الأسد والأحمق والبعوضه


يقال " أن تكون أسدا ليوم أفضل من تظل خروفاً طوال عمرك " ويقال ايضا " إن كنت تظن بانك صغير لتحدث فرقاً في العالم ، فأنت حتما لم تقض ليلة مع بعوضه" ، ويقال كذلك" أن الأحمق وحده من يتفحص عمق المياه بقديمه الأثنتين " .
ومن مفارقات التاريخ العربي الثوري " ربيع الهبل " أن الأسد بقي يمارس دوره كأسد لأكثر من اربع عقود ومنهم من تلك الأسود تم توارث صفات الأسد لعقود تجاوزت الست عقود وربما العشرة ، والخراف بقيت خراف طوال تلك الفترة وعندما فكرت ذات يوم ولمدة قصيرة ان تصبح اسود تم اعادتها لطبيعتها " خراف " بحجج كثيرة ومن ابرزها انها لاتمتلك سوى الحلم بان تصبح ذات يوم اسد .
وقصة البعوضة تلك هي في الحقيقة مجرد وهم لكل من سكن الجغرافيا العربية الواهنة ، لأن البعوض يقرصنا من سنوات طويلة ويمص دماءنا كل ساعة في الليل والنهار ، ومع ذلك ما زال هناك من يمتلك القدرة على ايهام تلك الشعوب بان " الفيب " يكفي للقضاء على البعوض ولسنا في حاجة لتجربة قرص البعوض كي نعرف باننا قادرين على تغيير العالم لأننا بالنسبةلهؤلاء الاشخاص كالبعوض حجما ولكن دون فعل بعد ان قتلنا " بالفيب " وبقية المواد التي تقضي على البعوض .
وعن وضع القدمين في الماء معا كي نقيس عمق المياه ، فنحن من أحمق شعوب العالم لأننا كشعوب قمنا بوضع قدمينا الأثنتين معا في الماء منذ عشرات السنين ، ونحاول طوال تلك الفترة أن نقيس مدى عمق وقذارت من يحكموننا ، ورغم ان الماء وصل لرقابنا بكل ما فيه من قاذورات الا أننا ما نزال نحاول أن نقيس عمق تلك المياه منذ شعرات السنين وهناك من غرق وتحولت جثثهم لقاذروات كي تغرقنا نحن من وراءهم .
وهذه الامثال السابقة خرجت من رحم ثقافة قارة افريقيا ، وجاءت بهذه الحالة من المقارنة بين الانسان والحيوان للخروج من حالة التيه الأفريقي منذ سنوات من حكم السلاطيين وبقية ديكتاتوريات تلك القارة ، ويبدو أن حقيقة الأمر تتمثل بأن تلك الأمثال تصنع وتحاك تفاصيلها في تلك القارة السوداء وتحفظ في الذاكرة لحاجتها في لحظة ما من اجل تبرير الكثير من حالات الفشل السياسي لدى شعوبها ونحن من وراءهم .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات