رسالة ملكية


بكل واقعية وهدوء صرح الملك عبدالله بان الوجود الروسي في سوريا " واقع علينا التعامل معه " ، وهنا تكمن السياسة بكل واقعيتها وبشكل مجرد وهي " فن الممكن " ، لأنه بخلاف هذا التعامل مع الواقع تصبح أية محاولة لتفسير الوجود الروسي في سوريا حالة من التوهان السياسي الذي لا يؤدي لأي نتيجة سوى تفاقم الآزمة السورية وعدم الخروج بحل لها ، وبهذه الواقعية السياسية يكون الملك قد وضع الكرة بملعب الدول الكبرى للخروج بحل للآزمة السورية وانهاء حالة الاقتتال الدموي بها .

وفي جانب أخر نخرج من كلام الملك برسالة الى دول أخرى وجدت في الآزمة السورية وبالجانب المتعلق باللاجئين فرصة للأستفادة من هذه الاعداد الضخمة منهم في خدمة اقتصادياتها على المدى الطويل ، وهي أي تلك الدول مطالبة بالتدخل في هذه الآزمة على الأرض السورية وليس على ارضها فقط وتحقيق منافع خاصة بها .

وهنا لابد من الإشارة كذلك الى أن تصريحات الملك وبهذه اللغة المباشرة والواقعية تحوي في طياتها رسائل واضحة للدول العربية الداخلة في التحالف الدولي في سوريا ، وهي نفس الدول التي زارت موسكو بعد التدخل الروسي مباشرة كي تؤكد على أنها سوف لن تعارض هذا الوجود بل ستقدم التعاون له ، وهنا نجد أن التصريح الملكي جاء برسالة هي اقرب لأرض المعركة من تلك الدول تقول أن الأردن سيبقى لاعبا رئيس في جغرافية الآزمة السورية ، ولن يوضع ضمن أخر مراحل الاتفاقات السياسية أو العسكرية بين تلك الدول وروسيا .

وبهذا الأعتراف بالأمر الواقع من قبل الملك بالوجود الروسي في سوريا يتم اعادة الأمور الى نصابها الطبيعي وبعيدا عن مل يدور في الغرف المغلقة من كولسات سياسية ، لأن الأردن مازال يحمل أكثر من طاقته فيما يخص اللجوء السوري وبكافة جوانبه الانسانية والأمنية معا ، ومع إصرار دول التحالف على تقديم معوناتها من خلالها مؤسسات تابعة لها فقط وداخل مخيمات اللجوء وترك الساحة الداخلية الأردنية وما تحوي من لاجئين خارج مسؤوليتها ، نجد التصريح الملكي وباعتبار الوجود الروسي واقع لابد من التعامل معه يأتي كرسالة واضحة لتلك الدول كي تعيد ترتيب اولوياتها في قضية الاجئين على الأراضي الأردنية كافة دون استثناءات جغرافية لها .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات