصة بعد أن كشّر الدب الروسي عن أنيابه وبعد أن أشار إلى مرتزقة حزب الله من الجهة الأخرى بطرف ذيله، ليفروا هاربين إلى لبنان، وذلك بالرغم من أن كبيرهم حسن نصر الله سبق أن كلفهم بالبحث عن مَنْفَذٍ إلى القدس عن طريق حصار أطفال سوريا وتجويعهم وقتلهم وقصفهم بمختلف أصناف الأسلحة الفتّاكة، وإلى أن اكتشف نصر الله أن أفضل الطرق إلى القدس تمر بشكل إجباري وذات مسرب واحد عبر موسكو.

ولمّا كان شر البليّة ما يُضحك، فإنه يمكن القول إن نبوءة كبيرهم هذا حسن نصر الله قد تحققت، فهذا هو الموفد الروسي يصل قبل فترة إلى إسرائيل، وذلك للتباحث مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشأن مآلات الحرب في سوريا.

زيارة الموفد الروسي السرّية إلى إسرائيل تؤكد على تفاقم الخلاف الروسي الإيراني، فهو ذهب ليطمئن أبناء إبراهيم عليه السلام على حصتهم في الكعكة السورية، ذلك كي يسعفونه عند الضرورة أو في حال انزلاقه عميقا في المستنقع السوري.

الخلافات الإيرانية الروسية، تحدث عنها كثير من المحللين والمراقبين الغربيين والإقليميين، حتى أن دبلوماسيا إيرانيا قال إن "روسيا تريد قطف ثمار تضحيات إيران في سوريا".

فهل يسعى الدب الروسي إلى إنقاذ الطاغية السوري من المخالب الإيرانية؟ وذلك ما قد يفسر زيارة الطاغية السوري السرّية قبل فترة إلى موسكو. وهل يجيئ تقهقهر حزب الله في أعقاب عزوف الكثير من مقاتليه عن القتال في سوريا، ورفضهم الموت في حرب لا تنتهي؟

بقي القول، هل يجيئ تقهقر القوات الإيرانية ومليشيات حزب الله وانسحابها من سوريا بفعل المطرقة الروسية؟ أم أن إيران تتراجع وتأمر مرتزقتها من اللبنانيين بالتقهقر من أجل تلقين الدب الروسي درسا عن طريق مصيدة المستنقع السوري؟ مما يضطر الرئيس فلاديمير بوتين إلى طلب النجدة من إسرائيل! وأزمة جديدة أخرى بدأت تتفاقم بين إيران والسعودية، وربما تنجلي غيومها سريعا، أو يكون لها نصيب في مقالنا القادم بعون الله.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات