عقدة التوجيهي .. ما الحل ؟


لفت انتباهي خبر تصدر احدى الصحف الرسمية منذ يومين , تحت عنوان ( الداخلية تحتضن اجتماعا أمنيا لمناقشة اجراءات التوجيهي ) ومفاده ( يصادف هذا الامتحان اجراءات رقابية مشددة بالتنسيق مع وزارة الداخلية لضبط حالات الغش او التسريب او الاعتداء على القاعات، عقب امتحان السادس والتاسع الذي عقد الاسبوع الماضي بعد ان تسربت اوراق الامتحان ) النص منقول كما ورد في الجريده .

والسؤال الذي يطرح نفسه , الا يكفي الضغط النفسي الذي يعانيه الطلبة وذويهم من هذا الامتحان , والذي بات الرعب منه ثقافة مجتمعية , شارك في زراعتها القائمون على عقد هذا الامتحان من جانب , والاهالي من جانب اخر .

فعندما يقرأ الطالب والاهل هذا الخبر , هل يشعرهم بالامان ؟ ام يؤجج ويعظم في داخلهم الهالة المرعبة للامتحان .

الامر الاخر اما آن الاوان ان ننتهي من قضية تسرب الاسئلة ؟ هذا الاختراق السافر لكل الاجراءات الضابطه التي باتت تتبعها وزارة التربية والتعليم بالتعاون مع الجهات الامنية بكافة قطاعاتها .

لقد ذكرت في مقالة سابقة لي حول التوجيهي انه آن الاوان لتغيير الصورة النمطية المؤرقة للتوجيهي شكلاً ومضموناً , وتجاوز الكلفة العالية التي تزيد على15 مليون للدورة الواحدة , ناهيك عن الجهود التي تبذلها كل القطاعات المشاركة من مراقبين , ومصححين , ورجال امن وغيرهم الكثير ممن يشارك في انجاح سيرورة الامتحان , كل هذا يتطلب منا البحث عن بدائل وايجاد اليه لاجراء امتحان يراعي كل التغيرات التي تحدثنا عنها سابقاً , وبمعيارية عالية ودقيقة , وبكلفة مالية اقل , وجهد بشري محدود . وبفترة انجاز قياسية توفر لنا التقييم الصحيح والدقيق لمستويات الطلبة .

وفي رأيي المتواضع ان افضل البدائل والمعمول بها عالمياً واثبتت فاعلية ,هي الامتحانات الالكترونية ( اون لاين ) والتي تعمل بها غالبية جامعاتنا الاردنية حالياً , لما توفره هذه الامتحانات من سرعة في انجاز الامتحان , من حيث توفير الوقت , والضبط , والشفافية , وصعوبة الغش , والسرعة والدقة في إعطاء النتائج , بالإضافة لقدرة الامتحانات الالكترونية على استخراج تقارير إحصائية تقّيم نسبة إجابة كل سؤال من أسئلة الامتحان مما يساعد في تطوير العملية التدريسية والتعرف على نقاط الضعف عند الطلبة من اجل تقويمها لاحقاً .

الامر الاخر لماذا تكون نتيجة التوجيهي هي المعيار الوحيد للتقييم , وتحدد مصير الطالب ؟
ولماذا لا يكون لنتائج تقييم صفوف العاشر والاول الثانوي نصف علامة التقييم مثلاً ؟ ولما لايكون لسيرة الطالب المسلكية والابداعية المتعلقه بالانشطه اللامنهجية خلال مسيرته المدرسية علامه ؟
ولماذا نخلص للحلول الاصعب بأن يكون الامتحان لدوره واحده ؟

اقول يجب ان نحدد المعيارية الدقيقة الفاصلة لانهاء المرحلة المدرسية لابنائنا بما يحقق لهم الامان والعدالة في حياتهم القادمة , ونستفيد من خبرات الدول المتقدمة في هذا المضمار .

حفظ الله ابناءنا برعايته , انه ولي ذلك والقادر عليه .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات