الأزمة السورية وشبح التقسيم!!!


مياه كثيرة جرت في النهر خلال الاسابيع القليلة الماضية اشتملت على تغيرات ومواقف واسعة على الساحة الاقليمية والدولية فيما يتعلق بالازمة السورية يراها بعض السياسيون مؤشرات على حراك دولي اقليمي لحل الازمة السورية حلا سياسي لصراع استمر ولا زال لاكثر من اربعة اعوام. فالاتصالات تجري على أعلى المستويات بين جميع الجهات المباشرة والغير مباشرة. برز هذا التفاؤل بعد الاتفاق النووي الذي أبرم مؤخرا بين مجموعة الخمس زائد واحد وخاصة في اجتماعات الدوحة بين وزيري الخارجية الأميركي جون كيري، والروسي سيرغي لافروف، ونظرائهما في دول الخليج، منذ أيام. كما جرى أيضا اجتماعات ثنائية بين وزراء خارجية أميركا وتركيا وروسيا على هامش قمة آسيان التي عقدت مؤخرا في ماليزيا، وتناولت الشأن السوري، وكيفية الخروج من الأزمة ويأتي أيضًأ في ذات الإطار، ماقاله الرئيس الأمريكي باراك أوباما في حديث له عن “سوريا”، حين قال : "النافذة انفتحت قليلاً لحل سياسي للأزمة في سوريا، ولا حل في سوريا بدون مشاركة إيران. ولكن في خضم هذه الأحداث يبرز السؤال الأهم: ما هو مصير الأسد في أي سيناريو مطروح للخروج من هذه الأزمة وإنهاء معاناة استمرت لسنوات ذهب ضحيتها ولا زال مئات الألوف من الأطفال والشيوخ والنساء الأبرياء وتهجير الملايين، وهو السؤال الأكثر جوهرية في الحدث السوري؟ أميركا أيضاً دخلت على الخط (والتزمت) بالحل السلمي الذي يستبعد بشار الأسد ، وكأن وجوده هو العقبة الوحيدة في وجه الحل السلمي. ليس من السهل حصول تغيير في المواقف بين الدول الداعمة لبشار الأسد أمثال ”حزب الله" وإيران وروسيا وغيرهم كما أنه من غير المؤكد قبول الأغلبية العلويه لن يتم إخضاعهم بالقوة لحكم الغالبية (السنية) في دمشق. كما أنهم سينالون حصة مناسبة في الحكومة المركزية الذين يتمسكون ببقاء الأسد ، على الأقل في المرحلة الأولى ، يرون أنه عنوان لنظام الحكم في سوريا ، ومن خلفهم إيران وحزب الله بحكم الغالبية السنية مما يعني بروز شبح التقسيم وهذا في حدا ذاته يعتبر أخطر من الأمة الحالية على مستبقل سوريا والمنطقة برمتها وبالتالي احتمالية سقوط الدولة السورية برمتها. ادركت طهران أنها تواجه حالياً طريقاً مسدودة استراتيجياً في سوريا وأنها تناقش اتفاقاً جوهره تنظيم انتقال للسلطة في سوريا يتماشى مع الاقتراحات الروسية. ويعني ذلك ترتيب رحيل الأسد عن الحكم وتوحيد القتال ضد "داعش" والمحافظة على حقوق العلويين في مناطقهم. وليس في الأفق ما يشير إلى أنها وصلت الآن إلى قرار نهائي حيال ذلك ويعتبر المحللون أن الخطورة الكبرى تكمن في إقرار المجتمع الدولي، في حال تمرير الخطة، للرؤية الروسية الإيرانية لحل الأزمة، عبر تحويلها الثورة السورية، برموزها وتضحياتها، إلى مجرد حالة تمرد في بعض المناطق وإيجاد حلول موضعية لها من خلال تأمين بعض الحاجات الأساسية للمناطق المنهكة، وتسوية أوضاع بعض المطلوبين في تلك المناطق، وبالتالي طي صفحة الثورة السورية بصفتها تحولا جذريا في قلب المجتمع، وإعادة النظام إلى سكة الحياة وتوفير كل الظروف المناسبة له لإعادة إنتاج ذاته.كثيرٌ من المحللين السياسين يرون ان الولايات المتحدة وبعض الدول الغربية قد اكتفت بالدمار الذي اصاب سوريا من تدمير للبنى التحتية واضعاف الجيش السوري وتفكيك المجتمع وإيجاد البؤر لصراعات مذهبية طائفية إثنية طويلة قادمة وغيرها من الأهداف التي ستشغل سورية بإعادة الإعمار وبقضايا صراع داخلية محضة. التفاؤل الراهن بحل سلمي في سوريا محكوم بالفشل لأنه لا يقول شيئاً عن مصير المنظمات الإرهابية التي تسيطر على أجزاء هامة من سوريا.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات