"لقد أسمعت لو ناديت حيا .. "!!


منذ أسابيع عدة، كان إنطلاق شرارة الثورة الشعبية الفلسطينية العفوية دفاعاً عن الاقصى والقدس وكل المقدسات. ردة الفعل هذه التي سطرها بواسل شباب وشابات أهالي الضفة الغربية وأهالي ١٩٤٨ بوجه المحتل المغتصب لتكون بمثابة الرد الحازم لكل من اعتقد بأن القدس قد نسيت وأن الشعب الفلسطيني قد استسلم للمعطيات التي فرضتها الاحتلال الإسرائيلي على أرض الواقع لتأتي الرسائل كالشمس في وسط النهار أن لا مستقبل ولا إقامة للمستوطنين قرب مقدساتنا لا في الزمان ولا في المكان.

وكأني بالمقاومين الفلسطينيين يقولون لصهاينة، لا دباباتكم ولا مجنزراتكم ولا طائراتكم ستقدر أن تنزع حب الأرض من قلوبنا.

لقد جاءت سلسلة أعمال المقاومة الشعبية الفلسطينية التي تتواصل منذ أسابيع في الضفة الغربية وسائر الأراضي المحتلة لتثبت من جديد أن الشعب الفلسطيني لا يمكن أن يقبل بالواقع المرير الذي يعيشه مع انسداد أفق عملية التسوية ووصولها إلى جدار مسدود منذ وقت طويل فالقدس تصرخ وتستنجد تحت الضرب والاعتدءات اليومية فلا مجيب يمتد لنصرتها سوى مجيب سوى صدى آهات الأمهات الثكلى وقلة قليلة تنادي على استحياء او بصوت مبحوح لا يكاد يسمع نفسه دون دعم واسناد حقيقي من أشقائهم في الخارج إلا من رحم ربي. التهاون الرسمى علي المستويين العربي والإسلامي كما هو الدولي جعل المقدسيين وباقي الفلسطينيين يفقدون الأمل بمن يستجيب لصرختهم ما اضطرهم للوقوف في الخطوط الامامية دفاعا عن المدينة وأقصاها وبذل الغالي والنفيس في سبيل حماية المقدسات الإسلامية والمسيحية. فكان الرد مزلزلا من هؤلاء الأبطال الذي يتلقون الرصاص بصدورهم العارية من خلال سلسلة من البطولات وقعت واستهدفت قطعان المستوطنين المسلحين وجيش الاحتلال في خضم الإجراءات القمعية التي انتهجتها الصهاينة لتفريغ الأرض من ساكنيها وتغيير ديموغرافية الأرض المقدسة. لقد تجلت أسمى صور المقاومة الشعبية الفلسطينية بعد عملية مستعمرة (إيتمار) ليلة الخميس في الثالث من أكتوبر/تشرين الأول 2015 الجاري في الضفة الغربية، والتي تم فيها استهداف مستوطني تلك المستعمرة قرب بلدة (بيت فوريك) بجبل نابلس وأودت بحياة ضابط استخبارات إسرائيلي من سكان المستوطنة. حالة الاحتقان والتذمر بين الفلسطينيين بلغت أقصاها خصوصا بين قطاع الشباب والشابات الصاعد والمتحمس، فقدموا الشهيد تلو الآخر. ما يعلمه الصهانية ويخشونه أن هذه الانتفاضة جاءت عفوية وغير منظمة وبالتالي يستحيل على طرف دون آخر أن يدعي قدرته على ضبطها، إذ لم يكون هناك أي دور فصائلي أو تنظيمي لأي طرف فلسطيني بشكل مباشر أو حتى غير مباشر بغض النظر عما نسمعه من تصريحات هنا أو أهناك من مسؤولين فتحاويين وحمساويين وعلى الرغم من الإتهامات الإسرائيلية لعباس وحكومته بأنهم هم من يحرضون على العنف. بالرغم مما يجري وبالرغم من إن حالة التصعيد والغليان المشتعلة في عموم الضفة الغربية ومناطق القدس، وحالة الاستعداد العالية لدى أبناء الشعب الفلسطيني للتضحية والإقدام، إلا أنه من المبكر أن نقول أن الانتفاضة الفلسطينية الثالثة قد باتت على الأبواب تماما. فهناك الكثير من المعوقات التي ما زالت تعترض طريقها، من ناحية الواقع الموضوعي في المحيط العربي والإقليمي وحتى الدولي وحتى من الداخل الفلسطيني علي المستوى الرسمي. الجميع يعلم أن الفلسطينيين في ظل ما يجري من دموية التطورات لا يستطيعون وحدهم، في غياب الدعم والاسناد العربي والإسلامي الرسمي وغير الرسمي، مواجهة ما يجري لهم ولقضيتهم فالاردن يمر بظروف صعبة ومعقدة لم يسبق لها مثيل آخذين بعين الاعتبار ما يجري في دول الجوار من حوله فالأولوية تكمن في ضمان أمن واسقرار الأردن وضمان عدم إنزلاقه في متاهة العنف التي اكتسحت منطقة الشرق الأوسط والتهديدات الآتية من الخلايا الإرهابية التي نشأت لاحقا.

لا شك بأن لمسؤلية التاريخية الملقاة على عاتق الهاشميين عبر التاريخ عبء كبير يؤرق الاردن شعبيا ورسميا، فبعيدا عن المسؤولية التاريخية والدينية، يرتبط الفلسطينيين بصلات قربى قوية مع الأردنيين علما أن أكثر من نصف الأردنيين هم من أصول فلسطينية. مختصر الحديث إن الوصاية الاردنيه على القدس هي مصلحة للقضيه الفلسطينيه و كلفتها على الاردن عاليه وان اضطرت الاردن للتخلي عنها سيضيع الاقصى بين الباحثين عن ادوار و مكاسب. ربما لا يرى البعض أن الأردن يقوم بما يتناسب وحجم مسؤولياته نحو القدس إلا أن الأمور لا يجب أن تقاس بحجم الإنجاز ولنكن واقعيين ونعترف بأنه ربما يكون هناك الكثير مما يمكن عمله لنصرة إخواننا الفلسطينيين إلا أن السياسة الأردنية لطالما اتسمت بالهدوء والحكمة وعدم الاستعجال في اتخاذ القرارات التي ربما يكون لها نتائج عكسية ولا تأتي بالنتائج المأمولة كما يتوقع البعض. الضغط الأردني الرسمي السياسي بدأ يثمر ويؤتي أكله ولربما قادم الأيام ستكون حبلى بالمتغيرات الإيجابية ربما ليس بالحجم المطلوب لكن بالحد الأدنى الذي ربما سينعكس إيجابيا على الأشقاء الفلسطينيين.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات