شَغّل الرباعي


" بس تصل أربد اتصل معنا .. أول البلد "
" حاضر "
" احنا عند مخابز البلد أول اربد "
" وصل لعند دوار البياضه "
"حاضر"
" احنا عند دوار البياضه "
" لف شمال شمال .. أول كازيه لا ثاني كازيه .. ووقف "
" حاضر "
" احنا عند الكازيه ..وين نروح؟ "
" امشي على طول .. لايمين ولاشمال وشغل الرباعي "
" حاضر ..شغلت الرباعي "
" وقف على اليمن ولا تنزل من السيارة "
" حاضر "
"السلام عليكم بدنا المره هي الي تنزل لوحدها بس"
المرأة تغادر مركبتنا وتسير باتجاه المركبة الأخرى التي وقفت خلفنا بمسافة عشر امتار، ورجعت المرأة بعد ان تأكدت من أن هدفنا يوجد معهم في المركبة ، ومن ثم سلمتهم النقود ، ونزل الهدف من المركبة الأخرى وجلسوا في مركبتنا ، وهكذا انتهت ثماني واربعين ساعة من الانتظار القلق والتوتر .
والحكاية بكل بساطة تجعلنا نقولها لعل وعسى صاحب القرار يعلم ماذا يدور في البلد ، وهي قصة شاب من دولة مجاورة تم اغواءه من قبل جماعات مقاتله في بلاده لمدة شهرين وهم يتصلون معه على هاتفه ، ويطلبون منه الانظمام لهم من أجل تحرير بلاده ، وقاموا بتهديده بعرضه كون له اختان في تلك البلاد اذا لم يحضر اليهم ، وفي احد الايام وفجرا غادر منزله الى الحدود وهناك سلم أوراقه الرسميه للجهات ذات العلاقة ، وعبر الحدود الى موطنه .
وبعد أقل من اثنى عشر ساعة اتصل بأهله يبلغهم بأنه تعرض لخديعة كبيرة وانه لابد وان يعود الى الأردن ، وكانت النتيجة ان تواصل الأهل مع تجار تعبير الحدود ، وتم الاتفاق على دفع مبلغ مالي كي يتم نقله من تلك الدولة الى الأردن ، واشترطت أسرة الفتى أن يتم تسليم المبلغ في موقع تسليم الفتى في الأردن ، وبعد الساعة الواحدة ليلا تم استلام الفتى من جماعة الأردن الذين يقومون باستلام المبلغ وتسليم الفتى لأهلة كما تم وصف الحالة في بداية المقال .
هذه القصة تجعلني أطرح الكثير من الأسئلة الداخلية والخارجية ومن ابرزها خارجيا ؛ سوريا اصبحت مقصلة الدين والذين يتقاتلون على محبة الله فيما بينهم ، وهي لم تعد ارض المشمش والتفاح وبقية فواكهة أراضي الشام ، وان الموت أصبح هذه الايام سورياً باقتدار ، وعلى المستوى الداخلي هو سؤال بسيط كيف تكمن مهربين من ابناء البلد من تهريب بني أدم عبر الحدود بهذه السهولة، وتمكنو من قبض مبالغ مالية بالاف الدنانير وبشكل شبه يومي من الكثير من الناس وهم يعلمون حجم الرقابة الأمنية التي تفرض على الحدود ؟ ، واخيرا أكثر ما اثار انتباهي في هذه القصة موضوع تشغيل الرباعي كاشارة على ان هناك اشخاص هم المستهدفون في شوارع أربد في احد ليالي الصيف وبعد منتصف الليل .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات