لا تجعلوا الأردني يفقد ما تبقى من كرامته


مساءٌ كله شجون ويحمل بطياته الكثير من الهموم، لم أعتاد في كتاباتي على نقد الحكومة حتى أني كتبت مرة مقالة أمتدح فيها أداء رئيس وزرائنا المبجل الذي إستلم الحكومة في أسوأ الظروف الإقتصادية والسياسية والأمنية والإقليمية، وأبدى مهارة يستحق الثناء عليها في إدارة الدفة، لكني اليوم سأنتقد بشدة المستشارين الإقتصاديين لرئيس الوزراء الذين قدموا له توصياتهم برفع أسعار العديد من الخدمات الحكومية وما تبع ذلك من رفع لأسعار العديد من السلع، هؤلاء المستشارون لا يعرفون سوى لغة الأرقام وبالتالي لا تتدخل المشاعر ولا الأحاسيس في صميم عملهم، لا يعرفون شيئاً عن إقتصاد الأسرة الأردنية الذي بات غالبيتهم يعيش معيشة ضنكا وتحت خط الفقر المدقع.

الأرقام يا سادة لا تشعر بمعاناة المواطنين الذين أصبح غالبيتهم لا يستطيعون تأمين لقمة العيش لأسرهم وأصبحنا نقرأ اليوم عن إصطلاح الفقر المدقع الذي إختفى من بلادنا منذ عقود.

أجزم أن من أوصى برفع أسعار الخدمات الأساسية وليس آخرها الماء والكهرباء ورسوم ترخيص المركبات وإسطوانة الغاز ونحن على أبواب الشتاء لا يريد الخير لهذا الوطن وأخشى أنه سيتسبب بإشعال فتيل الفتنة والحراكات بعد أن تم إطفائه .

يذكر التاريخ أن الأردنيين في نهاية سنوات الحكم العثماني كانوا يتنازلون عن ممتلكاتهم طوعاً والعمل (قطاريز) لدى المرابعية مقابل أكلهم وشربهم بسبب كثرة ما فُرض عليهم من ضرائب.

نحن اليوم على إستعداد للتنازل عن أملاكنا للحكومة والعمل لديها ( قطاريز ) مقابل تأمين لقمة الأكل والشرب لا بل نحن على إستعداد حتى للتنازل عن أولادنا للحكومة إذا تكفلت بإطعامهم وتعليمهم.

وكوننا لا نرغب أن يفقد المستشارون الإقتصاديون في الحكومة عملهم ومصدر رزقهم ننصح بتكليفهم بإعداد الدراسات ووضع الحلول لمشاكل الفقر والفقر المدقع في الأردن، ومشكلة البطالة بين الشباب والجامعيين، ومشكلة إزدياد العنوسة والعزوف عن الزواج، ومشكلة عمالة الأطفال وتسرب الطلبة في المرحلة الإلزامية، وظاهرة عودة الأمية مجدداً، لأن كل ما ذكرته يرتبط بأمن وإستقرار الأردن ومستقبله.

كان الله في عون المواطن الأردني فلا تجعلوه يشعر أن الأردن مجرد مكان ينام على رصيفه ليلاً، ولا تجعلوه يفقد ما تبقى من كرامته .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات