مشروع الاستمطار الاردني


بدأ مشروع الاستمطار الاردني في دائرة الارصاد الجوية الاردنية سنة 1986 بعقد سنوي مع شركة امريكية تدعى Weather Modification Inc قيمته 540 الف دولار في السنة ، وقد احضرت الشركة لهذا الغرض رادار جوي.

وقد تبرع جلالة المغفور له الملك الحسين بن طلال طيب الله ثراه بطائرة من نوع سيسنا لاستخدامها لهذا الغرض، اضافة الى ذلك فقد تم توزيع مولدات ارضية قي عدة مواقع تستخدم في مثل هكذا مشاريع.

استمرت ادارة الشركة للمشروع لمدة ثلاث سنوات اكتسب العاملون خلال هذه الفترة المهارات التقنية على ادارة مثل هذه المشاريع،انتقلت بعد هذه الفترة ادارة المشروع الى كادر الارصاد الجوية الذي كان يعج بالكفاءات والخبرات في مختلف التخصصات .وقد تذبذب العمل بالمشروع لاسباب تقنية احيانا مثل التعطل المتكرر للرادار الجوي كونه مستخدم من قبل في مكان ما ، او لسبب عدم توفر الظروف المناسبة للاستمطار.

من اهم التحفظات على مشروع الاستمطار في ذلك الوقت ، والتي تعتبر عامل اساسي ومهم في تقييم عملية الاستمطار هو عدم ايجاد منطقة لها نفس الظروف المناخية بحيث لا يتم بها استمطار لمقارنتها مع المناطق التي يتم بها الاستمطار لمعرفة اثر الاستمطار على زيادة الهطول المطري. ومن اكبر معيقات المشروع المنطقة المسموح بها الطيران حيث ان انسب منطقة لعمليات النثر هي المنطقة الغورية حيث بداية دخول الغيوم من الغرب ،وقد كان من غير المسموح للطائرة بالتحليق على مسافة 8 كم شرق نهر الاردن وبذا فان التحليق فوق المرتفعات الجلية الغربية يؤدى الى سقوط الامطار في المناطق الغير مستهدفة هذا على فرض ان الاستمطار يزيد من نسبة الامطار الساقطة.

لاحقا في سنة 1995 قامت الدائرة في عهد المرحوم د.امين كراعين بشراء رادار جديد (Dopller Radar) من شركة كافورس الامريكية ، وللحقيقة فان الدائرة لم تكن موفقة في هذا الشراء كون الشركة الصانعة من الشركات المغمورة ولم تصنع سوى رادارين احدهما الذي اشترته دائرتنا ،وكانت النتيجة صعوبة بالغة في تأمين قطع الغيار اللازمة لاغراض الصيانة ، وقد واجهت الدائرة العديد من المشاكل مع هذا الرادار من حيث كثرة التعطل ، ولاحقا فقد اختفت الشركة عن الوجود، واصبح الحصول على قطع الغيار شبه معدوم ،واصبح مشروع الاستمطار في مهب الريح ،حيث اخرج الرادار من الخدمة وبقي فقط استخدام المولدات الارضية . وقد استمر العمل بهذه المولدات لفترات ليست بالقليلة ، واذكر تماما قيام الدائرة في احدى السنوات لا اذكرها بالضبط بشراء ثلاث مولدات ارضية بقيمة 45 الف دينار ، واستمر رصد مبلغ بحدود 70الف دينار سنويا في موازنة الدائرة كان يرصد لاغراض مشروع الاستمطار . وفي سنة 2005 اوقف المشروع تماما.
في سنة 1997 اصدر السيد انعام طهبوب مدير مشروع الاستمطار في ذلك الوقت تقريرا تقيميا حول الاستمطار للعشر سنوات من 1986-1997على عكس ما قيل ان المشروع توقف سنة 1995 واقتبس من هذا التقرير بعض الارقام

سآخذ مثالا واحد على الزيادة بنسبة الامطار لمحطة عمان كما هو موضح في الجدول والتي تبلغ 12,8 لمقارنتها مع الميل في معدل سقوط الامطار لنفس المنطقه اي محطة مطار عمان المدني
بالنظر الى الجدول اعلاه يلاحظ ان هناك ميلا الى التناقص في معدل سقوط الامطار خلال الفترة من 1923-2011

وهذا ما يطلق عليه ( Rainfall Trend) ،ومن المؤكد ان هذا الميل ينطبق على معظم المحطات ، فاين الزيادة في الهطول من عمليات الاستمطار.
ا

تمنى على من له علاقة بالامر سؤال كل من عطوفة الاستاذ هيثم الشاعر حيث كان مدير للدائرة منذ 1997-2004 وعاصر اطول فترة للمشروع ابان ادارته للدائرة لاخذ رايه في مشروع الاستمطار ، كما اتمنى سؤال عطوفة الدكتور جاسر الربضي الذي اوقف المشروع ابان ادارته للدائرة منذ 2004-2006

لا اريد تكرار الابحاث والدراسات التي اشارت الى الشكوك حول جدوى استمطار السحب فقد اشرت اليها في مقال منشور تحت عنوان الاستمطار بين الحقيقة والخيال ، ولكن اكتفي بهذا التقرير

الذي صدر بعد اجتماع عدد كبير من خبراء الطقس في مدينة ابو ظبي سنة 2010 (حتى لا يقال ان المعلومات قديمه) لتدارس عملية تعديل المناخ والذي يقع الاستمطار تحت هذا البند
ادعوا الله ان يحفظ اردننا الغالي بقيادة حضرة صاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني حفظه الهه ورعاه
بقلم فهيد الطعيمه /مساعد مدير الارصاد سابقا



تعليقات القراء

هيثم الشاعر- المدير العام الاسبق لدائرة الارصاد الجويه
المهندس فهيد الطعيمه ان ما توصلت اليه من حقائق يجب ان لا تغيب عن المدير العام الحالي لدائرة الارصاد الجويه ،لانه كان رئيسا لقسم المناخ في الفترة السابقه وهو يعلم بتناقص معدلات الهطول لاكثر من ٥٠ سنه،
20-09-2015 10:19 PM
هيثم الشاعر
اذا كانت معدلات الهطول خلال العقود الخمسه الاخيره تتناقص فكيف تم التوصل الى ان مشروع الاستمطار الذي طبق في الاردن سابقا كيف ثبت انه زاد معدلات الهطول، انا فقط لم اسأل لما هذا الحماس ايها المدير العام
25-09-2015 03:06 AM
مراقب عام
ثبت بالوجه القاطع ان المؤسسات التي تمنع توظيف القرايب والعدايل سياستها صحيحة لأنه سياتي يوم سيتقاعدوا ويفرغوا سمومهم للمؤسسة التي صنعتهم
وللعلم هذه تجربة وبناءا على نتائجها تأخذ حكومة القرار
09-10-2015 05:07 PM
فصدق
1) ثبتت ان اسباب تخلف تطور عدد من المؤسسات الدولة هو وجود ادارات ليس لها بعد نظر للمستقبل مثل بعض الادارات السابقة للارصاد وعدد من موظفيها
13-10-2015 12:51 AM
تغريد
hن القافلة تسير و المهم ان ادارتنا في الارصاد الجوية لديها النظرة المستقبلية على الرغم من المعوقات لكن متابعة وتوجيهات الحكومة هي خير دليل ان ادارتنا الحالية ممثلة بمديرها العام سائرة على الدرب الص
13-10-2015 12:54 AM
عمر ومازن
ان اهمية وجود مصدر مائي جديد للمملكة هو على سلم اولويات الحكومة و بتشجيع من جلالة الملك عبدالله، للعلم ليس هناك مشروع استمطار اردني و كل ما هنالك هو مذكرة تفاهم بين الاردن وتايلند سيتم من خلالها اج
13-10-2015 12:56 AM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات