اغتيال يوم الاستقلال


الاغتيال الوحشي لرينيه معوض في يوم استقلال لبنان:
"أتى به الطائف وذهب به الإرهاب. الرئيس اللبناني رينيه معوض الذي أمضى 17 يوما في موقع الرئاسة الأولى، كان من المفترض أن تكون لست سنوات، إلا أن عبوة ناسفة زرعت على جانب طريق في بيروت أوقفت الحكاية وقتلت رئيس الطائف كما يحب زملاؤه أن يطلقوا عليه". هكذا نعت صحيفة عكاظ الشهيد رينيه معوض الذي دفع بحياته ثمنا لحرية واستقلال لبنان.
في الغرب رينيه معوض ليس اسما مألوفا، ولكن في لبنان هو رمز تاريخي للاستقلال والحرية .
قتل الرئيس رينيه معوض في يوم الاستقلال الأربعاء 22 نوفمبر 1989 عندما انفجرت قنبلة ضخمة اثناء مرور موكبه عبر بيروت الغربية.

22 نوفمبر 2015 يصادف الذكرى السادسة والعشرين للاغتيال الوحشي للرئيس اللبناني السابق رينيه معوض الذي شغل منصب الرئيس لمدة 17 يوما فقط. وجاء قتله بعد اختتام اتفاق الطائف تحت رعاية المملكة العربية السعودية بدعم من جامعة الدول العربية. انتخب السيد معوض رئيسا للبنان يوم 5 نوفمبر في جلسة خاصة للبرلمان التي عقدت في منطقة تقع تحت سيطرة القوات السورية. عقد الاجتماع للتصديق على الاتفاق الذي تم التوصل إليه لوضع الأسس لانهاء الحرب الأهلية وعودة الحياة السياسية إلى طبيعتها. وصادق عليها البرلمان اللبناني في 5 تشرين الثاني عام 1989.

وفي ذلك الوقت وجهت أصابع الاتهام لحزب الله والنظام السوري والمعارضين لاتفاق الطائف.
وفي أقل من 24 ساعة قبل الاغتيال ألقى معوض خطابه الذي قال فيه نفرح معا في توحيد وإعادة بناء البلاد العنوان الرسمي للبنانيين. لكن الجنرال ميشال عون ألقى خطابه الخاص عشية احتفالات الاستقلال، وهاجم السيد معوض واتهمه بأنه أداة لقوات الاحتلال السوري.

والمفارقة الغريبة أن ميشال عون نفسه هو حليف قوي لحزب الله وطهران وأكبر المدافعين عن النظام السوري. ومن المعروف أن غالبية المسيحيين الموارنة والمسلمين السنة في لبنان يحتقرون ميشال عون. وعلى الرغم من ألاعيب ومناورات ميشال عون، يعتقد معظم اللبنانيين أن المسؤولية النهائية عن الاغتيال تقع على حزب الله والنظام السوري.
كان اغتيال معوض ليس أول أو الأخير. تم اغتيال بشير الجميل السياسي اللبناني والقائد العسكري بتاريخ 14 سبتمبر ايلول 1982 وانتخب رئيس للبنان في عام 1982، عندما كان معظم لبنان تحت الاحتلال الإسرائيلي، تم اغتياله قبل أن يتمكن من أداء اليمين الدستورية في. وفي ذلك الوقت اتهم معظم اللبنانيين النظام السوري بتدبير عملية الاغتيال.

في 27 ديسمبر 2013 تم اغتيال محمد شطح أشد المنتقدين للأسد مع 4 آخرين على الأقل. وهو مسلم سني، وكان قد انتقد حزب الله في تغريدة قبل ساعة من مقتله.

دور سورية في زعزعة استقرار لبنان من خلال سلسلة الاغتيالات:
سوريا لديها تاريخ طويل من التدخل في الشؤون اللبنانية. وفي تقرير يتعلق بلبنان ذكرت صحيفة واشنطن بوست يوم 20 أكتوبر 2012 أنه لمدة 30 عاما "يعيش لبنان في ظل الاحتلال السوري والهيمنة السياسية السورية".
وكما يعلم كل من يتابع الملف السوري ان بشار الأسد هدد في عدة مناسبات بنشر الفوضى في دول الجوار مثل الأردن ولبنان وتركيا. ويبقى لبنان الهدف الأسهل بسبب تواطؤ حزب الله الذي هو الحاكم الفعلي في لبنان. ولذلك فمن السهل لسوريا بالتعاون مع حزب الله أن تقوم بتنظيم عمليات الاغتيال وخلق الاضطرابات.

وكان اغتيال وسام الحسن، رئيس الأمن في لبنان يوم الجمعة 19 أكتوبر 2012 مجرد جزء من سلسلة الاغتيالات التي يقوم بها النظام السوري في حملته للقضاء على المعارضين. ونقلت معظم الصحف اللبنانية والعربية آنذاك عنوانا خبريا يقول:
"سوريا وراء انفجار لبنان".

وهناك تاريخ طويل من الاغتيالات والقتل:
وتضمنت قائمة ضحايا الاغتيالات السورية في السنوات الأخيرة رفيق الحريري، رئيس الوزراء السابق الذي اغتيل في تفجير هائل في بيروت في 14 شباط 2005. كما تم تصفية عدد كبير من سياسيين وصحفيين لبنانيين بينهم سمير قصير وهو صحفي قتل بتاريخ 2 يونيو 2005.

وجورج حاوي، وهو زعيم سابق للحزب الشيوعي وسياسي مناهض لسوريا، قتل في انفجار قنبلة زرعت تحت سيارته في 21 يونيو 2005. قائمة ضحايا حملة الاغتيالات السورية شملت جبران تويني، رئيس مجلس ادارة صحيفة النهاروعضو مجلس النواب وقتل في انفجار سيارة ملغومة في 12 ديسمبر 2005. وبيار الجميل، وزير الصناعة وسياسي مسيحي بارز قتل برصاص مسلحين في ضاحية بيروت في 21 تشرين الثاني 2006. النقيب وسام عيد أحد كبار ضباط مخابرات الشرطة قتل في سيارة مفخخة، جنبا إلى جنب مع حارس وأربعة آخرين على الأقل في الحازمية بتاريخ 25 يناير 2008. وكان الرابط المشترك بين الضحايا هو كونهم معارضين للنظام السوري .

لا يوجد متسع في مقال قصير لذكر كل احداث الاغتيال واسماء الضحايا.
ويعتقد غالبية المراقبين أن النظام السوري سوف يواصل حملة الاغتيالات في لبنان لزعزعة استقرار البلاد. وقد حاول نظام دمشق خلق اضطرابات وفوضى في تركيا والأردن ولكنه فشل بينما نجح في تصدير الارهابيين والجهادين للعراق في الفترة 2003 - 2010.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات