تحت الغطا


كثرة هذه الايام القصص التي تؤكد على ان من أطلق نار الفتنة بين المسلمين " ملعون " ، وهذه اللعنة في موروث الميثولوجيا الدينية عند كافة الديانات السماوية تمثلت بالخروج من الجنة السماوية الى الأرض أو لنار جهنم ، ومع ذلك وعلى فترات زمنية تمتد ما بين متاهة البحث عن الجنة في الأرض كشبيه لجنة السماء وبين محاولة معرفة حجم الخطيئة البشرية التي تستحق أن يعاقب عليها البشر بدخولهم الى النار.

وكي لانتوه في ميثولوجيا الدين والجنة والنار وقصة الخطيئة البشرية المختلف عليها ، نعيد سرد أحدى قصص الموروث الاجتماعي القريب جدا لذاكرتنا ، والذي مازلنا نمتلك ذاكرة الملموس منه والشماهد بالعين المجرد وليس مبني على تناقلات حكايا ، يقال أن هناك خوري تقع كنسيته في مدخل احدى قرى فلسطيني القريبة من مدينة القدس ، وكان من عادة هذا الخوري ان يجلس على عتبة الكنيسة كل مساء يرقب العائدين من مدينة القدس من فلاحي القرى المجاورة لها والتي تمثل لهم طريق الكنيسة مدخلا لقراهم .

وكان من بين من يعبرون تلك الطريق كل مساء رجل من أقرب القرى للكنيسة ، وكان هذا الرجل يعود كل مساء وقد ترنح في مشيته بعد شربه للخمر في القدس ، وتعود الخوري ان يوقفه كي يقدم له نصيحة بان لايشرب الخمر كونه " مسلم " ، والخوري يعرف أن والد هذا الرجل ختيار صالح ومتدين .

وبعد سنوات كثيرة من تكرار النصيحة من قبل الخوري لهذا الرجل ، لم يجد الرجل بدا من ان يتطاول على الخوري مراعيا صداة الخوري مع والده الختيار ، فوقف امام الخوري في احد الايام وهو عائد من بارات القدس وبعد ان نصحه الخوري نصيحته اليومية ، وقال للخوري سيدنا عندما تنام أين تضع لحيتك الطويلة تلك تحت الغطى أم فوق الغطى وغادر مكانه مسرعا والخوري يصرخ عليه لقلة أدبه ، وفي المساء وعندما خلد الخوري للنوم تذكر جملة الرجل وعندها بدأت قصة الخوري مع لحيته الطويلة ، وقد انهكته محاولات النوم وهو يبحث عن المكان المفضل والمريح الذي يضع فيه لحيته " تحت الغطى أم فوق الغطى " ، وبعد ان تعب الخوري من كل المحاولات قام من سريره الى الحمام وتناول المقص وبدأ بقص لحيته من جذورها وهو يلعن اليوم الذي وقف فيه يقدم النصيحة لذلك الرجل ، وفي اليوم التالي عبر الرجل الطريق ووجد الخوري وقد حلق لحيته من جورها ، وعندها قال له يا خوري لم تجبني بعد عن مكان وضعك للحية فوق الغطاء أم تحته ؟ .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات