بحث


أمس قرأت خبرا يقول بأن كي مون والسيسي يبحثان قضايا المنطقة ، وقبلها بأيام قرأت خبرا آخر بأن العربي يبحث مع كي مون الأوضاع في فلسطين ، وقبل شهر تقريبا قرأت خبرا يقول بأن كي مون يبحث الأوضاع بالمنطقة والعالم.

بين تلك الأيام واللحظات أقرأ أيضا بأنه قلق من الأوضاع في سوريا وأنه قلق من داعش ويشعر بالقلق من تصاعد القتال البري في اليمن.

ترى ماذا يفعل الأمين العام للأمم المتحدة سوى أنه يبحث ويقلق؟!

لا أدري أي مهمة ضائعة يقضي فيها الإنسان عمره فيها قلقا وهو يبحث.

في الثانوية كنت على موعد يومي مع صفاء وكنت في كل صباح أرمي إليها برسالتي وفي مرة من المرات ولكون الجو كان شتوية ولأن الرياح كانت شديدة وأصابع صفاء كانت ترتجف بفعل البرد وفعل الحب ، سقطت منها الرسالة ولعبت فيها الرياح وحملتها إلى اللامكان.

قضيت طوال اليوم وأنا أبحث عن تلك الرسالة خوفا على العشق أن يستباح أو أن ينكشف وقضيت ليلي أصلي بأن لا تفضح الجدائل أو ترام .

صفاء يومها كانت تبحث معي من خلف الشباك بلغة الاشارة الأوضاع الخطيرة في المنطقة وعبرت لي باشارة فهمت منها بأنها قلقة من الأحداث وقلقة أكثر أن تسقط الرسالة بيد أحد الجيران وتصبح حديث الحارة.

منذ عشرين عاما وأنا أبحث عن تلك الرسالة ولم أجدها .... منذ عشرين عاما وانا أشعر بالقلق أن يجد أحدهم الرسالة ويقرأ شعر نزار قباني فيها وكيف نسبته لبنات أفكاري.

منذ عشرين عاما وأنا أبحث بقلق عن رسالة ربما حروفها تمردت وكلماتها تابت عن الكذب وأطرافها شابت وذابت وتحجرت فيها المشاعر.

التشابه بيني وبين كي مون أننا ما زلنا نبحث دون نتيجة حتى أنني أضعت صفاء وأضفتها إلى قائمة الضياع.

في حين أن الفارق بيننا أنني لم أعد قلقا بينما هو ما زال يعرب عن مزيد من القلق وملأ الدنيا ضجيجا من القلق.


Khaldon00f@yahoo.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات