شو بدك البلد عمرانة


بسم الله الرحمن الرحيم

ردا على مقال احد الكتاب المحترمين بعنوان (شوك بدك البلد خربانة )
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( من أصبح آمنا في سربه معافى في جسده عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها ))

وأقول انا العبد لله والله لو أننا أبصرنا وادركنا حقيقة واقعنا لعلمنا بأننا في هذا البلد الطيب نعيش عيش الكرماء وان الدنيا قد حيزت لنا بحذافيرها لاننا نملك الامن والامان والمعافاة وان بلدنا وان لم يكن غني بالموارد والمقدرات فانه غني باهله الذين يتصفون بكل معاني النخوة والرجولة والفزعة والايثار. وانه وان كان هنالك بعض جيوب الفساد او الظلم الاجتماعي الذي مرده الى تقصير الحكومات المتعاقبة او تقصير بعض المسئولين هنا وهناك ممن ابتلانا الله بهم فان ذلك لا يعمم وان النظر الى الجزء المليء من الكاس خير من النظر الى الجزء الفارغ والتعميم ، فالكمال دائما لله وان لله في عباده شؤون وحكمة لا يعلمها ال هو واولوا العلم.

واقول لكاتب المقال هل كنت تتوقع او تفترض ان يعيش سكان الاردن الذين تجاوز تعدادهم العشرة ملايين نسمة بمن فيهم الذين لاذوا بالفرار من بلادهم الى الاردن سعيا وراء الامن والامان والاستقرار بعد الذي رأوه من الظلم والبلاء والطغيان والقتل والجوع وانتهاك الحرمات ان يعيشوا جميعا بنفس المستوى والظروف.

وهل يتوقع كاتب ذلك المقال ان بلد يعيش فيه هذه الملايين سيخلوا من كل انواع الفساد والظلم حتى يطلق على مقاله عنوان (شو بدك البلد خربانه).

نحن ابناء الاردن وكثير من ابناء الدول المجاوره كنا وما زلنا نعيش حياة الريف والبادية ونفتخر بذلك ولا يعيبنا ذلك مع علمنا بأن حياة الريف والبادية يرافقها التعب والمشقة ولكد لتحصيل العيش الكريم ومع ذلك كله تربينا على خلق الاسلام الحنيف وعلى النخوة والشهامة ورفع الهامة وسنبقى كذلك ان شاء الله

اقول لنفسي ولذلك الكاتب المحترم لنعود بالذاكرة الى حياتنا منذ الطفولة وحتى هذه اللحظة التي نعيش والنكن صادقين مع انفسنا بعيدا عن جلد الذات هل كانت سبل العيش الكريم موفرة لنا من اكل ومشرب وتعليم وتامين صحي ومسكن وغير ذلك من حاجات الانسان الضرورية هل حقا حياتنا كانت افضل من حياة ابنائنا الان بكل تأكيد لا والفضل فيما نحن فيه وابنائنا الان يعود لله الواحد الاحد ومن ثم لهمة الشرفاء المخلصين من ابناء البلد الذين خدموا بلدهم بشرف وامانه والخير في هذه الامة موجود الى ان تقوم الساعة. 

واقول لذلك الكاتب ان نكران النعمة والجحود بها لامر خطير ولا يعود على صاحبه الا بسوء العاقبة ونسأل الله العفو والعافية في الدنيا والاخرة وان يجعلنا من الحامدين الشاكرين.

وما ادرانا ربما أن ما نعيش فيه من أمن وامان مرده ان هذا البلد الطيب بأهله يكاد يكون البلد الوحيد الذي احتضن كل المهجرين والمعذبين والمقهورين ومسح على رؤوس اطفالهم اليتامى وعالج مرضاهم وجرحاهم رغم قلة الموارد والامكانيات وان الله يكافيء اهل هذا البلد بالامن والامان والاستقرار وهل جزاء الاحسان الا الاحسان.

واقول لذلك الكاتب المحترم ان عنوان مقالك كبير واثره كبير وانت على ثغرة من ثغر الاسلام ربما تكون الوحيدة المتبقية على حدود فلسطين المغتصبة فلا يؤتين من قبلك انت وامثالك ممن يحسبون على فئة المثقفين.

وان كنت قد قارت حال هذا البلد ببلدان اخرى لم نعلمها او نسمع بها من قبل فدلنا على هذه البلدان العمرانة التي لا يشكوا قاطنيها من الفساد بأنواعه ومن الظلم والقهر والجوع والمرض ولا يشكون من سوء الامن وعدم الاستقرار حتى نهاجر اليها او على الاقل حتى نبعث فاسدينا اليها ليتعلموا حسن الخلق والاداء مع علمي الاكيد بأن هذه البلدان غير موجودة الا في قصص الف ليلة وليلة وفي خيالك وحدك فقط.

نحمد الله كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه ونسأله عز وجل ان يديم على بلدنا هذا وسائر يلاد المسلمين الامن والامان وسلامة الاوطان وان يعاملنا بما هو اهل له وليس بما نحن اهل له وان يكثر فينا اصحاب الهمة والنخوة والتراحم لنبقى جسدا واحد اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر انه ولي ذلك والقادر عليه.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات