العمل العام !


لربما أصبحت التغيرات المفاجئة والطفرات سمة هذا العصر, حتى ان ذلك انسحب على السلوك الإنساني ، علماً أن علماء النفس يقولون ان السلوك الانساني يتميز بالثبات النسبي , بحيث أنك تحكم على شخص من خلال معرفتك لسمات شخصيته بأنه شخص متزن , صادق , , كريم ,ً متدين , وبأن اتجاهاته الفكريه والسياسيه كذا .

وآخر تحكم عليه انه متحرر, متقلب , لايركن الى رأي ثابت , تحكمه أهواءه في الحكم على الأمور .

هذا على مستوى علاقات الأفراد وحكمهم على بعضهم البعض , فكيف إذا تطلب الحكم على أصحاب فكر ورأي أو رجالات سياسة أو احزاب اونقابات , فهذا يتطلب المزيد من التدقيق والتمحيص , كون المرجعيات عن هؤلاء محكومة بقنوات محدودة وضيقة , ويتطلب تقييمهم والحكم عليهم مصادر موثوقه وحياديه , ولكن في هذه الأيام أصبحت قراءة الشخوص والحكم على اتجاهاتهم وأفكارهم قراءة مضللة، فالغالبية تحكم على الظاهر , وما يتناقله الناس , عن هذه الشخصيات العامه .
فلو سألت عن أحد الرموز الحزبية أو السياسية، او النقابيه , لقيل لك مثلاً إن هذا الرجل فكره كذا واتجاهاته كذا واهدافه كذا , وهذا في الغالب يكون ظاهراً للعيان من خلال طروحاته وسيرته المعروفة للقريبين منه .

وفجأة تجده انقلب على حزبه وأفكاره ومبادئه التي طالما حارب لأجلها , والتي يعلم بها القاصي والداني، وأصبح مخالفاً ومعادياً لما كان عليه .

وعندما تتقصى الأسباب تجد أن هذا الرجل وبكل وضوح هلامي ليس لديه ثوابت , يقفز من حزب إلى حزب أو من فكر إلى فكر بحسب ما يتحقق لديه من مصالح شخصية ، وهذا للأسف اصبح معروفاً عن بعض الشخوص الحزبية والسياسية والفكرية .

فإذا كانت سلوكيات وممارسات هذه الشخصيات العامة بهذا الشكل , فكيف نلوم العامة من الناس اذا تغيرت مواقفهم وانتماءاتهم ، وكيف يمكن أن يكون لدى المواطن اقتناع بالأحزاب او النقابات طالما إن هذا يحصل من بعض من يعتبرون انفسهم رموزاً , ويريدون أن يقتنع الناس بأفكارهم وطروحاتهم , وينظموا لمثل هذه الأحزاب , او النقابات التي انكشفت حقيقة بعض من كانوا يعتبرون قياديينً فيها .

فمن يريد ان يتطوع للعمل العام بكل اشكاله , يجب ان يكون صادقاً مع نفسه اولاً , ومع من منحوه ثقتهم , وان يغَلب الصالح العام على مصالحه الذاتية , وان يكون صاحب مبدأ راسخ , وفكر بَين واضح , بحيث يكون انموذجاً يقتدي به العامه ويكون مصدر الهامهم واحترامهم , يحمل همومهم و يدافع عن قضاياهم بكل اخلاص .

وهذا كله سيولد في نهاية المطاف اتجاهات ايجابية لدى عامة الناس نحو العمل الحزبي والنقابي , ويعمل على النهوض بمسيرتنا الديمقراطية ويحقق اهدافها .




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات