الوزير والعصفوره


منذ صغرنا ونحن يقال لنا أن هناك كلام تقوله العصفورة ، وهذه العصفورة دائما تأتي بالكلام الذي يقصد من وراءه الكثير من المعاني ، وتلتصق بهذه العصفورة الكثير من التهم والأقاويل التي ربما تصيب البعض بالضرر ، وعندما خط الشيب رؤوسنا تبدلت هذه العصفورة في الصحافة واصبح يطلق عليها مسميات كثيرة من مثل؛ العين والزواريب والسنارة ، وهي مسميات صحفية تستخدم ليقال فيها ما لايقال بالعلن وتترك مسميات الاشياء مفتوحة الاحتمالات على أوسع ابوابها .

ونتيجة لإتساع رقعة استخدام الانترنت ومن وراءها مواقع التواصل الاجتماعي والصحافة الإلكترونية الصفراء ، أصبحت تلك المسميات المجهولة قابلة للتعريف وبالامكان وبكل سهولة معرفة من المقصود بكلام العصفورة أو من يقف في الزاروبه أو من وقع في الصنارة أو من عليه العين ، وهنا يصبح المثل القائل " من على رأسه بحصة يحسس عيلها " في غير مكانه ، لأن صاحب البحصة عرف وليس هناك من داع لوجودها على رأسه .

وحادثة التحرش السياسية التي نشرتها احدى الصحف الورقية وتناولتها بقية وسائل الاتصال دون استثناء تمثل حالة متطورة من كلام العصفورة تلك ، لأن من تكلمت عنه العصفورة لم يسكت بل باشر بالرد على كلامها وأكد للجميع أن ما قيل ويقال وما نسج في الخيال هو " عيب " .

وبكل دبلوماسية الكلمة المحترفة يعلن الوزير عن أسم الصحيفة التي وضعته في زاروبتها " دون ان تعلم " ، مما يعطي الوزير خطوة الدفاع الأولى ويترك للصحيفة ولمن استند على ما قدمته من معلومات عن التحرش الدفاع عن انفسهم ، بل يزيد الوزير وينهي كتابته الخاصة بكلمة " القضاء " التي تؤدي الى جلوس الكثيرين ممن وجدو في زاروبة الغد مساحة للخيال الشخصي لديهم ، وغاب عن بالهم أن كلام العصفورة في نهايته مجرد كلام لايؤخذ به أو عليه بل يتم تحميل من يقوله على لسان العصفورة مسؤولية ما يحتويه من سوء الكلام والمقصد .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات